مساء الخير
لم أكن أرغب في التحدث بهذه الطريقة، لكن للأسف، أشعر بخوف شديد ورعب من الأحداث المرعبة والمتسارعة في العالم. أشعر وكأنني أنتظر كارثة، كحرب.
الأمر يسيطر عليّ، مع أنني أحاول تجاهله تمامًا وأتناول المهدئات وأحاول الهدوء، لكنني لا أعرف كيف أضحك على نفسي بعد الآن. أنا خائفة.
ما يزيد خوفي سوءًا هو شعوري بأنني أخيرًا تحسنت في حياتي. لديّ حياة وأصدقاء بعد سنوات من الوحدة، وأصبحتُ شخصًا له دور في المجتمع. أعيش حياة أحبها، وأشعر بالرضا عنها، وأشعر بالامتنان لأبسط الأشياء. أنجبت أخواتي، وهذا ما كنتُ أتمناه بشدة. بدأتُ أخيرًا باللعب مع أطفال أخواتي. لكنني أشعر أن كل ذلك قد يضيع في الحروب والدمار.
ما زلتُ أرغب في فعل الكثير. من أمور حياتي، وللأسف، لستُ مستعدة للقاء الله. لستُ منفتحة جدًا. أصلي وأُمارس العبادة قدر استطاعتي، لكن ينقصني الكثير، وأخاف الله.
لا أريد أن أعيش في دمار.
أريد أن أشعر بالطمأنينة والهدوء. ما هي نصائحكم من فضلكم دلوني
19/9/2025
رد المستشار
أهلا وسهلا بك على مجانين ونرجو أن نكون عونا لك
ما تصفينه مؤلم ومجهد، لكن واضح أيضًا أنك واعية به وهذا شيء جيد ومشجع.
وأحد أهم الاضطرابات التي يجب أن نناقشها معك هي
اضطراب القلق المعمم GAD مع سيطرة قهرية للأفكار الكارثية: القلق المستمر حول أحداث عالمية مستقبلية (حروب/دمار) الذي يسبب خوفًا مزمناً ويؤثر على راحة الحياة اليومية. وقد يكون هناك أيضًا مكون وسواسي/متطفّل (أفكار متكررة ومزعجة عن كارثة قادمة رغم رغبتك في إيقافها).
ويجب ملاحظة هل يصاحبه أو يكون معه اضطراب الهلع (إن كنتِ تتعرضين لنوبات خوف مفاجئة مع ضيق تنفس وخفقان). أو الاكتئاب المصاحب (إن شعرتِ بفقدان متعة شبه كامل أو أفكار يأس). كما يجب وضع اضطراب الوسواس القهري OCD في بالك إن كانت الأفكار آخذة شكلا طقوسيا/قهريا أو تؤدي لسلوكيات تكرارية لتخفيف القلق.
ولو حاولنا مناقشة العوامل التي ساهِمت في حالتك سنجد
1. التعرض المستمر للأخبار والأحداث العنيفة قد يقوّي التوقع الكارثي.
2. حساسية زائدة تجاه عدم اليقين: الخوف من المجهول يجعل العقل يملأ الفراغ بالأسوأ.
3. نقص النوم/تعاطي مهدئات متكررة قد تزيد القلق أو تخفي حلول صحية أفضل.
لتخفيف القلق عليك التحكم في التعرض للأخبار من خلال أن تخصّصي وقتًا واحدًا أو مرتين يوميًا (مثلاً 15-20 دقيقة) للاطلاع على الأخبار ثم أغلقيها ولا تتابعي الأخبار مباشرة قبل النوم.
مارسي التنفس تنفّسي شهيقًا ببطء لأربع ثوانِ، احبسي النفس لثانيتين، ازفرّي ببطء لست ثوانٍ. كرري 6 مرات. هذه التقنية تخفض تنشيط الجهاز العصبي وتُعيد الشعور بالأمان الفسيولوجي.
تمارين التأريض grounding — عند اندفاع القلق سمي 5 أشياء تراها عينك الآن، 4 أصوات تسمعينها، 3 أشياء تلمسينها، 2 رائحة أو ذوق (إن أمكن)، و1 نفس تأخذينه الآن.
تسجيل الأفكار وإعادة هيكلتها :كلما خطرت فكرة كارثية، اكتبيها بشكل موجز ثم اطرحي: دلائل تدعم هذه الفكرة؟ دلائل تنفيها؟ احتمال حدوثها حقيقي أم صغير؟ ما البديل الأكثر واقعية؟
مارسي الرياضة 30 دقيقة يوميًا تخفف القلق وتحسّن النوم والمزاج.
لا كافيين بعد الظهر، وحدّي من المهدئات دون متابعة طبية.
قبل النوم اذكري 3 أشياء حصلت اليوم تشعرين بالامتنان لها — هذا لا يلغي الخوف لكنه يوازن التفكير ويقوّي الشعور بالمعنى.
تقبّلي المشاعر بدل القتال مع الخوف، تعلّمي قول: أشعر بالخوف الآن بدون إضافات ممدّدة. تقبّل الشعور يقلّل من معاناة المقاومة ويمنحك مساحة للتصرف.
إذا بدأ القلق يمنعك من حضور الجامعة أو القيام بالواجبات اليومية.وإن ظهرت لك أفكار يأس أو رغبة في إيذاء النفس. أو أصبحت المهدئات التي تستخدمينها متطلبة لعملك اليومي أو تشعرين أنكِ تعتمدين عليها للتعامل. في هذه الحالات تواصلي مع طبيب نفساني أو مختص صحة نفسية فورًا.
واقرئي أيضًا:
غزة وكيس الطحين: مسلسل القتل والتجويع!
تبلد عاطفي: من بعد السابع من أكتوبر!
فلسطين الآن: رحيل أبي وحياتي الجديدة