غالبا ما نخرج من تجربة عاطفية فاشلة بنفسية منكسرة تهز ثقتنا بأنفسنا، بل تكاد تكون الحلقة التي تحولنا إلى الجهة المضادة حيث الانطوائية والعزلة والصمت وحب الجلوس في الظلام وحتى لو استطعنا أن نتجاوز الأزمة بعد جهد وأقول بعد جهد جهيد غالبا ما تترك لنا ثأثيرا كبيرا في علاقاتنا مع الآخرين مستقبلا.
فكيف ونحن مقبلون على أي تجربة نضع خطوات استباقية بمثابة مضاد إن صح التعبير ضد أي فشل مرتقب في العلاقات المستقبلية؟
وشكرا لكم
28/7/2025
رد المستشار
"الأخت الفاضلة":
التجارب العاطفية في حياتنا حين نتعرض لها قد تأخذ مسارات مختلفة بعضها يدفع إلى العزلة والانكسار كما ذكرت، وبعضها يدفع إلى الشك والتوجس تجاه الآخرين، وبعضها قد يدفع إلى الرغبة في الثأر والانتقام، وبعضها قد يدفع إلى تعميم نتائج هذه التجربة على الحياة كلها، وكل هذه مسارات ضارة تجعل الخسارة خسارتين، خسارة الحبيب المفقود وخسارة النفس.
وعلى الجانب الآخر قد ننظر إلى تلك التجارب حتى ولو كانت فاشلة على أنها كانت مصدراً للمعرفة بنفوس البشر وطبائعهم ولقوانين الحياة فنأخذ منها الدرس دون أن نفقد الثقة بأنفسنا وبغيرنا ونتجنب التعميم ونتجنب الرغبات السلبية في الثأر أو الانتقام أو العزلة، وتكون التجربة هنا بمثابة عامل مناعة ضد فشل آخر بسبب ما أودعته فينا من رؤيا ووعي وإدراك وكثيرين من المراهقين والشباب يمرون بمثل هذه التجارب على مستويات مختلفة وبعضهم يخرج منها أكثر نضجاً حين يضعها في حجمها الطبيعي ويخرج منها بفوائدها وخلاصتها وبعضهم ينهار بها ويتصرف كرد فعل لها فيقع في مزيد من الأخطاء تلو الأخطاء بأن حياته أصبحت ردود أفعال لهذه الأزمة التي لم ينجح في الاستفادة منها.
ولكي ندعم الاستفادة من مثل هذه الأزمات علينا استشارة من هم أكبر منا سناً أو أنضج منا خبرة كي يساعدونا على رؤية مواطن القوة ومواطن الضعف في أنفسنا وفي الطرف الآخر فنعرف لماذا فشلنا ونعرف أيضاً إن كان هذا الفشل أو إن كان هذا الفقد يستحق ما حدث أم لا، فقد يكون هذا الذي فقدناه شرا لنا في حياتنا أو عاقبة أمرنا فصرفه الله عنا، (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
واقرئي أيضًا:
علاقة تنتهي: بؤرة التركيز، ورحلة التغيير
انتهت العلاقة، ولا يتحول الحب إلى صداقة!
علاقة وانتهت! جلد الذات إلى متى؟
كيف أتخلّص من علاقة سامّة؟
علاقة ساخنة ... آخرها مكب النفايات