اضطراب الوسواس القهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا من المغرب عمري 27 سنة غير متزوجة أعاني من اضطراب الوسواس القهري لم يسبق لي أن زرت طبيبا من قبل وهذا المرض أعاني منه لسنين لدرجة أنني أحس أن بعض الأفعال القهرية أصبحت عادة.
أعاني من أشكال متعددة للوسواس (وسواس الطهارة وسواس الاستنجاء وسواس النية وسواس الصلاة وسواس الصيام وسواس سب الله أو الرسول صلى الله عليه وسلم وسواس أفكار جنسية).
بالنسبة لوسواس الطهارة والصلاة بدأ سنة 2014 أو قبل بقليل وأثناء بداية هذا النوع من الوسوسة لم أكن أعلم ما هي الوسوسة فكل ما أعرفه هو أن الوسوسة هي الشيطان في ذاك الوقت لا أتوفر على حاسوب أو هاتف للبحث عن الموضوع في ذاك الوقت كانت جدتي رحمها الله كانت تعاني من الوسوسة في الطهارة أنا لا أعلم هل تعاني من هذا النوع فقط أم أنواع أخرى لم ننتبه لها، ولكن كان وسواس الطهارة ظاهرا بشكل كبير
وهي ظهر عليها هذا المرض بأعوام قبل أن يظهر علي أنا المرض وعند إذن كنت أسمع أبنائها عندما تفعل شيئا يقولون لها إن هذه وسوسة لا تلتفتي لها فكانت معلوماتي حول الوسوسة هو فقط ما يقوله الناس حولي.
فقبل إصابتي بهذا النوع من الوسوسة لم أكن أهتم بالطهارة كثيرا ففي 2013 أحببت فجأة مادة الإسلاميات كنت أدرس في الثانوية آنذاك بدأت أهتم بالطهارة والصلاة وفي ذاك العام كانت أختي الصغيرة رضيعة فبدأت ألاحظ أنها تتبول في بعض الأماكن في المنزل فأصبحت أتفاذى هذه الأماكن شيئا فشيئا لم أعد حتى أحملها وهكذا كان الأمر يتطور فالناس حولي بدأوا يقولون لي إنني مصابة بالوسوسة وما هي الوسوسة يا ترى الله أعلم
فانتشر موضوع أنني مصابة بالوسوسة بين أفراد العائلة ويوم بعد يوم كانت هذه الوساوس تحتل ولم تتلقى ولا مقاومة من طرفي وكل هذا وأنا أعتقد أن ما أفعله هو الصح وأنني فقط أحارب الشيطان فتكرار الوضوء وتكرار الصلاة ما هو إلا محاربة للشيطان فكل ما أسمع أن هذه وسوسة أرفض الأمر فمستحيل أن يهتم الشيطان بصحة وضوئي وصلاتي إذن ما أفعله ليس وسوسة، بل هو الأصح فتقريبا مرت 3 سنين أو أكثر وأنا فقط أنفذ أوامر الوسوسة بصدر رحب رغم انتقادات عائلتي لما أفعل
كل ما السنين تمر كل ما الوسوسة توسعت وطورت الأنواع السابقة ولا تكتفي بهذا بل تنتقل لمكان آخر تحتله وهكذا من الصلاة للصيام لسب الله للجنس وهكذا، بعد سنين وبعد توفري على الهاتف بدأت أفهم قليلا عن الوسوسة وأشاهد فيديوات كلام الشيوخ عنها وبعض الدكاترة على اليوتيوب ومن بين الفيديوات الأولى التي شاهدتها لأحد الشيوخ خلاصة ما قال إن الشيطان لا يهتم بصلاتك بل يأتيك ويقول صحح هذه أنت أخطأت هنا هيا صححها ليتقبل الله صلاتك وهو لا يفعل ذلك حبا لك بل هدفه أن يتعبك حتى تتكاسل عن الصلاة فتتركها بعد أن فشل في أن يفتنك فلجأ لهذه الطريقة
وأيضا علمت بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم على ألا نعيد الوضوء أثناء الشك ولا تعاد الصلاة مرتين ولم أكن أعلم عن وجود هذه الأحاديث بل كنت أعيد الصلاة والوضوء ظنا أنني بهذا أحارب الشيطان بدأت أعلم أمور عن الوسوسة وأيضا اكتشفت ولا أعلم هل ما وصلت إليه صحيح أو لا وهو أنني لم أصب بالوسوسة من 2014 كما كنت أعتقد ولم تكن الوسوسة في أولها ذات طابع ديني بل اكتشفت أنني كنت أعاني قبل البلوغ (من 5سنين) ولكن لا أحد حولي كان يقول إن هذه وسوسة بل يقولون عادة سيئة وهذا اكتشاف ثاني أكتشفه أن بعض الناس يربطون الوسوسة بأمور الدين فقط.
