أم سعيد
مشكلتي بدأت قبل أن أولد عندما تزوج أبي أمي هو من الأرياف بما فيها من عادات محبطة وهي من المدينة فعاملوها أسوأ معاملة كرهوها في حياتها وهي أصلا عصبية جدا لأتفه الأشياء فأصبح المنزل حريقة ليل نهار ,ثم أنجبت أمي أختي الكبيرة طفلة جميلة جدا رقيقة هادئة تشبه أمي في كل شيء الذوق الرقة اللباقة الشياكة ماعدا العصبيه فهي أعز أصحابي ثم أنجبت أخي وكان مثل أختي، ,ثم الطامة الكبرى عندما أنجبتني أنا أشبه أهل أبي في الشكل تخينة قصيرة شعر بشع أسلوب بيئة مثل البائعات كما تقول أمي ..
أنا فعلا كنت كده طبعا كنت مكروهة من أهل أمي جدا لأني أذكرهم بأهل أبي وما فعلوه معها وطبعا كنت أدخل في مقارنة مع أختي . كان أبي يحبني جدا وأمي أيضا لكنها كانت تريد أن تغيرني فاستعملت كل شيء النصح الضرب حتى كانت تسميني أم سعيد (الخادمة في أرضنا) وشوال البطاطس.
وليل ونهار تتكلم عن أد إيه الرفع نعمة يعطي للواحدة سن اقل والتخن بيئة وزبالة فكرهت نفسي تمنيت أن أكون مثل أختي لم يكن عندي ثقة في نفسي مع إني كنت اشطر بنت في المدرسة والأولي دائما اذكر مرة إني وضعت مونوكير ونظرت إلى يدي فوجدت شكلها جميل وجلست أكذب نفسي وأقول هذا غير صحيح وفي مرة قال لي أخي انزلي هاتي الفيديو
كنت سأقول له المفروض الرجل اللي ينزل مش البنت ثم تراجعت لأني قولت لنفسي أنا مش بنت أصلا.أنا كنت مفجوعة جدا كان عندي تبول لارادي حتي الصف الثالث الإعدادي كنت أمص أصابعي حتي الخامس الابتدائي أذكر كيف كان يسخر الأطفال مني في الشارع وأهل أمي من تخني وكيف كان يتشاجر معي خالي عندما أضع أصابعي في فمي .
ثم قررت التغيير فربط مناديل على يدي حتى أبطل أحطها في فمي ثم وأنا في الصف الثالث الإعدادي قررت عمل رجيم من نفسي لحد ما خسيت كتير وانبهرت العائلة من هذا التغيير فأصبحت فعلا واحدة من أهل أمي وعشت علي هذا الحال أتخن شوية وأعمل ريجيم تاني فظهرت العيوب التي كان يخفيها التخن فأصبح شكلي كما يلي ذراعي رفيعة جدا وساقي أيضا وبكرش وعيوب أخرى لا أستطيع قولها ..
مشكلتي الآن هي أنه لم يصبح هناك أي عاطفة تجاه أمي ممكن توحشني لو ما شوفتهاش شهر أو أكثر لا أحب أهل أمي على الرغم أنهم أصبحوا يحبونني لكن فات المعاد بدأت أغير من أختي بكرة اشتري ملابس جديدة الملابس شكلها جميل جدا في المحل وعندما أرتديها أجد شكلها بشع عليا بكرة أكون وسط الناس حتى أهلي في المنزل ألبس الملابس القديمة المتهالكة وأرمي الملابس الجديدة في الخروج ألبس بنطلون واحد واسع وجاكيت واسع حتى أداري عيوبي نفسي ألبس جيبة مثل البنات فهي تظهر كل عيوبي أشعر أنني أفقد نفسي يوم بعد يوم عندي تلعثم غريب في النطق ولجلجة وهناك ثقل في نطق كثير من الحروف السؤال هو هل يمكن أن أستكمل حياتي كإنسانة وطبيبة بهذا الشكل أرجوكم لوحد يقدر يساعدني}
19/11/2005
رد المستشار
السلام عليكم
لنبدأ فنستبدل بعض الكلمات بقصد تصحيح المفاهيم عشان نشوف الدنيا صح الرفع نعمة: والصحيح أن الحياة نعمة تكلمها الصحة وتلك هي النعمة الحقيقية.
عصبية أصلا: في الأصل غير ناضجة ولم تنضجها الحياة.
إنجاز أختك أو جمالها لا فضل لها فيه تحمد عليه أو تفخر به بل هي نعمة من الله وقد يكون اختبارا لها بينما أنت أشطر بنت في المدرسة فذلك بسبب مجهودك الذي تحمدين عليه ويحق لك أن تفخري ولا يعقل أن نشكر للإنسان ما ليس له دور في الحصول عليه وإهمال التميز الناتج عن الجهد.
التبول اللاإرادي ومص الإصبع مظاهر سلوكية لاضطرابات نفسية لم ينفعنا لا جمال ولا رقة الأم في الانتباه لها ولا في كيفية التعامل معه، هي ليست خطئك بالتأكيد كي تخجلي منها.
