مساء الخير
قبل عامين اكتشفتُ أن والدي يواعد امرأةً أخرى. لا أعرف إلى أين وصلت العلاقة، لكنها على الأرجح كانت زواجًا. واجهتُ الأمر، ولم تكن علاقتنا جيدة. لكن يمكنني القول الآن إننا نتعامل مع بعضنا البعض بشكل جيد للغاية، وكأن شيئًا لم يكن، ولا نذكر ذلك حتى.
لقد تقبلتُ حقيقة أنه أبٌ أكثر من كونه زوجًا، وأنه بالنسبة لي، لا يهم إلا كأب... لكنني أشعر بالتمزق عندما أرى أمي تُضحي وتُرهق نفسها من أجله، وهي لا تعرف شيئًا. حاولتُ كثيرًا أن أنصحها بالتركيز على نفسها، لكنها تحبه، وهو يحبها أيضًا. أعلم أنه يحبها ويعطف عليها... لم أتوقف عن التفكير، والتفكير مُميت، لكن المرء يُشغل نفسه حتى لا يُصاب بالجنون. أحمل عبئًا ثقيلًا على نفسي، وأخي الأكبر لا يعلم لأنه إذا... إذا اكتشف ذلك، سيكرهه.
لا أريد أن يُدمر منزلنا، لكنني أعلم أن الأكاذيب لا تدوم، وستكشف الحقيقة يومًا ما. أنا قلق بشأن هذا اليوم، وأخشى أن يحدث شيء لأمي... وأحيانًا أشعر بالخوف عليها عندما نتزوج أنا وأخي، خشية أن تعيش مسلسلًا تلفزيونيًا تعتقد أنه حقيقي وتعيش مع رجل لديه حياة أخرى لا تعرف عنها شيئًا، وأشعر بالبؤس حيال هذه الفكرة.
أحب والدي كثيرًا وكان قدوتي عندما كنت صغيرة، لكن كل ما أشكر الله عليه الآن هو أنني لم أتزوج رجلاً مثله. يراني الجميع شخصًا مرحًا وحرًا وسعيدًا، لكن في داخلي أحمل هذا السر، أشعر أنه شوهني وجعلني أفهم المعنى الحقيقي لجحيم الوعي.
أتمنى لو أستطيع سماع شيء يقول إن الوضع يتحسن لأنني لم أعد قادرةً على فعل ذلك.
ادعو لي أن يخفف الله همومي.
2/10/2025
رد المستشار
مرحبا بكم "سالي"
ما تصفينه هو نوع من العبء النفسي الناتج عن حمل سرٍّ أخلاقيٍّ كبير داخل نظام أسري مغلق.
أنتِ في موقف معقد نوعا ما وتعيشين صراعًا بين الحب والوفاء لأمك، والرحمة والاحترام لأبيك.
هذه الثنائية (المعرفة مقابل العجز عن التصرف) تُنتج ما يُسمى بـ "الوعي المؤلم" — وهو إدراك لا يمكن الرجوع عنه، ولا يمكن البوح به دون ثمن.
من الطبيعي جدًا أن تشعري بالتمزق والذنب والقلق، لكن ما هو جيد في الموقف أن أسرتك مستقرة ووالدك قادر على التكيف والعيش معكم بدون ما يتأثر بمسألة زواجه، ولذلك هل فكرت في أن زواجه أمر شخصي كما ذكرت فعلاقة الأبوة بينك وبينه لا تتأثر بمسألة الزواج، وكونه يحب أمك ويقدرها فهل هذا يعكس طبيعته العاقلة؟ وحب أمك له كذلك؟
من المهم إدراك أن المسؤولية ليست مسؤوليتك — لا إصلاح العلاقة، ولا حماية الأسرة، وأنت لا تحملين سرا بقدر ما أن السر في صدر أبيك وأنت فقط اطلعت عليه، فهو لم يؤمنك لحفظ وإخفاء السر وأمك وأخيك لم يؤمنك ضرورة البوح بكل ما تعرفينه؟ هل تتفقين معي؟
زواج أبيك ربما له دوافعه التي لا نعرفها وعلينا احترامها، كلما تذكرت وانخرطت في التفكير حاولي تحديد وقت محدد باليوم ولمدة 10 دقائق فقط ربما تكون كافية بدلا من سيطرة التفكير عليك فترات طويلة باليوم.
فالتفكير في هذا الأمر ليس مفيدا ولن يجدي، فهل توصلت لشيء؟ هل لو فكرت أكثر في الأمر يمكنك الوصول لشيء؟ دعي الأمر لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
واقرئي أيضًا:
أبي وزوجة أبي مكتئبة أم نرجسية؟
أنا وزوجة أبي... أين الحل؟!
معركتي مع زوجة أبي