السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشعر بالحرج من الحديث عن هذا، لكنني دائمًا أفكر في حياة الآخرين الجنسية. على سبيل المثال، عندما أعرف أن إحدى صديقاتي تزوجت، أبدأ بالتخيل، ثم أشعر بالذنب. أشعر أيضًا أنني قد لا أعيش تجربة جنسية على الإطلاق، لذا أفكر في هذا الأمر كثيرًا، وأبحث عنه باستمرار، ورغبتي الجنسية قوية جدًا.
قد تسألونني: لماذا لا تتزوجين؟ بصراحة، لم يكن أي من الذين تقدموا لي مناسبًا، ولم أشعر بأي قبول تجاههم. لا أعرف ماذا أفعل.
لا أريد الاستمرار في التفكير في أمور مثل: "ماذا تفعل صديقتي التي تزوجت الآن؟" أو "كيف هي حياة هذا الزوجين الجنسية؟"
هذا يُزعجني كثيرًا، وأتساءل إن كان هذا طبيعيًا، أم أنني أشعر بهذا الشعور وحدي، أم أنني أضيع وقتي هباءً؟
18/09/2025
رد المستشار
أهلا وسهلا بك علي مجانين ونأمل أن نكون عونا لك
من الطبيعي أن تثار تساؤلات وأفكار حول الحياة الجنسية، خصوصًا في فترات الشباب أو في حال عدم وجود تجربة جنسية خاصة، ويكون الفضول أقوى عند وجود رغبة جنسية نشطة. لكن عندما تتحول هذه الأفكار إلى انشغال دائم أو شعور بالذنب أو عرقلة للحياة اليومية، قد نحتاج لتقييم أعمق.
فقد تكون الحالة مجرد انشغال زائد طبيعي نتيجة الحرمان أو الفضول، أو قد تدخل في إطار اضطرابات نفسية مرتبطة بالتحكم في الأفكار أو الرغبات.
وقد يرجع ما تشعرين به إلى:
1- انشغال جنسي مفرط Hypersexual preoccupation: حيث تنشغل الأفكار بالرغبة الجنسية والخيالات دون وجود تفريغ صحي أو علاقة مُرضية.
2- اضطراب وسواسي قهري جنسي Sexual OCD subtype: عندما تكون الأفكار متطفلة ومتكررة وتسبب ضيقًا وذنبًا، مع صعوبة السيطرة عليها.
3- اضطراب القلق/الحرمان العاطفي: قد يظهر الانشغال الجنسي كتعويض عن شعور بالفراغ العاطفي أو القلق بشأن المستقبل.
4- فرط الرغبة الجنسية Hypersexuality: عندما تكون الرغبة قوية جدًا لدرجة تؤثر على التفكير اليومي والاهتمامات الأخرى.
وأنا أميل في حالتك إلي التفسير الأول والرابع حيث أنك آنسة مع وجود قيود دينية وإجتماعية لممارسة جنسية أو حتي مجرد التعبير عنها بحرية.
العوامل التي قد سببت ذلك
1- الحرمان الجنسي/غياب التجربة الواقعية: عدم وجود علاقة عاطفية مشبعة قد يضخم الانشغال بالتجارب الجنسية عند الآخرين.
2- الفضول الطبيعي + الرغبة الجنسية القوية: خليط طبيعي لكنه يصبح مزعجًا بغياب التوازن.
3- المقارنات الاجتماعية: رؤية الأقران يتزوجون ويعيشون تجربة أنت محرومة منها قد يغذي الخيال.
4- الصراع القيمي: التربية أو القناعات الأخلاقية قد تجعل التفكير في الجنس مرتبطًا بالذنب.
5- القلق من المستقبل: الخوف من عدم خوض تجربة جنسية مطلقًا قد يثير الأفكار بشكل متكرر.
فما تعانين منه ليس شذوذًا، بل هو مزيج من رغبة طبيعية + حرمان + أفكار متطفلة قد تكون مرتبطة بالقلق أو الوسواس.
ما ننصحك به
1. فهم أن الفضول والرغبة ليسا خطأ مجرد وجود أفكار جنسية أو فضول تجاه الآخرين لا يعني أنك مريضة أو شاذة. وعليك معرفة أن الفرق بين الطبيعي والمشكلة هو: هل تسيطر هذه الأفكار على يومك وتسبب لك ضيقًا شديدًا؟
2. إدارة الأفكار المتطفلة فعندما تطرأ فكرة مثل: ماذا تفعل صديقتي المتزوجة الآن؟، لا تحاولي محاربتها بالقوة (لأن ذلك يزيدها). فأعيدي توجيه انتباهك إلى نشاط آخر (قراءة، كتابة، مهمة عملية).
3. تفريغ الطاقة الجنسية بطريقة صحية عن طريق ممارسة الرياضة (الجري، المشي، اليوغا) ليساعد في تخفيف التوتر الجنسي. أو الانشغال بأنشطة إبداعية أو اجتماعية يقلل من تركيز العقل على الجنس فقط.
4. إعادة هيكلة الأفكار
ففكرة: لن أعيش تجربة جنسية أبدًا. فالرد العقلاني: أنا لا أعرف المستقبل، وربما أجد شريكًا مناسبًا لاحقًا.
5. التوازن مع الجانب القيمي والديني
إذا كان الذنب ناتجًا من الصراع مع القيم، حاولي التفريق بين الفكرة (التي لا تتحكمين في ظهورها) وبين الفعل (الذي تتحكمين فيه). فالفكرة لا تعني أنك مذنبة، بل هي أمر بشري طبيعي.
إذا أصبحت الأفكار مفرطة جدًا أو مصحوبة بسلوك قهري (بحث مفرط، مشاهدة إلزامية.....) قد يكون هناك حاجة لتقييم من طبيب نفساني لمعرفة إن كان هناك فرط رغبة جنسية مرضي يحتاج إلى تدخل دوائي.
واقرئي أيضًا:
فرط الشهوة: وساوس جنسية... ونبضات!
تخيلات، وإباحية، ومحارم ونبضات!