السلام عليكم
أرجو مساعدتي في مشكلتي
أنا بنت ٢٢ سنة أنا في علاقة عن بُعد مع جندي (عسكري) في عامه الأول من الخدمة العسكرية الإلزامية. كانت العلاقة بأكملها خلال خدمته العسكرية، لذلك بالكاد عشتُ معه في ظروف عادية.
في البداية، كان مُعبّرًا عن مشاعره، حنونًا، مُحبًا، دائمًا ما يجعلني أشعر بالتميز. مؤخرًا، لاحظتُ أنه أصبح أقل تعبيرًا في الكلمات واللفتات الصغيرة. لا يزال وفيًا ومُثابرًا، وأعلم أنه يُحبني....
لكنه يُخبرني دائمًا بمدى صعوبة خدمته ومدى ازدياد مسؤولياته. يبدو مُرهقًا عاطفيًا، أحيانًا مُتشائمًا، وأحيانًا أقل تعبيرًا.
هذا يُشعرني بصعوبة وضعنا وعلاقتنا. أتساءل حقًا: هل هذا التحول طبيعي عندما يكون الشخص في الجيش؟ هل الخدمة في الجيش تغير الشخص بهذا الشكل؟
هل ستتغير الأمور عندما يكون خارج الخدمة وتصبح الحياة أكثر هدوءًا؟
هل مرّ أحدٌ آخر بموقف مُماثل: علاقة عن بُعد + ضغوط عسكرية؟ أو على الأقل علاقة وشريكه في الجيش؟ كيف.... التكيف؟
ما الذي ساعدك على الصمود؟ كيف كان الأمر بعد انتهاء كل شيء؟
هل يستحق الانتظار حقًا؟ تذكر أن هذه أول مرة أقابل فيها أي شخص في الجيش، لذا لستُ على دراية كافية بالحياة هناك.
أي أفكار أو طمأنينة ستعني الكثير.
18/7/2025
رد المستشار
الابنة المستشيرة
هل عندك أدنى شك في أن الحياة العسكرية (هنا والآن) لابد وأنها ضاغطة ومتوترة؟؟
لا يمر يوم دون إشارة أو ربما تصريح رسمي بلزوم الجاهزية لحرب قد تندلع في أي وقت ضد خصم مجنون مطلق اليد، بلا كوابح، مدجج بالأسلحة الفتاكة، وأول من ينزل إلى الميدان هم الجنود مثل الشاب المرتبط بك!!
تمر بك الخبرة لأول مرة، لكن ألم تشاهدي فيلما من أفلام الحروب، وهي كثيرة جدا، وتعطيك فكرة عن حياة العسكرية، ومخاوف القتال، والحالة النفسية للجنود!!
صحيح أن القيادة السياسية في بلدنا قد اختارت في وقت سابق أن تتوقف عن الاشتباكات مع العدو الرابض على الحدود، لكن من أعطى الناس تصريحا، أو روج لديهم فكرة أن يتخلوا عن ثقافة الحرب، بما في ذلك الانعزال التام عن المعرفة بحياة الجندية، وأجواء الحروب، ومعاني استمرار المواجهة بأشكال متنوعة!!
الشاب المجند يعيش أجواء ملحمية مثيرة وباعثة على قلق وتفكير متعلق باحتمالات شتى، وهو لا يستطيع أن يحكي عن ذلك معك خشية أن يتضمن هذا بوحا بما يمكن اعتباره أسرارا يؤاخذ من يتناولها بالحديث، بل إن الثقافة السائدة في الحياة العسكرية هي الفصل التام والانفصال عن الحياة المدنية المسموح فيها بالتراخي والتسيب والأنتخة (طبقا لهذه الثقافة)، بينما الحياة العسكرية قائمة على الضبط والربط واليقظة والجهوزية الدائمة، وهذا الانفصام والانفصال يزيد الأمور تأزما، ومن منطلق تخصصي وممارستي المهنية أرى أن إشاعة ثقافة الحرب، وتوعية وتعبئة ما نشأت على تسميته بـ :«الجبهة الداخلية»، هو الأنسب والأفضل-الآن، ودائما.
على كل حال... يمكنك فتح هذا المجال على مستواك الشخصي، بالقراءة والاطلاع، وقفزت إلى خاطري رواية مترجمة ستجدينها بعنوان: كل شيء هادئ على الجبهة الغربية، وقد تحولت إلى فيلم أكثر من مرة!!
الوضع النفسي الحالي الذي فيه فتاك هو أمر يواجهكما معا، وتفهم طبيعته مع حسن إدارته ينتج أن يمر بل ويوثق العلاقة بينكما، وسأترك المجال في التعليقات للخبرات المشابهة، وموقعنا يشجع ويفسح المجال ويحتفي بتوثيق وتبادل الخبرات العملية بحيث لا يقتصر المحتوى على آراء وخواطر وإسهامات المتخصصين، وتابعينا بأخبارك.