إغلاق
 

Bookmark and Share

اعترافاتي الشخصية: الشخص المصري ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 11/05/2009


سريع الغضب.. سريع النسيان.. سريع النوم.. لا يحب العمل تحت الظروف الطبيعية ولكنه يفضل عمل المعجزات تحت الظروف الشاذة وفي اللحظة الأخيرة من الوقت الضائع.. لماذا أقول ذلك؟

أقوله لأني قابلت صديقي القديم الذي أخبرني يوما أنه يفضل صينية البطاطس باللحمة على أية وقفة احتجاجية وأن الوطنيين ما هم إلا غلابة فضلوا نكد الشارع وقهر عساكر الأمن المركزي على النكد المنزلي.

قال لي إن هزيمة 67 قد حدثت فقط لأن الإخوة اليهود استيقظوا مبكرا لضرب سيناء فيما كان الإخوة المصريون قد راحت عليهم نومة بمن فيهم عامل اللاسلكي الذي لم يستقبل الإشارة التحذيرية وأنه قبل الحرب بليلة أو ليلتين كانوا يسهرون كثيرا للاحتفال بالانتصار الذي سيتحقق وساعة الحرب راحت عليهم نومة، قال لي إنه يتخيل لسان حالهم والقنابل تنزل على رؤوسهم وهم يقولون "هي الناس دي متعفرتة كده ليه ده النهار لسه في أوله وإحنا مالحقناش نفطر.. حد يضرب بدري كده؟!"

ويدلل على صحة نظريته بأن الجيش المصري عندما قرر أن يحارب ويقتحم قناة السويس بدأ الحرب في الساعة الثانية بعد الظهر. وأصل الحكاية أن المصريين لما اتضربو ضربة جامدة أزعجتهم وأيقظتهم اتنرفزوا واتجننوا وحلفوا ما يسيبوا الإخوة اليهود اللي أزعجوهم كل هذا الإزعاج فقاموا وصاحوا الله أكبر وفشوا غلهم في ست ساعات وضربوهم شلوت كويس وعملوا معجزة عسكرية عظيمة وبعدين قالك كفاية كده ويالله نكمل نوم تاني.

وحاول صديقي أن يقنعني أنه في الوقت الذي كانت فيه الأخت جولدا مائير تولول "أنقذوا إسرائيل" وكان الجيش الإسرائيلي يستعد للفرار حتى المضايق إلا أن الإسرائيليين فوجئوا بأن المصريين لا يطاردونهم وقد اكتفوا باحتلال شريط صغير عملا بمقولة "كده رضا" المنتشرة على سيارات الميكروباس. فقام الإخوة اليهود لفوا ورجعوا تاني. وغرق القادة المصريون في الخلافات واللت والعجن إلى أن استيقظوا في الصباح التالي وهم يقولون "إلحق يا بني.. ثغرة!!"

وصمم صديقي على أن معجزة حرب الست ساعات في أكتوبر جوهرها أن المصريين نفسهم قصير ويستطيعون بذل جهد فائق لفترة قصيرة ولا يستطيعون بذل جهد منتظم متوسط لفترة طويلة ويتساءل صديقي هل هذه مواصفات تؤدي للتقدم؟

توقفت أمام كلماته وتذكرت وصف المصريين لثورة عرابي بهوجة عرابي. يعني هوجة وراحت وتذكرت حرب 48، ثورة 19، إضراب 6 إبريل، انتفاضة القضاة.. الرجوع من منتصف الطريق. وتساءلت هل هذه طبيعة أصيلة في شعبنا أم أنها ثمار ما زرعه الحكام في هذا الشعب على مر تاريخه وأجبت "كل ده على بعضه"..

اقرأ أيضاً:
اعترافاتي الشخصية: العودة إلى الوطن / اعترافاتي الشخصية يومي في الشوري / اعترافاتي الشخصية: ما يحكمش / اعترافاتي الشخصية: ناس عايزة تفهم / اعترافاتي الشخصية ديمقراطية بال3 / المرأة الإعلامية.. تاريخ أحمله على كتفي / اعترافاتي الشخصية: وكرهت أني امرأة / اعترافاتي الشخصية في بلاد الرجال / عندما تتحد الملامح وتختلف الثقافة / لماذا لا تبيعون الصحف القومية؟ / دولة الأمن والمحتسبين الجدد / اعترافاتي الشخصية الإسلام دين المساجين / اعترافاتي الشخصية شجاعة مودرن / لو كنت محبوبا بين الناس؟ مش مهمروح أكتوبر رحلت أم طفشت؟ / لو كنت محبوبا بين الناس؟ مشاركة / اعترافاتي الشخصية: المسامح كريم.. ولكن / لخبطة العيد في السرير/ وكسبنا القضية يا جدعان / هل لو لبست دبوس.... يعتقلوك؟ / .... طيب تيجي إزاي؟ / الحضري استقال ولم يهرب  / وخرجت حيرتي أشد مما دخلت / اعترافاتي الشخصية: دخل الربيع / كيف تكون شريفا في مجتمع فاسد؟ / اعترافاتي الشخصية: ليس اليوم كالبارحة / اعترافاتي الشخصية: حول بحيرة لومو / راجل جدع وست بتحب الجدعنة / اعترافاتي الشخصية: تراجع دون استسلام / أسوأ من الإحتلال / اعترافاتي الشخصية: لماذا هو اقتصاد شقاء؟ / اعترافاتي الشخصية: عيش ولا دقيق / يا دي النيلة يا دي النيلة.. حكومتنا شعاراتها عليلة / اعترافاتي الشخصية: خفة دمه / ماذا لو أصبحت رئيسة للجمهورية؟ / اعترافاتي الشخصية: وبقميص النوم كمان!! / اعترافاتي الشخصية نعيب زماننا / في انتظار عدالة السماء / في رحاب السلطان حسن / مهرجان مسرح تجريبي وبالمصري تخريبي/ اعترافاتي الشخصية: الورقة الصفراء والتلصص / اعترافاتي الشخصية: نظرية الكفاح المبقوق / اعترافاتي الشخصية: الرجال، والنساء والعزوبية / اعترافاتي الشخصية... أبي / اعترافاتي الشخصية: بيروت تاني / اعترافاتي الشخصية: حكايات الدبوس / اعترافاتي الشخصية: الغضب للحق / الرأي الأمين في انتفاضة الإعلاميين / هل نحن خرفنا وبنهيس؟ / أحب أقول للحلو إنت حلو... في الدستور / الحياة لونها مش بمبي خالص / اعترافاتي الشخصية: زمن اللاخنازير.



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 11/05/2009