والعادات السيئة التي أعاني منها في الصغر كان من بينها الرمش والعد كنت أعد بطريقة محددة ويجب على العد أن يكون بعدد أفراد أسرتي ولا يجب نقص لأن يمكن إن نقص أن يموت أحد الأفراد وأيضا كان موضوع اللمس كنت إذا لمست شيئا باليد يجب لمس نفس الشيء باليد الأخرى بنفس الطريقة ويمكن بنفس المدة الزمنية وأمور أخرى.
في كل يوم أتعرض لأشكال عديدة من الوسوسة فمثلا في الصلاة وحدها تهاجمني وساوس كثيرة منها ما هو قديم والذي أحس به أنه أصبح عادة وكأن عقلي تعود على هذه الأفعال أو يمكن القول إنني وهذه الأنواع من الوسوسة وجدنا حلا يرضي كلينا ولكن إلى جانب هذه الوساوس القديمة كل مرة يظهر شكل أو عدة أشكال جديدة من الوسوسة وهذه الأشكال الجديدة هي التي أحاول محاربتها فمرة أنجح في الموضوع ومرة أفشل فهذه الأشكال الجديدة عندما أنتهي من شكل يظهر موضوع ثاني وهكذا لا ينتهي.
فأنا كمريضة وسواس قهري عندما أقارن أشكال الوسواس القديمة التي بدأت مع بداية المرض ومستمرة إلى اليوم مع الأشكال الجديدة أحس أن الوساوس القديمة ضخمة قوية محتلة مساحة كبيرة محتلة وقتي ومحتلة حياتي وهي بتظهر للناس من حولي وأحس أن عقلي وذاتي تعود عليها رغم تأثيرها السلبي على حياتي في بعض الأحيان أفكر أواجهها ولكن لا أجد شيئا يحفزني للمواجهة عقلي وذاتي متكاسلين في مواجهة هذه الوساوس لتعودهم عليها ولذلك تكون المواجهة مواجهة ضعيفة جدا لعدة أيام ثم أتكاسل ونرجع نعمل اللي بنعملوا.
وأيضا أخبركم أن كثيرا من أفراد عائلتي يعانون من الوسوسةمنهم من تعافى منها ومنهم من يزور طبيب الأعصاب.... أنا أفكر بزيارة طبيب، ولكن هناك فتاة تعاني من وسواس ذات طابع ديني تتابع المرض مع طبيبة الأعصاب وتقول إنها أصبحت أحسن الآن
ففي حالتي هل أزور دكتور نفسي أو دكتور الأعصاب.
جزاكم الله خيرااا
13/7/2025
اضطراب الوسواس القهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من فضلكم في الاستشارة السابقة نسيت أن أذكر بعض الأمور، أنه لدي ورم في رأسي تقريبا في مكان تواجد المخ وهذا الورم لسنين وهو في رأسي وأتساءل هل يمكن أن يكون سببا في هذه الوسوسة؟ (هو ورم عادي حسب قول الطبيبة).
