الاكتئاب عاد من جديد

أنا مكتئبة
كنت أرسلت لكم بعض الخواطر الكئيبة من قبل تحت عنوان موجة اكتئابية، ومرت فترة طويلة تعافيت خلالها وعدت لأنشطتي المعتادة وبدأت في الاستمتاع بالحياة من جديد وعدت للاستيقاظ مبكراً وللنشاط وللحيوية ولأنشطتي المحببة التي مستحيل أن تجتمع والاكتئاب في مكان واحد أو زمان واحد.

ولكن يبدو أن سعادتي غير مقدور لها أن تكتمل فقد عاد الاكتئاب من جديد، سرعان ما هاجمني بسرعة أدهشت طبيبي المعالج فلم يكد يمر شهر أو أقل حتى جاءت موجة اكتئابية جديدة بكل عنفوانها وقسوتها بكل جبروتها بكل ما تحمله من قوة وما تحمله من حزن وألم ومشاعر سلبية قاسية مؤلمة لا أدري سببها. أتمزق كل ثانية ولا أملك لنفسي شيئاً استسلم حيناً وأقاوم أحياناً، أشعر بعنف المقاومة، وحين أقاوم أشعر أنني أحمل جبال فوق صدري وكتفي، أحملها فعلاً لا قولاً.

عاد الاكتئاب يطل برأسه من جديد ويزأر بقوة أسد جبار متوحش قاس لا يرحم، هو فعلاً بقوة أسد مفترس يفترس قوتي ونشاطي وحيوتي وتألقي واستمتاعي بالحياة، لقد فقدت استمتاعي بالحياة، وهذا أقسى ما أعانيه، أقسى ما أقاسية أنني فقدت قدرتي على الاستماع بأي شيء مهما بلغت درجة متعته فقد بلغ درجة عندي لا تحمل ذرة من المتعة أو الإمتاع.

فقدت قدرتي على الإحساس بمعني أصح، يبدو أن هذا ما حدث لي بفعل الاكتئاب، لو كنت رجلاً أيها الاكتئاب اللعين لقتلتك ولذبحتك شر ذبحة كي تكون عبرة لكل من يسلب البشر إرادتهم وحبهم للحياة.
أريد أن أحيا من جديد، أشعر أني لست حية، أشعر أنني لست من الأحياء، أشعر أني من الأموات بهذه الإرادة الميتة وعدم الرغبة في فعل أي شيء، لدي كسل رهيب وعدم رغبة في فعل أي شيء على الإطلاق.
فقد سلبني الاكتئاب نشاطي، لم يعد لدي إرادة كي أستيقظ مبكراً مع شروق الشمس كعادتي.
أريد أن أعود كما كنت
أريد أن أعود حية
متألقة
نشيطة
قوية
مبدعة
أريد أن أحيا
كما أراد لي ربي
وليس كما يريد لي الاكتئاب
فليسقط الاكتئاب.

واقرأ أيضًا:
المرض النفسي لا يصيب المؤمن القوي ×× / حكايات أخصائية نفسية: زيارة لمكتئبة / أنا والاكتئاب.... وأبو القاسم... ومجانين / يوميات مجنونة صايمة: الاكتئاب