السلام عليكم
حسنًا، عمري ٢١ عامًا شاب، أي أنني ما زلت في بداية حياتي. لديّ مشكلة حقيقية، وآمل ألا يُسخر أحد منها.
أشعر أنني لا أعيش شبابي على الإطلاق. أنا شخص عادي جدًا، كما تعلمون، أنا وأصدقائي. ما زلنا ندرس. لطالما كنتُ أركز إلى حد ما على دراستي وما عليّ فعله، وما إلى ذلك. عائلتي وإخوتي وأصدقائي وزملائي في الصف جميعهم مثلي. لطالما كانت دائرتي بأكملها جيدة، مثلي، ومحترمة. نحن ملتزمون دينيًا، لسنا مثاليين، ونبذل قصارى جهدنا. لكنني أشعر -ولا أجد تعبيرًا أفضل -أنني لم أكن يومًا قليل احترام. أنا وأصدقائي نخرج، وجميع صداقاتي جيدة.
بكل بساطة. لكنني أعني، لم أكن يومًا مثل الآخرين... عمري. لم أواعد فتاة قط، ولم أتحدث معها، ولم أعش قصة حب، ولم أحب، ولم أُحب، ولم أعش شبابي، كما تعلمون. كل ما في عمري هو إما أصدقائي، أو، بتعبير أدق، حتى حدودي الجسدية قد تجاوزتها. لا أقول إن هذا صحيح أو رائع وأريد أن أكون مثلهم، ولا أقول إن هذا هو معنى الشباب. لكنه يضغط عليّ لأكون كما أنا أو لا أكون، لأنني أعلم أن هذا خطأ نسبي في معظم جوانبه.
أنا جيد، أعني، أنا صديق جيد، ولدي أصدقاء طيبون، ولم أزعج أحدًا قط إلا بغير قصد. أحاول ألا أستمع إلى نفسي في هذا الصدد. كما أنني أعاني من ضغط أكبر لأن لدي شعورًا داخليًا بأنني، على سبيل المثال، لا أبدو في مثل عمري. أبدو دائمًا أصغر سنًا، وقصير القامة نسبيًا. أشعر أن شبابي لا يظهر، لم يكن الأمر مسيئًا لي أبدًا بطريقة مؤذية، لكنه يمنعني من عيش شبابي. من حيث المظهر والجوهر.
باختصار، أشعر أنني تقدمت في السن مبكرًا.
كل شيء في حياتي هو ما *يُفترض* أن أفعله، ولا أريد أن أعيش حياة مزدوجة.
07/12/2025
رد المستشار
مرحبا بك "تميم"، شكواك تبدو في أنك تشعر بفقدانك شيء أو شيء لم تتمتع به أو تنطلق له، ورغم أنها تحتاج تقصي مزيد من التفاصيل لكن دعني أحاول استنتاج شيء ولا أدرى أهو صواب أم خطأ؟
إذا كنت تشعر بعدم الرضا عن شيء في جسدك أو هيئتك أو حياتك أو مرحلتك العمرية فمن المهم هنا النظر في مسألة الاختيار ومسألة الزمن ومراحله:
فإذا كان نمط حياتك هادئا محافظا فهل ليس لديك اختيار لتغييره، ليس بالضرورة عليك تغييره ولكن إدراك أن الان في اختيار، وتلك اختيار تغيير هذا الوضع أو الاختيار الحالي أمر مهم.
أما مسألة الزمن فهي أننا ندرك أنفسنا عبر الزمن، وربما ننطلق في مراحل متباينة فليس كل الأقران خط سيرهم في الحياة والاكتشاف واحد.
الأمر الثالث وأعتقد الأخير في ضوء المتاح من رسالتك، وهو أن قصر القامة أو اللون أو غيره من الأمور التي نمتلكها طواعية لا اختيارا، لا تمنع أن يثق الشخص في قدراته ولا التحرك في الحياة والانفتاح عليها إلا إذا اعتبرها مشكلة وركز عليها، فهل تملك الاختيار؟ هل ستظل لم تعش شبابك للأبد عبر حياتك المقبلة؟ هل تضمن ثباتك وتأخرك إن صح تقييمك؟ هل صغر الشكل أو قصر القامة وصمة حقيقية؟.
لست أدرى هل لو قلت لك انفتح على الحياة وفق وقيمك وأكمل اختياراتك ستكون كلمة سطحية لما تشعر به أم ربما تلمس ما أريده بأنك بخير وعليك أن تنخرط في الحياة لأنك بخير.