"اليدري يدري والما يدري كضبة عدس"
اليدري: الذي يعرف
الما يدري: الذي لا يعرف
كضبة: كمية صغيرة بحجم قبضة اليد
الذي يحترق بالنار ليس كالذي يتفرج عليه، وهذه مشكلة التفاعلات المسماة فكرية وتحليلية مع واقع يتوطنه اللهيب والدخان، والذين خارجه يتمنطقون بما لا يمت بصلة إليه.
تجد العديد من الأقلام التلية (الواقفة على التل)، تكتب كما يحلو لها وتمليه عليها رؤاها وتصوراتها، وتحكم على الذين تأكلهم النيران بما تشتهي أنفسهم وتستدعيه دوافعهم، ونظراتهم الحُكمية الجاهزة التي لا تعرف وجع النار.
ولهذا ما استطاعت الكتابات أن تُحدث تغييرا مهما يستنهض الأمة من رقدة العدم، لأنها خربشات على حياطين الوهم الخلاق المتفاعل مع تهيؤات سرابية تطوف في أروقة خيال المتفرجين. خبراء ومحللون وأدعياء معرفة بكل صغيرة وكبيرة ذات علاقة بما يحصل في واقع التصارع والتمزق والانهيار، وما قدموا شيئا أبعد من سفسطات كلام، وهذيانات ألسنة وأقلام.
عالم يتحرك بمفرداته المادية التكنلوجية، وعالم يراوح في أطيان كان، ويتدثر بما رثّ من الغابرات القاضيات بكتم أنفاس الحياة.
ليصمت العدسيون (الذين يرون ما فيهم ويسقطونه على واقع لا يعرفه)، فمن يكتب عن الحريق، عليه أن يخطه بمداد النار، ولتحترق أصابعه وهو يمسك بجمرة التعبير عن واقع تتطاير منه شظايا بشر محطوب الكيان.
مَن منا يستطيع التعبير عن كنه العنوان؟
عالم يتسلق سفوح المجد وعالم يعشق توطن الحفر، فلأيهما الظفر؟!!
ألا تدري بما فعلتْ نوارُ
إذا نطقتْ فقد حانَ القرارُ
تُعاني في مَواقدها السَبايا
وتمرحُ في مَواطنها الكبارُ
مَواجعُها أصابتْ مُستكينا
وعينُ الخلقِ يحدوها ازْورارُ
د-صادق السامرائي
واقرأ أيضا:
نفطنا لغيرنا!! / بسلاء!! / إمحودب!!