لا أريدك واحدة من أهل أمك ولا واحدة من أهل أبيك أنت إنسان مستقل متميز خلقه الله بشكل ونفخة من روح كافية بأن تجعلك متميزة ومستغنية عن الانتماء لغير من خلقهم الله لعبادته وهي قيمة ليست قليلة.
مشاعرك تجاه أمك طبيعية فلا أحد يحب مصدر الألم في حياته وإن كانت أمه، فأنت كنت ضحية لسوء معاملتها سنوات طوال، ورغم أن سلوكها في الغالب لم يكن يقصد إلحاق الضرر بك ولكنه شمل تقصير نسأل الله أن يسامحها عليه وأن يشفع لها عندك عدم نضجها.
تجنبي الغيرة من أختك وقاوميها فهي تؤذيك دون أن توصلك إلى نتيجة.
لا يوجد جسم بشع بل يوجد عدم دراية كافية باختيار الملابس والألوان المناسبة للشكل، وبتوع الأزياء أساسا مش عاملين ملابسهم كي يرتديها الناس العاديين من أمثالنا بل أناس يمتدون قيمتهم من مظهرهم وإنسانة بنجاحك وذكائك ليست بحاجة لبهرجة كي تبدو متميزة لأنها كذلك.
تعانين من اللعثمة بسبب انخفاض ثقتك في نفسك وخوفك من مواجهة مواقف جديدة، ستختفي هذه الأعراض بعد أن تزيدي ثقتك بنفسك وتتخلصي من المعايير المغلوطة التي تستخدمينها لتقييم نفسك والتي تشمل الكثير من الأفكار اللامنطقية.
لا يعيب أهل أمك ولا أمك أو أختك أن يعتنوا بأشكالهم إذا كانت هي ما يتميزون به، ولكن من حباهم بجمال الشكل وحرمك منه- حسب تقديرك- لم ينسك من فضله بل زودك بنعمة النجاح والتفوق وفرصة دراسة تخصص رائع يمكنك من تقديم المساعدة لكثير من الناس، والقيمة الحقيقة بالمناسبة هي القدرة على العطاء فهي قيمة تتجاوز ذاتية الفرد وتبقى لمدة أطول مما يبقى جمال الشكل، ولو فكرت لوجدت أن الله خلق من الأشجار ما هو مثمر ومنها ما هو زينة فقط، ومن خلال هذه النظرة قد تكون أم سعيد الكادحة أكثر قيمة من أجمل الجميلات.
أنا لا ألومك على اهتمامك بشكلك الخارجي بحيث أثر هذا على جوانب مختلفة من حياتك ويبدو أن التركيز على هذا الجانب بدأ مبكرا ولم ينتظرك حتى تصلي إلى المراهقة كمعظم الفتيات عندما تحاصرهم صور العارضات ليسقطن فيما يسميه د. وائل فخ الصورة، ولكن بعد ما حققته من نضج لن أقبل منك أن تقفي جانبا من الحياة العريضة لتشعري بالأسف لأنك لست جميلة أو رشيقة وأعيد من وجهة نظرك أنت فقط فلو رأيتك أنا قد أرى غير ما ترين في نفسك ذلك أن الجمال أنواع وأذواق.
للسعادة مفاتيح من أهمها الرضا بما لدينا أولا ثم العمل على تطوير ما نستطيع تطويره من أنفسنا لنصل إلى أقرب نقطة من الصورة التي نحبها ولا أعني بالصورة الناحية الشكلية ولكن حياتك بمجملها بجوانبها المختلفة.
انظري حولك للناس في الشارع هل كلهم رشيقي القوام؟؟ يتمتعون ببهاء الطلعة؟؟ شاهدي أي نشرة علمية أو إخبارية ودققي النظر لتعرفي أن الشكل ليس مفتاح النجاح الحقيقي، ولأني واقعية أقول لك أنه قد يكون كذلك أحيانا وفي مجالات ضيقة فقط ولكن المطلوب دائما هو هندام مناسب أي أن نلبس ما يناسب أحجامنا وألواننا وأدوارنا في الحياة، ولأخوتنا في لبنان مقولة تعجبني فهم يقولون لا توجد امرأة غير جميلة ولكن هناك امرأة لا تعرف كيف تعتني بنفسه، فلو لم تحققي شرط الرشاقة احرصي على شرط حسن الهندام وتناسق الألوان بحيث يبدو مظهرك جذابا.
في الواقع لن تصبحي طبيبة وأنت بهذا الشكل بل ستكونين أكثر من ذلك بكثير بإذن الله فقط لو بدأت تغيير نظرتك لظروف حياتك وشكلك المختلف، فمثلا معاناتك ستجعل منك إنسان أكثر حساسية تجاه معاناة الآخرين على غرار اتحاد الضعفاء وما أحوج المرضى إلى طبيب رقيق القلب خبر المعاناة والألم، وأهلا بك معنا.