المشكلة تراودني منذ الصغر، بدأت تثير مخاوفي كلما كبرت.. واقترابي من الناس همٌ لا يحتمل.
أرجو من الدكتور المختص أن يعيّن مشكلتي ويقل لي هل أنا بحاجة إلى الذهاب إلى الدكتور النفسي لتلقي العلاج أم لا؟ وهل هي حالة مألوفة؟ أسرتي صغيرة لدي أخت واحدة تكبرني بسنة وأنا آخر العنقود وقد أكون مدللة جداً منذ صغري، وخلقت غيورة بشكل غير طبيعي، على كل ممتلكاتي، ألعابي وكل الأشياء التي أحبها، كلها! كمثلا حتى اللون الأحمر،
أشعر بالغيرة عندما شخصا آخر يخبرني أنه لونه المفضل، أو حتى أغنية أحبها جداً، أشعر بغيض شديد عندما أسمع أختي تغنيها، وآمرها بالتوقف عن الغناء بحجة إنها "أغنيتي الخاصة بي"، أهلي لم يعيروا لذلك اهتماما لكوني صغيرة، وقد تكون هذه تصرفات أي صغير أبله ذو عقل صغير كجسمه.
لكني عندما كبرت بقي معي هذا الشعور وأهلي لا يعلموا بهذا، ولم أعد أفصح بهذا الشيء لكوني قد كبرت ولا أستطيع فعل مناوشات على أتفه الأشياء، أصبحت أكثر عزلة من أهلي، بالأخص أختي لأنها تشبهني كثيراً في الطبع والذوق، حتى المسلسلات التي أتابعها أشعر بالغيرة عليها عندما أرى أحد أيا كان يجلس ليشاهد مقاطع منها، شعور الغيرة شعور لا يطـاق يا سادة، لا يطاق أبداً.
حتى أني أحب بلد ما، فأصبح فقط شكرها يغير مزاجي، أو عندما أعرف أن صديقة لي تعرف شخص ما من تلك البلد يتولد إحساس بالغيرة بالرغم إني لا أعرفه حتى، أو حتى إنها تخبرني إنهم يمتلكون لهجة جيدة تجعلني أفقد أعصابي في داخلي، والله لم أبالغ في كلامي، لا أعرف هذا ماذا يسمى؟؟ غيرة؟؟ أم حب تملك؟ أم ماذا؟ على أي حال أنا أعلم أنها ليست حالة طبيعية، وحالة سيئة للغاية.
أنا الآن أبلغ عشرين عاماً، وتوّلد في داخلي شعور بالخوف، لم أرتبط بأي شخص حتى الآن، وبصدق أخاف الحب، أو حتى الصداقة الحميمة، علاقاتي الاجتماعية سطحية جداً، وقريبة إلى العزلة، لأنني فعلا لا أطيق الشعور بالنار التي تتأجج بداخلي، وأريد أن أشعر بالبرود.
صدقني الشعور بالغيرة شعور سيء جداً، يجعل من الإنسان شخصاً آخر، فالغيرة خلقت في داخلي الشعور بالكراهية، ومشاعر أخرى لم أجد كلمات لوصفها ولكنها على أي حال مشاعر سلبية وغير جيدة. لم أعد أتحمل أن تكون بداخلي كل هذه المشاعر، وقد تكون على أشياء تافهة جداً، فكيف ستكون حياتي مع من يشاركني الحياة تحت هذه المشاعر؟
علماً بأني لم أذهب لأي دكتور هل أحتاج أن أذهب إلى الدكتور النفسي؟ما هو هذا الذي أعاني منه؟
وكيف أتخلص من هذه المشاعر؟
21/09/2012
رد المستشار
استشارة نفسية تعليمية Psychoeducational Consultation
نظرة عامة Overview : آنسة في بداية العقد الثالث من العمر وطالبة جامعية تشكو من تذمرها من الشعور بالغيرة تجاه أختها التي تكبرها بعام. كذلك تربط هذا الشعور بالعزلة الاجتماعية وعدم قدرتها على إنشاء علاقات حميمة مع الآخرين.
التوصيات Recommendations٠ شكراً على استعمالك الموقع.
٠ لا حاجة إلى استشارة طبيب أو معالج نفسي فما تعانين منه مشاكل نفسية شخصية يتجاوزها الإنسان مع الوقت.
٠ لا أدري لماذا ولكني عندما قرأت رسالتك وهوايتك في قراءة الروايات تذكرت رواية د. ه. لورنس D.H. Lawrence "أبناء وعشاق Sons and lovers" وتلك المقولة: لا تتعلم علم الجبر عن طريق الروح المباركة. دعك من هذا وتفحص الأمور بدهاء صافي وبسيط.
٠ إن ما تتطرقين إليه عن غيرة من الأخت الأكبر هو ما نسميه في علم النفس تنافس الأشقاء Siblings Rivalry ليس هناك إنسان لا يتجاوز هذه العقدة في مرحلة ما من مراحل حياته. قد تبدو للبعض مجرد عقدة عصابية طفولية ولكنها أيضاً تحفز الأشقاء للتنافس والإنجاز من أجل الفوز برضى الوالدين.
٠ يصاحب تنافس الأشقاء أيضاً مشاعر مضطربة ومعقدة من الحب، عدم السعادة، الغيرة والحسد. تولد هذه العواطف أصلاً من الشعور بالقلق والخوف من فراق الأهل، أو عدم الفوز برضاهم.
٠ لسبب أو لآخر لا تزالين تعانين من القلق الأخير والذي تطور إلى قلق اجتماعي يمنعك من الارتباط صحياً مع أصحابك والسعي من أجل الاستقلال من الأهل نفسياً ومعنوياً وبداية التخطيط للمستقبل.
٠ بعبارة أخرى للتوضيح إن المشكلة لا تكمن في غيرتك من أختك الأكبر فما تحدثت عنه يتصف بأنه بدائي المحتوى والإطار ولكن ما تخشين منه هو العبور من مرحلة طفولية في الحياة ،يتعلق فيها الإنسان بمن يرعاه، إلى مرحلة المراهقة التي يتبعها الحصول على الهوية الشخصية وبداية الإبداع في الدنيا.
٠ رغم كل ما ذكرته لا أتوقع لك سوى مستقبل أفضل. إن مجرد تعبيرك عن مشاعرك بكل صدق لا يبشر الا خيراً و يعكس درجة عالية من قابلية الإنسان على التغيير.
٠ ما هو أمامك الآن ضوء اخضر يسمح لك بالعبور من رصيف إلى آخر. لكنك أنت وحدك القادرة على السير وبمفردك.
٠ وفقك الله دوماً.
واقرئي على مجانين:
التنافس والغيرة بين الأخوة
الغيرة والجمال
الغيرة والتفوق
سلوى والغيرة
صديقاتي والغيرة وحبي الإليكتروني!
ريم والغيرة والثقة بالنفس
تشعر بالغيرة