السلام عليكم
أنا أعمل مهندس بمركز ممتاز ومتزوج وعندي ولدين. الموضوع بدأ منذ 20 سنة منذ بداية دخول الكلية أصبت بالاكتئاب الشديد بعد الانتقال من مرحلة المدرسة إلى مرحلة الكلية. وقد ذهبت للعلاج عند أحد مشاهير الطب النفسي في مصر وكنت وقتها أتناول دواء Tofranil .
والحمد لله أنهيت فترة الكلية على خير بالصبر والعلاج والصلاة وطبعا الدعاء. وبعد ذلك لم يشغلني موضوع الاكتئاب ثانية ولكن موضوع آخر وهو الخوف. أصبحت أخاف من كل شيء تقريبا: المرض، الموت، حتى المناسبات السعيدة أصبحت أخاف قبلها وأتوتر بشدة وأحس أن حاجة سيئة سوف تحدث لي. فمثلا قبل خطوبتي وقبل زواجي كلما أقترب يوم الخطوبة أو الزفاف كنت أزداد رعبا.
بعد ذلك في أحد الأيام كنت في امتحان لدراسة حرة أقوم بها فأصابتني أثناء الامتحان حالة من الرعب والتوتر والتنميل والعرق وأحسست أن في حاجة سيئة سوف تحدث أو أنى سوف أموت. وظلت هذه الأحاسيس تنتابني من حين لآخر منذ 7 سنوات. ذهبت لنفس الطبيب النفسي مرة أخرى بعد حالة الذعر هذه وكنت في حالة يرثى لها فبدأت العلاج الجديد وهو عبارة عن Effexor و Anafranil و Prianil بمعدل حبة واحد من كل نوع يومياً عدا الـ Anafranil فكان مرتان في اليوم.
والحمد لله بدأ الموضوع يتحسن تدريجيا والأحاسيس السيئة تذهب تدريجيا وبالتالي بدأ الدواء يتناقص معدله تدريجيا مع تحسن الحالة إلى أن وصلت إلى حبة واحدة Effexor و 4 حبات Anafranil في الأسبوع أما الـ Prianil فهو كل يوم كما هو. ولكن دائما ما أحس بالخوف من أقل شيء أحس به في جسدي مثلا مغص في المعدة أو نغزة بسيطة في صدري أو حتى البرد والأنفلونزا. ودائما ما أربط الأحداث المختلفة ببعضها فأخاف أكثر فمثلا: فلان الفلاني أصيب بمرض كذا وحدث له كذا فأجلس أفكر بكل رعب أن هذا سيحدث لي حتى لو فلان هذا سمعت عنه في الجرائد أو على الانترنت ولا أعرفه أصلا. أيضا في العمل أحيانا يتكلم زملائي معي فيذكر أحدهم: يا سيدي هو أنت أيه اللي مش حيجيبك بكرة،،، وأشياء أخرى مثل ذلك فيعكر مزاجي طوال اليوم إلى اليوم التالي إلى أن أذهب إلى العمل وأفكر هو ليه قال كده يبقى أكيد في حاجة حتحصل لي.
أنا والحمد لله متفوق في عملي وأحبه جدا وأيضا مستقر في حياتي الزوجية وعندي زوجة متفهمة لحالتي. ولكن ما يضايقني جدا هو كثرة التفكير في الأحداث السيئة والموت وأني باحاول أخبي هذه الأشياء حتى لا يظهر شيئا علي في العمل.
أنا مواظب على الصلاة والفروض الدينية وأكثر من الدعاء حتى يزيح الله عني والحمد لله ربنا بيزيح والحالة تتحسن ولكن أريد النصيحة منكم لأن هناك بعض الأشياء مما ذكرت أخجل ذكرها لطبيبي ولكني ذكرتها هنا.
شكرا لصبركم على هذا الشرح المطول
وأرجو إفادتي بما أفعله حتى أعود إنسانا طبيعيا مرة أخرى أن شاء الله.
18/11/2007
رد المستشار
أيها القارئ الكريم؛
أحب أن أبدأ الرد بأهم شيء وهو عدم الخجل من طبيبك عند التوجه إليه للعلاج فليست العلاقة بين الطبيب والمريض هي علاقة خجل بل هي مصارحة بكل المعلومات لأن كثيرا منها سيفيد الطبيب في التشخيص وبالتالي في العلاج وهذا سيؤثر بالتأكيد على نتائج العلاج المنتظرة.
بداية الخوف من كل شيء وكأن هناك شيئا خطيرا سوف يحدث لك (أصبحت أخاف من كل شيء تقريبا: المرض، الموت، حتى المناسبات السعيدة أصبحت أخاف قبلها وأتوتر بشدة وأحس أن حاجة سيئة سوف تحدث لي. فمثلا قبل خطوبتي وقبل زواجي كلما اقترب يوم الخطوبة أو الزفاف كنت ازداد رعبا) هذه الأعراض التي تم اقتباس جزء منها على لسانك إنما تدل على وجود اضطراب القلق العام وهو نوع من التوتر المزمن والقلق على أحداث اليوم العادية التي لا تقلق الإنسان العادي إلا في حدود القلق الطبيعي الذي يترك الإنسان يمارس حياته ولا يعوق عمله.
وإذا حدث ذلك بالصورة التي تتحدث عنها فهذا معاناة، إنك تعاني من هذا الاضطراب الذي يصاحبه زيادة في نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي مثل ضربات القلب السريعة وصعوبة في التنفس واضطراب في عملية الهضم. وكذلك صعوبة في النوم وضعف التركيز. وهذا النوع من القلق غالبا يصاحبه اكتئاب نظراً للمعاناة المستمرة فإما أن يأتي القلق في البداية ومع طول فترة المعاناة يظهر الاكتئاب أو أن يكون الإنسان مهيأ بيولوجيا للمرضين معا (الاكتئاب واضطراب القلق العام).
لكن هناك ملاحظة على الأدوية التي وصفها الزميل وهى وجود دواء للاضطراب ثنائي القطب (وهو اضطراب تنتاب فيه المريض نوبات من الاكتئاب متلاحقة على فترات مع نوبات زيادة في النشاط وقلة النوم وزيادة بالثقة بالنفس تتعدى الحدود الطبيعية). وكثيرا ما يتم تشخيص الحالة اكتئاب وهي في الحقيقة اضطرابات ثنائية القطب.
لكن في النهاية من الواضح أنك لجأت لطبيب نفسي يتمتع بمهارة عالية ويجب أن تثق بطبيبك أكثر ولا تخجل وأن تستمر في العلاج لفترة أطول لأن هذا الاضطراب يتميز بوجود انتكاسات إذا لم يتم العلاج لفترات طويلة تزيد على الستة شهور حتى تمنع الانتكاسة وكذلك أنصحك أن تناقش فكرة زيادة الجلسات النفسية الخاصة بالعلاج السلوكي والمعرفي لعلاج المخاوف بجانب العلاج الدوائي مع طبيبك فهو أقدر على تحديد احتياجاتك العلاجية. وأتمنى لك الشفاء
واقرأ على مجانين:
الخوف من المستقبل: هل هو القلق المتعمم؟
القلق المتعمم في الخلفية: خذ عندك!
الخوف المتعمم: هل هو القلق المتعمم؟
خلطة اكتئاب+ قلق متعمم+ وسواس قهري
أخي مصاب بثناقطبي وأنا أحادي القطب