يريد الزواج وأهلي يرفضون
هو ابن عمي الذي كنت أعامله على أنه أخي ولم أتصور في يوم من الأيام أنني سأحبه إلى هذه الدرجة أو أنني سأطمح للزواج منه خاصة وأنني فتاة جميلة ويتمنى الكثيرون الزواج مني وقبل أن أقع في حبه فقد كان ابن عمي هذا شابا يفيض حيوية وشبابا وانطلاقا ولكن عمل حادث سيارة مؤسف أصيب بعاهة مستديما جعلته كسيحا ولا يقوى على المشي بدون عكاز أو على مقعد متحرك ولأن منزله قريب من منزلنا فإنني كنت أراه وأتحدث إليه وألاحظ أنه قد استبدل الانطلاق والخروج ومشاركة شباب الربع في السفر والانتقال بالقراءة فصار يقرأ كثيرا لأنه لم يعد يتوفر لديه ما كان يتمتع به من قبل وخاصة وأن الأصدقاء الذين كانوا يشاركونه انطلاقاته بعضهم سافر للخارج من أجل العلم وبعضهم تزوج وبعضهم أخذته مشاغل العمل والحياة فصار يشعر بالوحدة مما جعلني أحنو عليه وأشاركه الحديث.
وقد أدى هذا الاقتراب المستمر منه إلى حالة الألفة تطورت إلى حالة من الحب فقد صرت أحبه حبا عميقا على الرغم من الإصابة التي حولته إلى إنسان معوق بل إنني صرت أكره كلمة معوق هذه لأن حبيبي وإن كان معوقا بالجسد إلا أنه يحمل قلبا عظيما ورقيقا لقد صرت لا أستطيع أن أعيش إلا بالتحدث معه والجلوس معه والاستماع إليه وإلى صوته المشحون بالألم لقد صارت العذبات المرسومة على ملامحه تحزنني ولا أجد ما أفعله لأرسم على ملامحه علامات السعادة إنه دائما مبتئس وحينما أودعه في نهاية لقاء معه فإنه عينه تغرورقان بالدموع.
إنه أيضا يحبني ويقول لي أنه لم يعد باستطاعته العيش بدوني غير أن والدي رفض فكرة الزواج من ابن عمي لمجرد أنه صار معاقا وطلبا مني ألا أتحدث إليه وألا أذهب إلى منزله وألا أقترب منه وقد هددني أبي بالضرب إذا رآني أتحدث مع حبيبي وابن عمي إنني مصممة على الزواج منه مثلما هو مصمم على الزواج مني ولكن كيف أقنع والدي ووالدتي بتغيير موقفهما كيف يكون باستطاعتي الصراخ في وجهيهما بأن هذا الشاب سوف يتحطم لو أنني انفصلت عنه
إنني أعيش مشكلة رفض أسرتي هذا الزواج فماذا أفعل..
(ك.ن.سوريا)
13/12/2007
رد المستشار
أحيانا نتخذ قرارات لدوافع عاطفية تدفعنا على تصور عالم وهمي نكتشف فيما بعد أننا أخطأنا في تصوره وزواجك من هذا الشاب هو تضحية من جانبك لا أتبرع بنصحك الإقلاع عنها ولكن أطالبك بالتفكير فيها من كل الزوايا خاصة وأن إصابة هذا الشاب في حادث سيارة قد تمت إلى مسائل صحية تؤدي غالبا إلى تعاسة زوجية فهناك حسابات لا بد من توضيحها ولا بد من وضعها في الاعتبار خاصة وأن جماح العاطفة قد يزيح من أمامه كل ما هو عقلاني وموضوعي.
ولكن قبل التجني على موقف والديك وقبل مطالبتهما بهذا الزواج فإنني أقدر موقفك الإنساني وموقفك الأخلاقي تجاه شاب تخلى عنه الجميع وصار أسيرا نتيجة حادث مؤسف حوله إلى معاق، ولهذا فإن استعدادك للتضحية من أجله هو استعداد يحظى باحترامي خاصة وأن الله لن يترككما ولن يتخلى عن قصة حب عظيمة جمعت بين قلبين لديهما الاستعداد للمشاركة في حياة زوجية على الرغم من خصوصية الظرف، غير أن هذا لا يمنع من طرح أسئلة عقلانية تتعلق بمستقبل هذا الزواج ومصدر دخل الزوج وإمكانية تخليصه من الشعور بالإعاقة وهل التقرير الطبي للزوج يبشر مثلا بعلاج مستقبلي لحالته.
ومن ذلك فإن عليك البدء بوالدتك وإقناعها ما أمكن ذلك والتعرف منها على وجهة نظرها كاملة وكذلك وجهة نظر والدك فلا بد من حوار عقلي معهما ولا بد من أن يتسم هذا الحوار بمنتهى الموضوعية ومن دون تشنجات أو عصبية حتى تستطيعين التوصل إلى إقناعهما.أحيانا نتخذ قرارات لدوافع عاطفية تدفعنا على تصور عالم وهمي نكتشف فيما بعد أننا أخطأنا في تصوره وزواجك من هذا الشاب هو تضحية من جانبك لا أتبرع بنصحك الإقلاع عنها ولكن أطالبك بالتفكير فيها من كل الزوايا خاصة وأن إصابة هذا الشاب في حادث سيارة قد تمت إلى مسائل صحية تؤدي غالبا إلى تعاسة زوجية فهناك حسابات لا بد من توضيحها ولا بد من وضعها في الاعتبار خاصة وأن جماح العاطفة قد يزيح من أمامه كل ما هو عقلاني وموضوعي.
ولكن قبل التجني على موقف والديك وقبل مطالبتهما بهذا الزواج فإنني أقدر موقفك الإنساني وموقفك الأخلاقي تجاه شاب تخلى عنه الجميع وصار أسيرا نتيجة حادث مؤسف حوله إلى معاق، ولهذا فإن استعدادك للتضحية من أجله هو استعداد يحظى باحترامي خاصة وأن الله لن يترككما ولن يتخلى عن قصة حب عظيمة جمعت بين قلبين لديهما الاستعداد للمشاركة في حياة زوجية على الرغم من خصوصية الظرف، غير أن هذا لا يمنع من طرح أسئلة عقلانية تتعلق بمستقبل هذا الزواج ومصدر دخل الزوج وإمكانية تخليصه من الشعور بالإعاقة وهل التقرير الطبي للزوج يبشر مثلا بعلاج مستقبلي لحالته.
ومن ذلك فإن عليك البدء بوالدتك وإقناعها ما أمكن ذلك والتعرف منها على وجهة نظرها كاملة وكذلك وجهة نظر والدك فلا بد من حوار عقلي معهما ولا بد من أن يتسم هذا الحوار بمنتهى الموضوعية ومن دون تشنجات أو عصبية حتى تستطيعين التوصل إلى إقناعهما.