من لعب العيال إلى الشذوذ الإليكتروني
الشذوذ الإليكتروني
أنا أعلم أن هذا الباب غير شرعي للاستشارات، لكن والله العظيم مينفعش أنتظر.
السلام عليكم د. محمد المهدي، تحية طيبة وبعد؛
أنا شخص ابتلاني الله بالشذوذ الجنسي منذ فترة طويلة بسبب تحرشات في الصغر. وحاولت التحكم في نفسي ولكن أفشل أمام الانترنت ولكنني إلى الآن لم أمارس ممارسة كاملة، فقد عصمني الزواج بفضل الله إلى حد بعيد.
لي أخ يعيش في الغربة، وقد عدت لتوي من الزيارة الأولي له. وعلمت بل وتأكدت من أنه شاذ جنسيا ويعيش مع صديق شاذ كذلك (طبعا علمت من الانترنت حين شاهدت البروفايل الشخصي له وللملاعين الآخرين)، وأحسب أن سبب معاناة أخي نفس الشخص الذي تحرش بي في السابق فقد كان لعنه الله جارا لنا، ولا أدري ما أفعل. في يدي أن أحضره إلى بلدنا في غمضة عين ولا أبالي ولكن دعني أفكر مع حضرتك بصوت عال:
1- هو عمره 23 سنة ولم يمر على سفره 3 أشهر.
2- لو أخبرته أنني أعلم فهو إلى أحد الطريقين: أن يصر ويكابر وتنقطع صلتي به وبنا جميعا بالتبعية (وممكن ألا يعود لبلدنا مرة أخرى) أو أن يعود إلى بلدنا ولكنه سيكون منكسرا جدا مني ولن أستطيع التعامل معه أبدا، فنحن نعمل في مجال واحد.
3- وجوده هناك مرغوب من أبي لمساعدتنا في العمل ولا أستطيع أن أخبر أبي مخافة أن تتأذى صحته.
4- أنا وأخي لسنا أصدقاء بالمرة وعلاقتنا فاترة نتيجة لظروف تربيتنا، رغم أني أكبره بأربع سنوات فقط.
5- فرضا جدلا أنه جاء إلى بلدنا ليعيش مرة أخرى بيننا: هل إذا أراد أن يمارس الشذوذ هل سنمنعه؟ هل نستطيع أن نتحكم في سلوكه حقا؟ أنا لا أعتقد بالمرة لأنني أعتبر السلوك ناتجا عن وعي ديني أو اجتماعي أو غيره. فإذا أراد فعلها وهو بيننا لفعلها دون أن ندري حتى.
فما الفائدة إذا جاء؟ أم أنه إذا جاء سيكون في بيئتنا بعيدا عن السلوكيات الغربية ويمكن أن يهدأ ما به؟
فما العمل يا سيدي؟ ماذا أفعل لأنقذه من الهاوية التي وقعت فيها أنا سابقا؟
أكتب إليك لأريح ضميري فلا أريد تحمل ذنوب أخري أمام الواحد الديان. كفي ما بي وما فعلت. أريد أن أعالج الموضوع بحكمة دون أن أخسر نفسي أو أخي أو أبي أو عملي.
أستحلفك بالله أن تجيبني بأقصى سرعة، فالوقت في هذه الحالات هام جدا
وشكرا... السلام عليكم
11/11/2007
رد المستشار
السلام عليكم حضرة الأخ "خالد" وأأسف للتأخير كوني في تركيا في مهمة تخص عملي وأشكر توجهكم نحو موقعنا بالرغم من نظرتك إليه.
الأخ "خالد" إن ما تفكر به الآن وما وقعت به كقدر دون رغبة منك هو تقديم النصيحة لأخيك وكذلك أود من خلال ذلك تزويدك بمعلومات عن الحالة التي آلت إليها سلوكياته الجنسية وهو أخوك ومن قبله أنت واستخدام الإنترنت.. فهناك من يقول: إن علاقة الابن بوالديْه قد يكون لها تأثير مباشر؛ حيث وجدت العديد من الدراسات أن علاقة الإنسان الشاذ بوالديْه قد اعتراها الكثير من التوتر على اختلاف أنواع ذلك التوتر. ففي الكثير من الأحيان يجد الولد نفسه في المرحلة التي يفترض فيها أنه قد بدأ يحس باختلافه النوعي عن الجنس الناعم، وهو أمام أب بارد المشاعر مثلا ومتجهم؛ وبالتالي يجد الولد صعوبة في تعريف نفسه بذلك الوالد والذكورة التي يمثلها في المجتمع.
هذا بالإضافة إلى رفض أقرانه من الذكور له في تلك المرحلة الحرجة، وهو ما يترك على الولد بعض الأحاسيس والتصرفات الأنثوية، وبالطبع فإن والد الشاذ جنسيا والد أيضا لأولاد أسوياء، إلا أن كلا منا يترجم تجاربه الشخصية أثناء الطفولة بشكل مختلف ومنها التحرش الذي ساهم في التأثير على كليكما ففي بحث للعالم الأمريكي "جريجوري ديكسون" عام 1996 ظهر أن 49% من الشواذ جنسيا الذين تناولهم البحث قد حدث لهم نوع من أنواع الاعتداء الجنسي أثناء مرحلة الطفولة!.. هذا في مقابل تعرض 2% فقط من الذين يمارسون الجنس مع الجنس المقابل للاعتداء الجنسي أثناء طفولتهم.
كما أن بحثًا آخر نُشر عام 1984 قد أظهر أن الأولاد الذين يتعرضون للاعتداء الجنسي أثناء طفولتهم يحتمل ممارستهم للشذوذ الجنسي بمعدل 4 مرات عن الذين لم يتعرضوا له.
الأخ خالد إن مسألة تقديم النصيحة وشروطها فأثر النصيحة في المجتمع الإسلامي أثر عظيم جداً.
أولاً: تسقط الواجب عن القائم بالنصيحة، فإن النصيحة واجبة، فإذا قام الإنسان بها فقد سقط الواجب عنه.
ثانياً: فيها تحقيق معنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جزء من النصيحة.لذلك يجب اخذ مشورة متخصصين إن كنت جادا في علاج أخيك وهذا ما تحتاجه أنت أيضا لأن الأمر يحتاج إلى برنامج لتعديل السلوك ويشرف عليه متخصصين أولهم الطبيب النفسي وباحث اجتماعي.
مع تمنياتي لكما بالنجاح
وتجد على موقع مجانين عدة موضوعات منها إسقاط النظرية في ردي على مشكلة لها بعض الشبه بقضيتك.