على قدر أهل العزم..!؟
كنت قد أرسلت لكم قبل أكثر من شهرين تفاصيل مشكلتي الكبيرة التي لم أستطع أن أتعامل معها رغم تخصصي في الإرشاد، وكان جوابكم بلسما رقيقا شافيا، أعطاني دفعة قوية إلى الأمام فقد ذكرتموني بعزيمتي وقدراتي، ولكن يبدو أن قدري أن أحيا بقلق دائم وأن أتمنى الأمان فلا أجده مهما بحثت عنه، فزوجي أتى إلى المنزل لمدة أسبوعين فقط وهجرني مرة أخرى إلى هذا اليوم دون أن يترك في المنزل دينار واحد، رغم أنه كما ذكرت إنسان ملتزم، ويرتدي لباس الرسول الكريم صلوات الله عليه، حاولت أن أطلب المساعدة من أهله ومن أمه بالذات، لكنها لم تستطيع ثنيه عن تصلبه وقراراته.
أنا الآن أعيش مع بناتي منه وأولادي من زوجي الأول بدخل قليل جدا لا يكفي ثمن خبز لوحده، أخشى اللجوء إلى القضاء فيطلقني وأنا أخاف أن أعيش هذه التجربة مرة ثانية مهما تحملت، أشعر بقهر شديد، يا الله كيف يجرؤ عبيدك على انتهاك حرمات الناس واكل حقوقهم وهم يدعون الالتزام بشرعك وضوابطك، وكلت به رب العالمين، هو أقوى ويعلم ما يسرون وما يعلنون، الأطفال يطلبونه يوميا، وأنا بقمة أنوثتي أحتاج إلى الرجل الكامل الذي يحميني ويملأ حياتي، لا أعلم كيف أتصرف، فهو حتى البيت الذي يؤويني توقف عن دفع إيجاره وهو باهظ الثمن، ماذا أفعل، كيف أحمي عائلتي من الانهيار في ظل رجل لا يقدر توابع أعماله ولا يقدر خطورة مخالفاته الشرعية والإنسانية..
أشعر بالإحباط القوي الذي يجعلني عاجزة عن التحرك الحقيقي نحو الحل الأمثل، ماذا أفعل، فكرت أحيانا بطلب المساعدة من بعض المحسنين العرب فطالما سمعت عن أنهم يقوموا بتدريس الطلبة الفقراء أو المرضى، وأنا لدي ابني الكبير يدرس في جامعة خاصة وهو كما ذكرت مريض ثلاسيميا عظمى ولا أستطيع الاستمرار بتدريسه حيث أني أدرس أخاه الثاني تخصص غالي الثمن في جامعة حكومية أخرى، كيف يمكن أن أجد هؤلاء فاعلين الخير قبل أن أصل للانهيار الذي قد يذهب ما تبقى من أسرتي أدراج الرياح،
أسألكم بالله العظيم رب العرش العظيم أن تساعدوني
أين أتوجه وكيف أتصرف....!؟
23/04/2010
رد المستشار
أهلاً ومرحباً بك مرة أخرى معنا، يؤسفني أنني لم أستلم استشارتك إلا اليوم وأتمنى أن الوقت كان بصالحك وأن الله سهل لك خيراً في هذه الفترة..
قبل أن أقدم لك نصائحاً فيما يتعلق باستشارتك، أود أن أسمعك الأبيات التالية:
يا رب أنت سميع مجيب عبد دعاكا
أنا الضعيف وصوتي قد انتهى لعلاكا
مادمت أنت نصيري فقوتي من قواكا
أرجوك يا رب عزماً يطوي طريق هداكا
وانشر علي سحاباً مظللاً من هداكا
أغني به يا إلهي عن كل شيء سواكا
عزيزتي: قفي على باب الله تعالى واسأليه، ولا تسألي أحداً سواه، تفنني بالدعاء والتزمي الاستغفار عل الله يجعل لك من الضيق فرجا ومن الهم مخرجا. وابحثي عن طريقة تستميلين بها قلب زوجك. حاولي الوصول إليه واطرقي على أوتار قلبه الأرق، بناته أو تشبهه بالرسول الكريم...
أما بالنسبة لطريقة تواصل مع أحد المحسنين العرب فلا أعتقد أن موقعنا لديه أي من هذه الصلات، وبالنسبة لي فأنا لا أرى عقبة أو حاجزاً ممكن أن تقف في طريق دعاء كهذا: (اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك).
أتمنى أن تصلني منك أخباراً جديدة، ويا رب اجعلها أخباراً تسرُّ..