خلطة قلق واكتئاب ومخاوف مرضية
السلام عليكم د. إيمان، مع احترامي لك وشكري الجزيل لما تقدمينه لنا في مجانين,
فإن لي عتاباً عليك في ردك على الأخ؛ بداية أعطيته محاضرة عن استخدام اللغة العربية في الكتابة والبعد عن "التفرنج" وتساءلتِ لماذا وهو عربي ويريد الإجابة باللغة العربية, لماذا يرسل استشارته باللغة الإنجليزية "الركيكة" و"بها العديد من الأخطاء الإملائية"؟؟؟...على الرغم من أنه ذكر السبب في أول استشارته بأن الكيبورد لديه ليس به حروف عربية... لا أعلم هل تجاهلت ما ذكره أم لم تراجعيه جيداً!!!
وصراحة أجبت باختصار شديد لا يشفي غليل ولا يروي ظمأ, وسألك عن تأثير الأدوية النفسية التي يتناولها على "الكبد" فأجبته بأن الأدوية لا تسبب الإدمان!!!
أعتقد أن من يرسل استشارة وينتظر الرد عليها لفترة قد تطول أحياناً, ويتابع كل يوم هل نشرت أم لا, أعتقد أنه حينما يقرأ ردك هذا عليه سيصاب حتماً بالإحباط!!!
أرجو المعذرة منك, ولكن ما تعودناه منك غير ذلك, ولو معرفتي بك من استشاراتك ما أرسلت لك.
والله من وراء القصد
7/4/2008
رد المستشار
الأخت الفاضلة "أم عبد الله"......
أقدم أسفي واعتذاري علي هذا الخطأ غير المقصود, فلقد اعتدت عند الرد على الاستشارات أن أطبعها كصفحة word, وأحفظها على الكمبيوتر لحين الرد عليها وبالرجوع إلى الاستشارة وجدت أنني خلال حفظ هذه الرسالة فقدت بعض الجمل منها -وكانت أول جملة عن الاعتذار عن الكتابة باللغة الإنجليزية بسبب لوحة المفاتيح– لم تطبع أصلاً كذلك جملة السؤال من تأثير العقار على الكبد حفظت ولكن بشكل خاطئ. أرجو المعذرة وشكراً للتعليق.
ونرجع ثانية إلي الرسالة والأخ السائل فتعليقي على الاهتمام باللغة العربية كان مصبوغاً بشكل انفعالي لأني فعلاً مصابةٌ بحالة من الذهول من تهاوننا الشديد في الاهتمام باللغة العربية ونسياننا أو تناسينا لأهميتها في خلق ثقافة أولادنا وثقافتنا نحن أولاً, وعندما تذكر أحداً بذلك خاصة من أصحاب المدارس الجديدة (مدارس اللغات) والقائمين على التعليم فإنه يجيبك باستغراب بأنهم يدرسون للأطفال القرآن وبعض التربية الدينية, فأشعر أني أتحدث في واد والمجيب يتكلم في واد آخر, فالثقافة العربية ليست هي الدين وإن كانت اللغة العربية شرفت بنزول القرآن بها, ولكن الثقافة العربية شيء آخر تغافلت عنه المدارس, وأولياء الأمور والجميع ولا تقدم إلا بشكل مخجل ويدعو للنفور والطالب يحرص على النجاح فيه لمجرد تخطي عقبة الامتحانات.
وأصبح أولادنا يفضلون الكتب الأجنبية, والروايات الأجنبية, وأخشى فعلاً أن يكون أولادنا الآن يحلمون باللغة الأجنبية.
وهذا تعليق صغير علي هذه المشكلة الكبيرة التي أعتقد أننا نحن الذين وضعنا أنفسنا فيها وعلى حد علمي لا يوجد دولة تدرس أبناءها في مراحلهم التعليمية الأولي بلغة غير لغتهم الأم وتقدم لهم بيدها ثقافة غير ثقافتهم الأصلية فماذا نحن فاعلون بأبنائنا؟!!! والله المستعان.
أما الأخ المتسائل فأجيب عليه بأن عقار المودابلكس هو عقار لعلاج حالات اكتئاب وأعراضه (الإحساس الدائم بالحزن – وعدم الاستمتاع بما كان يمتعك سابقاً – والإحساس بالضيق الدائم – اضطراب النوم) أما عقار البوسبار فهو علاج لحالات القلق والتي يكون أحد أنواعها (المخاوف المرضية) أما عن تأثيرها على الكبد, فالكبد يعمل في الجسم (كالفلتر) لتنقية الجسم من أي مواد سامة أو ضارة تكون في الدم حماية لبقية أعضاء الجسم وأكثر العقاقير التي نتناولها للتخلص منها عن طريق تحويلها إلى مواد أولية غير ضارة, وبشكل عام فإن أي عقار يدخل إلى الجسم لابد من قياس مدى أهميته في العلاج ومقارنتها بالأعراض الجانبية التي يحدثها على الجسم لان أي عقار يؤثر بالتأكيد على الجسم على المدى البعيد لكن إذا كان تأثيره العلاجي أهم وأقوى فإننا ننصح بأخذه طبعاً مع متابعة وظائف الكبد كل فترة.
وهذا ما أنصحك به فما زالت أعراض المرض موجودة عندك فلا نستطيع إيقاف العلاج الآن ولكن أنصحك بعمل بعض الفحوصات مثل صورة دم كاملة, ووظائف الكبد للاطمئنان.
وأحب أن أشير هنا أن إيقاف أي عقار من الأفضل أن يكون تحت إشراف الطبيب لأن هناك عقاقير لابد من إيقافها بشكل تدريجي ومنها (عقار البوسبار) الذي تتناوله.
الشيء الآخر الذي أنصحك به هو سؤال طبيبك عن توافر جلسات علاج معرفي سلوكي لك حتى تستكمل برنامجك العلاجي, وتستفيد من البرنامجين العلاجيين معاً الدوائي والنفسي, شفاك الله وعفاك وتابعنا بتطوراتك.