لكم جزيل الشكر على جهودكم في هذا الموقع..
أرسلت إليكم من قبل مرتين عن مشكلتي ولكن للأسف لم أستطع حلها بل إنها تتفاقم معي أكثر وأكثر حتى إنني أصبت بما يشبه العقدة..
أنا طالبة أدرس بكلية الطب، وأعانى خوف شديــــد من الامتحانات بشكل لا يتصوره أحد لدرجة أنى أصل لحد البكاء والانهيار أحيانا.
بمجرد دخول فترة الامتحانات (الفترة التي من المفترض فيها الهدوء والتركيز و"اللم") اضطرب وأتوتر ويحتد طبعي -بشكل غريب يزعج كل من حولي- وأفقد تركيزي ويصيبني أرق شديــــد ويضيع وقتي وبالتالي مجهودي..
لدغت كثيرا من هذا الأمر, وفي كل مرة أقول لنفسي (انظري, تعلمي, ما النتيجة, سوف أسيطر على نفسي) ولكن أفشل مرة أخرى, وللأسف مستوى دراستي ينحدر كل عام عن سابقه -مع أني واللهِ بفضل الله لي نصيب كبيـر من الذكاء! أصبحت أخاف من هذه الفترة حتى قبل دخولها. فعلا أصبحت بالنسبة لي كالعقدة أو كالـ phobia !!! ماذا أفعل لحل هذه المشكلة؟؟
أنا بطبعي قلقة للغاية، وثقتي بنفسي ليست قوية، وشخصيتي ليست قوية أيضا -مع أني أحاول قدر ما أستطيع أن أصلح من نفسي- ولكن يبقى أمر الامتحانات الأزمة الكبرى في حياتي.. ماذا أفعل؟؟
هل يفيدني العلاج النفسي؟؟ أتمنى لو أستطيع شراء anxiolytics ولكني أعلم أنها تحتاج لروشتة من طبيب, وأيضا لا أعلم هل تناسب المذاكرة أم تسبب sedation وتقلل من التركيز ولو مثلا استعملت واحد له short half-life فقط ليساعدني على النوم, هل يؤثر على تركيزي؟؟؟
وكما درست أيضا عرفت أن ال Beta Blockers و بالأخص ال Propranolol يخفف من أعراض التوتر ولكن هل يفيد أي يخفف التوتر نفسه أم فقط يقلل من خفقان القلب..
أريد أن أعرف رأي طبيب وأرجو ألا تغيبوا عليّ في الرد لأن امتحاناتي بدأت وأنا أيضا بدأت!!!
ولكم جزيل الشكر
31/03/2011
رد المستشار
الأخت الغالية طالبة الطب مع تمنياتي لك بكل التوفيق والنجاح في كليتنا العملية المرهقة، نشكرك على إطراءاتك الرقيقة على الموقع ونأسف لتأخرنا في الرد عليك وعلَّ جوابنا لك يكون أسفا عمليا ويكون شفاءً ناجعا إن شاء العلي القدير
سأبدأ أولا بطريقتنا الطبية في شرح حالتك بالتفصيل ثم سنتطرق للعلاج بعد ذلك، فمن سردك لما ينتابك من أعراض أنك تعانين من حاله exam phobia ، وتكون أعراضها كما ذكرت (الاضطراب والتوتر وحدية الطبع وفقد التركيز والأرق)، وما يترتب على ذلك من إهدار للوقت فينتج حالة أخرى من التوتر ودخول في هذه الدائرة المفرغة من هذا القلق الناتج عن أفكار متمثلة في (أنا سأفقد تركيزي، ليس لدي القدر على السيطرة على الأمر، سيحدث لي مثل ما يحدث كل عام أنا غير كفء.. ألخ)؛
وهذه الأفكار تولد لديك شعورا بالتوتر وخيبة الأمل الذي يدعمه سلوكك القلق ومما ينتج عنه حده الطبع وإحساسك بعدم السيطرة على الوقت وعلى تصرفاتك، وتتراكم كل عام هذه الخبرة السيئة فتولد عندك فكرة نسميها (بالفكرة الأتوماتيكية) عن ذاتك بأنك دائما فاشلة وأنك ثانية ستعيدين نفس الكرة هذه المرة
وقد ترسخت عندك هذه الفكرة وتكررت في مواقف كثيرة حتى أصبحت شعارا تعطينه لنفسك (أنا غير واثقة من نفسي) أنا بطبعي قلقة للغاية ثقتي بنفسي ليست قوية شخصيتي ليست قوية، وهكذا ترين أن بوابة الأمر هي عدم إدراكك للأفكار السلبية التي تنتابك مثل الامتحان وبتكرارها تعطين لها الدعم وباستسلامك لها تزيد وتتأكد عبر التجربة والتحليل السابق هذا يسمى في الطب النفسي (النظرية المعرفية لتفسير السلوك)حيث أن كل سلوك نراه بأعيننا هو نتاجٌ من شعور تولد داخلنا نتيجة فكرة في عقلنا، فكر سلوك هو نتاج من فكرة فالفكرة السلبية تكون شعور سلبي وتولد سلوك سلبي.
وفي حالتك الفكرة السلبية هي (أنا لن أستطيع، الامتحان صعب، أنا سأفشل) ونتج منها شعور سلبي (القلق، الخوف) ثم تبعه سلوك سلبي (أعراض القلق المختلفة ) ولكن هذه الفكرة تكررت معك طوال الأعوام السابقة فترسخت ونتج عنها شعور الرهاب الذي أدني إلى انحدار مستواك التعليمي، ومن هنا أنصحك عزيزتي بالعمل على محورين:
أولا: المحور الدوائي وهنا توصف بعض العقاقير Anixiolytics، وهذه تؤخذ قبل الامتحان بفترة كافيه أسبوعين وبجرعات قليلة وتحت إشراف طبيب وذلك لفحص حدة الأعراض الجسمانية، ولكن بجوار العلاج الدوائي لابد من المحور الثاني.
ثانيا: عمل علاج معرفي سلوكي يتمحور حول تحويل هذه الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية يكون فيها تدعيم ثقتك بنفسك وأفكارك عن نفسك وينصح بهذا النوع من العلاج في فترة الصيف أو في الفترات الخالية من ضغوط الامتحان حتى تستطيعين ترتيب دواخلك في هدوء ثم تستعملي هذه الميكانيكية عمليا بعد أن تكوني قد تدربت عليها فتستعمليها في فترة الامتحان.
وأنصحك أيضا بقراءة الروابط التالية حيث فيها نصائح عملية للمذاكرة الفعالة وطرق الاسترخاء:
استراتيجيات لتحسين التركيز والذاكرة
فن المذاكرة
مواجهة الامتحان : تمارين مفيدة
عائد من الخليج: تمارين الاسترخاء
مع تمنياتي لك بالتوفيق يا طبيبة المستقبل