وأيضا أنا عندي تخوف من الزواج وأرفض كل من يتقدم لي رغم رغبتي بالزواج وذلك بسبب خوفي من ترك أهلي والخوف من ألم ليلة الدخلة وألم الولادة وأخاف من أي شيء أسمع أنه فيه ألم حتى ولو كان إبرة فمثلا لا أزور طبيب الأسنان لخوفي من ألم الإبرة
لا أعرف هل هذا الخوف بسبب الوسوسة أم هو أمر عادي أم هو مرض آخر؟
جزاكم الله خيرا
14/7/2025
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "نو" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
جمعت الأشكال المتعددة التي اتخذها وسواسك بقولك (وسواس الطهارة وسواس الاستنجاء وسواس النية وسواس الصلاة وسواس الصيام وسواس سب الله أو الرسول صلى الله عليه وسلم وسواس أفكار جنسية) أي أنها شملت وساوس وقهور العبادات، ووساوس وقهور العقيدة والذنب، ولعل أهم ما يلفت النظر في إفادتك هو قولك (وكل هذا وأنا أعتقد أن ما أفعله هو الصح وأنني فقط أحارب الشيطان فتكرار الوضوء وتكرار الصلاة ما هو إلا محاربة للشيطان فكل ما أسمع أن هذه وسوسة أرفض الأمر فمستحيل أن يهتم الشيطان بصحة وضوئي وصلاتي إذن ما أفعله ليس وسوسة، بل هو الأصح) هذا سببه الفهم القاصر في مجتمعاتنا ليس فقط للوسواس القهري وأعراضه وإنما أيضًا للطريقة التي يعمل بها الشيطان، فأغلبهم يظن أن الشيطان يعمل فقط من خلال الحث عن المعاصي، في حين أن الشياطين يقيمون في بيوت العبادة أكثر مما يقيمون في الأسواق والحانات، فإذا أراد الشيطان تنفير الإنسان من العبادة لن يأتيه قائلا ما أسوأ أو أثقل العبادة، بل سيأتيه ليقول لابد من إحسان العبادة أكثر وكلما أحسن الإنسان طالبه بأكثر، حتى يفشل فيكرر ويعيد والوسواس لا يكف عن التشتيت والتهديد والوعيد، فتصبح العبادات ثقيلة الوطء بغيضة لنفسه
وأما قولك (أعاني قبل البلوغ (من 5سنين) ولكن لا أحد حولي كان يقول إن هذه وسوسة، بل يقولون عادة سيئة وهذا اكتشاف ثاني أكتشفه أن بعض الناس يربطون الوسوسة بأمور الدين فقط.) فهذا أيضًا يشير إلى نقص الثقافة النفسية لدى قطاعات كبيرة من المجتمعات العربية، وأما وصفك لما سموه بالعادات السيئة فما هي إلا أعراض وسواس قهري في الطفولة عرض و.ل.ت.ق ومن ضمنه وساوس وقهور العد والتساوي مع المحتوى السحري (الرمش والعد كنت أعد بطريقة محددة ويجب على العد أن يكون بعدد أفراد أسرتي ولا يجب نقص لأن يمكن إن نقص أن يموت أحد الأفراد وأيضا كان موضوع اللمس كنت إذا لمست شيئا باليد يجب لمس نفس الشيء باليد الأخرى بنفس الطريقة ويمكن بنفس المدة الزمنية وأمور أخرى)، وربما كانت في ذلك الوقت بعض أعراض أخرَ تنتمي للطيف الوسواسي القهري ولم ينتبه لها.
تقولين (الوساوس القديمة ضخمة قوية محتلة مساحة كبيرة محتلة وقتي ومحتلة حياتي وهي تظهر للناس من حولي وأحس أن عقلي وذاتي تعود عليها رغم تأثيرها السلبي على حياتي في بعض الأحيان أفكر أواجهها ولكن لا أجد شيئا يحفزني للمواجهة عقلي وذاتي متكاسلين في مواجهة هذه الوساوس لتعودهم عليها) وهي عبارة تصف ببراعة ما يحدث في الحالات المزمنة حين تتحول القهور إلى عادات إدمانية لا يتخيل المريض أنه يستطيع تغييرها ولا يحفزه شيء لذلك، خاصة وأن هذه العملية كثيرا ما تتطور القهور فيها عبر حلول وسطية حتى تصل إلى حد تمكن الحياة معه وفي نفس الوقت يرضى به الوسواس لكن الحياة تبقى ثقيلة مهما بلغت الحلول الوسطية، فضلا عن أن المريض يبقى معرضا لوساوس أكثر في مجالات أخرى من حياته.
ويبدو العامل الوراثي واضحا في حالتك مثلما هو شائع في الحالات التي يبدأ فيها الوسواس القهري في الطفولة، كما تبدو سمات الخوف من ترك الأهل للزواج والخوف المفرط من الألم ضمن السمات المهيئة للوسوسة بشكل عام، وأما الورم الدماغي الحميد الذي تشيرين إليه فلا نستطيع تحديد علاقته بحالتك الحالية خاصة وأننا لا نعرف نوعه، ونؤكد أن عليك متابعة ذلك الأمر مع طبيب المخ والأعصاب، وأما حالة الوسوسة مكتملة المعالم والممتدة عبر عقدين من عمرك يا "نو" فتحتاجين فيها إلى طبيب نفساني ومعالج سلوكي معرفي.ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.