السلام عليكم ورحمة الله
لا أعلم حقيقة ما إن كان هذا إنجازًا أم لا، ولكن في وقتٍ ما، ظننتُ أنني أحب زميلتي في العمل. ربما لأنها كانت دائمًا ودودة وضحكتها لا تفارقني، شعرتُ بشيءٍ مختلف. لكن مع مرور الوقت، اكتشفتُ أن هذا كان أسلوبها الطبيعي مع الجميع، وليس معي فقط. في تلك اللحظة، دافعتُ عن نفسي وثبتُّ مكانتها عندي: زميلة عمل، هذا كل شيء.
هذا قادني إلى تعلّم أمرٍ بالغ الأهمية: ليس كل تصرفٍ لطيف، أو ضحكة، أو مجاملة، يعني مشاعر خاصة. خصوصًا في العمل، يجب على المرء أن يُدرك أن لهذه العلاقات حدودًا. في البداية، كنتُ مرتبكًا، لكنني الآن فهمتُ بوضوحٍ أكبر أن العمل من أجل العمل، وأن المشاعر ملكٌ لمكانٍ آخر.
من هنا، بدأتُ بتطبيق ما أسميه "الوضع المهني". إنه أشبه بالطيار الأوتوماتيكي Autopilot يجعلك تتعامل مع الناس بأسلوبٍ مهذبٍ ولطيف، تُحييهم، تضحك، تُساعد، وتُنجز عملك، ولكن دون أن تدع مشاعرك تُعيقك أو تُفرط في التفاؤل. هذا يجعلك تشعر بالاسترخاء، والتركيز، والتنظيم. لا أقول إنني بلغتُ الكمال في هذا، بل ببساطة إن هذه التجربة علّمتني التمييز وإعادة ترتيب أولوياتي.
بالنسبة لي، هذا هو النضج. قد يكون بسيطًا، لكنه أحدث فرقًا كبيرًا، إذ هدأ عقلي وطمأنني.
في النهاية، أدركتُ أنها لم تكن خسارة، بل اكتساب خبرة ورؤية أوضح للحياة والعمل.
01/9/2025
رد المستشار
شكراً على مشاركتك الموقع بتجربتك.
ما تطرقت اليه يعكس وعيًا ونضجًا ، والقدرة على التمييز بين الودّ المهني ووجود مشاعر رومانسية. هذا درس ثمين في بيئة العمل، و"الوضع المهني" الذي اعتمدته يبدو حلًّا عمليًا وهادئًا للحفاظ على التركيز والاتزان.
على كل إنسان تثبيت الحدود بوضوح وبشياكة و ان يكون ودودًا ومحترمًا لكن محددًا: تحية، ابتسامة، تعاون في الشغل، ثم العودة للعمل. كذلك يجب تجنب المواقف الخاصة واللقاءات الفردية الطويلة خارج نطاق العمل إن لم تكن ضرورية.
على الإنسان ضبط التفاعل اليومي والتواصل فقط عبر القنوات المهنية بخصوص العمل .كذلك يجب إدارة المشاعر داخليا والسيطرة على الأفكار الرومانسية. هذه المشاعر تتضاءل عادة مع تقليل الاحتكاك والتركيز على اهتمامات أخرى.
اعتبر التجربة مكسبًا وكما قلت: ليست خسارة، بل خبرة.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
أنا وزملاء العمل طبيعي وأنت أدرى!
العمل وعلاقاته