الذين يتصورون أن النفط هو أساس الاقتصاد في وهم كبير، فالدول القوية اقتصاديا ليست نفطية، النفط يتسبب بالفساد وتعطيل العقول وهدر قيمة الإنسان.
المعضلة الكبرى أن أنظمة الحكم تفكيرها غير اقتصادي، ومنهجها الركض وراء سراب الشعارات الطوباوية الخالية من الطاقات الإيجابية الضرورية لتأمين حياة طيبة للمواطنين، وإشعارهم بوجودهم الوطني العزيز.
ومن أركان الاقتصاد المهمة:
أولا: الثروة الزراعية
النخيل والأشجار المثمرة ودائمة الخضرة والتي تنتج الأخشاب.
يجب أن يكون الشعار السائد "في كل بيت نخلة"، وأن توجد محفزات لتشجيع المواطنين على العمل به، وعلى المسؤولين ابتكار ما يحفز على ذلك.
كما أن احترام التربة واستثمارها لإنتاج مفردات الطعام الأساسية من ضروارات الأمن الغذائي الحصين.
ثانيا: الثروة الحيوانية
المواشي (الأغنام، الماعز، الأبقار)
الطيور بأنواعها (الدجاج، البط، القطا، السمان، الديك الرومي، النعام)، وغيرها الكثير من الطيور الداجنة.
الدول المتقدمة تعي قيمة الثروة الحيوانية وتحافظ على تطويرها وتعرف دورها الاقتصادي وأثرها الفعال في توفير الطعام ومردوداتها المالية اللازمة لاقتصاد قوي ومتحرك بحيوية وإبداع إنتاجي متدفق.
الأمم والشعوب تتفاخر بثروتها الحيوانية، ونحن نخجل منها ولا نحسبها بصمة قوة وانتصار.
ثالثا: الثروة المائية
"وجعلنا من الماء كل شيء حي"
الماء موئل الحياة وبدونه تنتفي وتغيب، ولابد من برامج معاصرة للحفاظ على المياه ومنع هدرها، والعمل على توفيرها وفقا لما استجد من أساليب وآليات لشق الأنهر وإنشاء البحيرات، والابتعاد عن اعتبار الأنهار مكبا للنفايات.
رابعا: الصناعات الغذائية
الصناعات الغذائية تتطور في معظم الدول، وتبدع عقول أبنائها بإيجاد ما يساهم في تطوير المحاصيل الزراعية وتنويع منتجاتها وتعدد روافد استثمارها، وتحويلها إلى بضائع تملأ رفوف المخازن والأسواق، وعلى سبيل المثال من الرز صنع الآسيويون العديد من المنتوجات الغذائية والمشروبات، ولو كان التمر متوفرا عندهم لتفننوا بصناعات غذائية لا تحصى منه.
خامسا: الثروة البشرية
دول الدنيا تريد بشرا لدعم الاقتصاد وتوفير الأيادي العاملة، فبدون البشر ينكمش الاقتصاد، وتهزل الدول، وبعض المجتمعات تنوء من الكثرة البشرية، ولا تمتلك مهارات الاستثمار فيها، ولهذا تجد أنظمة حكمها مؤهلة للتداعي فيما يتسبب بمحق البشر من صراعات بينية وحروب تدميرية.
الطاقات البشرية من أركان الحياة العزيزة الأبية، وعندما يشعر كل مواطن بقيمته ودوره فأن البلاد ستنتعش، وتنبثق في ميادينها أساليب التنافس الإيجابي المنقطع النظير.
فهل عرفنا إطلاق طاقات بشرنا الحضاري المتميز القابليات والأصيل الرؤى والتطلعات؟
هذه بعض أعمدة الاقتصاد الأساسية التي تتمسك بها الأمم والشعوب، للحفاظ على سيادتها وحريتها وقوتها التفاعلية مع الآخرين.
د-صادق السامرائي
واقرأ أيضا:
الحركة والسكون!! / المدن بأهلها!!
