ذقن وشارب مستعار
أكثر خوفا وفزعا
دكتورتي الفاضلة؛ أشكرك على الرد على مشكلتي ولكن ردك لم يملئ ما بداخلي من تساؤلات سألتها لمن حولي ومن هم في مثل سني وخبراتي ولا يفي بالسبب الذي من أجله لجأت لموقعكم لا لأن أرى في نفسي مدى كبر غلطتي فأنا أعلم تمام أنني خاطئة أعلم كذلك كما تفضلت بأن لا لعلاقات الشات ولا لخيانة ثقة الأهل ولا للصداقة بين الجنسين أعلم أقسم بالله أنني أعلم بخطئي وإن كنت لم أتكلم عن مدى خطئي في الرسالة هو لأنني أندم فعلا ولست بحاجة لتأنيب ضميري أكثر مما أنا فيه كما جعلتني رسالتك أبكي. أنا خاطئة وأعترف ولكن هل أظل هكذا أندم هل لا يوجد سبيل لأفكر في حياة نقية في مستقبل تنتظره كل الفتيات في حياة كريمة وأنا لست كمن أعطيتني رابط لمشكلته وهو أن من تزوجت بعد زواجها كلمته ثانية وتحدثت معه عن مشكلاتها فأنا عملت وأيقنت بأن من يستحقني هو من يقدرني ويختارني شريكة لحياته.
دكتورة أريد إسعاده أقسم بالله أريد إسعاده وسعادتي معه أحلم كم سيكون طاهر ونقي ولا أريد أن أفكر في مشكلة مررت بها هل سأكون زوجة غير صالحة أو أم غير صالحة؟ لأنها تكلمت مع أحد لم تربطها به صلة غير ما يسمى بالحب هل أنا مذنبة لهذه الدرجة هل أنا لمجرد بضع كلمات وبضع مشاعر علمت الآن أنه لم تكن لمن يستحقها أتشابه بالمخطئات ممن لوثن شرفهن وشرف أهلهن؟؟ أم ماذا ولماذا الرد القاسي الذي أشعل قلبي نار وأنا قد لجأت إليكم لأخفض لهيبي وقلقي؟ لماذا قلت لي أن لا أخبر لشريك المستقبل عن ما مضى بحياتي وهل لو أخبرته أعتبر بنظره مخطئة وآثمة؟
هل أنا أخطأت خطأ بهذا الحد؟
أريد إجابة لسؤالي للمرة الثانية هل أخبر من سيكون شريك لحياتي بما مضى أم لا؟ ولماذا؟
دكتورتي أتأسف لأسلوبي ولكن اعتبريني ابنتك التي بدون أم تشكي لها همومها وتسألها ماذا تفعل وتساعدها أمها، أمها التي تركتها ورحلت عن الدنيا لتتخبط بها وتؤذي أحاسيسها،
وشكرا سيدتي الفاضلة.
12/9/2007
رد المستشار
هل حقا شعرت أنني لا أتعامل معك كابنتي؟ فأنت ابنتي دون أن تطلبي يا صغيرتي، ولكي أكون أكثر وضوحا فسأعيد ما قلته لك بشكل آخر أرجو أن يكون أبسط وأوضح فعندما يخطئ الإنسان أو يضعف لا يعني ذلك أنه أصبح شريرا قذرا فهو لا زال إنسانا وارد أن يخطئ ليتعلم من خطئه ووارد أن يضعف ليكون أقوى فيما بعد فمن خطئه وضعفه سيتمكن من حياة وسلوك أفضل له في المستقبل.... وحينئذ لا يصح أن يغرق في تجربة مرت به وكانت على غير ما يرام حاملا الهم والغم والكرب العظيم وكذلك لا يصح أن يغرق في هموم قد تأتي في المستقبل فيحمل همها من الآن وقد لا تحدث أصلا.
بل يتعلم من خطئه وضعفه حتى يكون أقوى في التفكير والوعي والتعامل مع الحياة والناس حوله بطريقة أفضل ولكن ما فعلته أنت هو العكس فأنت تؤنبين نفسك ويقلق منامك تأنيب ضميرك ولم تكتفي بذلك بل وتحمّلين نفسك تقصير أو مخاوف سوف تحدث لك فيما بعد كما يظهر في تساؤلاتك هل سأكون زوجة صالحة؟ هل سأكون أما صالحة؟ هل سأخبره؟
وحين قلت لك لا للشات لا لخيانة ثقة الأهل لم أكن أؤنبك بل كنت أعطيك أمثلة لما يمكن أن تخرجي به من دروس مستفادة وكانت تلك هي الأمثلة فعودي للإجابة مرة أخرى.
وأنت الآن في التاسعة عشر من عمرك أي في مرحلة الانتقال لمرحلة نضوج فيها تقلب للمشاعر وفيها مبالغة في التصورات وفيها مخاوف وقلق فلا تجعلي تلك التجربة كوصمة توقفك عن التحسن في رؤيتك لنفسك أو رؤية مستقبل جميل ينتظرك... وغدا ستكبرين وتنضجين وتعرفين الحياة أكثر وتفهمين معنى أن خلقنا الله بشرا نتعلم ونكد ونتوب لنتقرب من الله عز وعلا هل تذكرين هند زوجة أبو سفيان؟ لقد كانت السبب في مقتل سيد الشهداء سيدنا حمزة بل وأكلت كبده وهي نية! لكنها صارت بعد ذلك نعم المسلمة!
هل تذكرين وأد سيدنا عمر لبانته وعبوديته للأصنام وشربه للخمر؟ ولكنه صار سيدنا عمر بن الخطاب الذي نحبه جميعا ونجلّه ونرتعد من قوته في عدله...... والأمثلة كثيرة ولكنك نسيتها وسط غرقك الذي أريدك ألا تظلي فيه كثيرا أما ما يخص زوج المستقبل فهو غيب تماما وليس له أي حق لديك لأنه ليس موجودا ولم يكن موجودا أثناء تلك الفترة من حياتك. وتجربتك هذه تجعلك مدينة فقط لنفسك ولله سبحانه وتعالى وعلاجها أن تتعلمي الدروس المستفادة مما مررت به والتوبة إلى الله والاستغفار لما بدر منك وقد فعلت أما أن تقحمي حق ثالث فهو ليس من العقل ولا المنطق.
فالحياة الزوجية تمر بالكثير من المسئوليات والمتطلبات فأكثر ما تتطلبه هو استقرار العلاقة بين الزوجين وكذلك الثقة بينهما فهل تتصورين حين تخبرينه بما كان ولم يكن هو موجودا أصلا أن ذلك سيجعلك أكثر نقاء وشفافية ووضوح!! أم سيؤثر على علاقتك به؟ ويجعل من الاستقرار والثقة حلما بعيد المنال بلا داعي؟ فإن وجدت فائدة واحدة من أخبارك له فقولي لي من فضلك فالله عز وعلا إله بحق فهو يغفر ويسامح ويجعل التوبة صفحة بيضاء من جديد دون تأنيب دون تشكيك في صدق التوبة ما دمنا لن نعود أما البشر فضعفاء لا يقوون على التسامح بحق والتغافر فيما بينهم إلا من رحم ربي.
يبقي أن أذكرك أننا بشر ومن ضمن البشر زوج المستقبل الذي تضعين له صورة ملائكية وأخشى أن يجعلك ذلك لا تفهمين أنه كذلك سيكون إنسانا قد أخطأ أو قد يخطئ....... فقط تذكري أن تسامحي وتغفري لنفسك قبل الآخرين.