أختي شاذة
إخوتي الأعزاء في موقع مجانين لا أطيلكم الحديث، سأبدأ سرد المشكلة مباشرة.
نحن ثلاث أخوات أنا الكبرى, أختي الوسطى وأخيرا أختي الصغرى.
المشكلة التي أود استشارتكم فيها تخص أختي الوسطى، وسأعرض عليكم بشيء من التفصيل كل ما أعرفه عن جوانب حياتها بغية الوصول لأفضل تشخيص وحل لها.
سأخص الحديث من جانب أختي الوسطى، لأنها أكثر من تأثر بكل الظروف وتعرض لأبشع المواقف، بينما أنا وأختي الصغرى لم نتعرض لأغلب ما تعرضت له، نحن طبيعيتان تماما ومستقرتان ومتفوقتان دراسيا أيضا.
في طفولتنا كنا نعايش أوضاعا مادية صعبة، راتب الأب قليل جدا لا يغطي احتياجاتنا، شقة صغيرة، نبيت جميعا في نفس غرفة النوم. الأب كان عنيفا يشتم أمي ويضربها ضربا مبرحا أمامنا.
أختي الوسطى كانت أكثرنا تأثرا بالشجارات التي كانت تحصل بين أمي وأبي وكثيرا ما كانت تقحم نفسها في منتصف عراكهما الجسدي وتبكي طلبا من أبي ترك أمي وضربها بدلا منها.
أنا متأكدة أن مبيتنا في نفس غرفة النوم مع أبي وأمي حتى بلغت هي السابعة من العمر عرضها لمشاهدة علاقتهما الجنسية بشكل كامل ولأكثر من مرة لأن سريرها كان ملاصقا لهما.
في طفولتها المبكرة لاحظت ميولا ذكرية فيها، كانت تحب السيارات والدراجات. أذكر أنها في أحد المرات –ربما كانت في السادسة -طلبت مني أن أسميها أحمد.
مع تراكم المشاكل العائلية، أبي كثيرا ما كان يبيت خارج المنزل، بل يمكنك القول أنه لم يكد يبيت في المنزل أصلا.
أمي كانت تهتم بنا كثيرا فهي طيبة وحنونة ولكن تراكم الظروف القاسية انعكس عليها، فكانت تمارس علينا الضرب والعنف الجسدي أحيانا كثيرة. حظينا بغرفة مستقلة عندما بلغت أختي عمر السابعة تقريبا.
غياب أبي جعل أمي تدخل في علاقات غرامية مع اثنين من أولاد عمي، وهذا ماشهدته أختي بأم أعينها. كان عمرها حينها 13 عاما حينما استيقظت ليلا ودخلت غرفة أمي لتراها عارية على السرير مع ابن عمي. لم أعلم بالحادثة منها إلا بعد حوالي 4 سنوات –وفي ذات الفترة أخبرتني أنها اكتشفت شيئا سيئا جدا عن أبي وأنه هددها بأنه سيقتلها إن أخبرت أحدا به وقالت لي بأني سأكرهه كثيرا لو علمت بهذا الأمر ورفضت إخباري به، وأنا متأكدة بأنها لا تكذب لعدة مواقف حصلت -أستطيع الجزم بأن شخصيتها بدأت تضرب في ذات المرحلة. حينها –في عمر 13-صارت عنيفة جدا، متمردة، كانت ملتزمة بالصلاة لكنها بدأت تتركها تدريجيا حتى تركتها بالكلية، صارت مهملة في دروسها، بدأت تتعلق بمغن مراهق من جنسية أجنبية تعلقا جنونيا. علاقة أمي بها كانت مضطربة جدا.
كثيرا ماكنت تنتقصها وتفتعل المشاكل معها لأتفه الأسباب ودائما تقول لها أنها سيئة وأخواتك أفضل منك. أمي حملت سفاحا من ابن عمي وأسقطت الجنين، أختي علمت بذلك وعايشت الأمر..
شيئا فشيئا بدأت علائم الشذوذ تتطور ببطء وتظهر جليا في أختي.
ابتدأت بالشعر القصير قليلا، ثم صارت ترفض ارتداء الفساتين والتنورة، صارت متعلقة كثيرا بإحدى صديقاتها..
تراكم الأمر واستفحل عندما بلغت 16. اكتشفت بعد أن قرأت إحدى محادثاتها مع صديقاتها أنها تمارس السحاق معها.
لم أعلم ماذا أفعل؟ فتجاهلت الأمر وكأني لم أدري ولم أسمع. شذوذها صار جليا والجميع بدأ يتحدث عن استرجالها سواء في وسط العائلة المدرسة والجيران والأقارب. عندما نذهب لسوق لا تشتري ملابسها إلا من المحلات الرجالية.
هي مريضة بالأنيميا المنجلية وتستخدم حاليا حبوب الهيدروكسي يوريا. انتكست صحتها كثيرا خلال سنوات حياتها، كثيرا ما كانت تخبرني بأن الله لم يعدل بين الرجل والمراة، ولماذا نحن ملزمات بارتداء الحجاب بينما الرجال لا، حاولت إقناعها كثيرا لكنها كانت تحاججني حتى أخرس.
حاولت الانتحار عدة مرات، مرة كادت تلقي نفسها من مكان عال –في عمر 12-وكثيرا ماتنتابها نوبات بكاء عصبية وتسرع نحو أدويتها وتهددنا بأنها ستقتل نفسها وستبلع كل الحبوب من العلبة.
الوضع الحالي باختصار:
أنا وأختي الصغرى نعيش حياة نفسية متزنة.
أوضاعنا المادية تحسنت كثيرا ونعيش في وضع متوسط وشقة واسعة.
أمي عادت لربها وتابت منذ حوالي 5 سنوات، هي مهتمة كثيرا بأختي الوسطى ومشفقة على وضعها الصحي
أبي لم يعد يضربها، وعلى كل هو صار مقاربا للخمسين من عمره... لا زال مهملا كما هو ولم يشارك أو يفكر بأن يشارك في تربيتنا.. له مزرعة ينام فيها ويرجع للمنزل ليأكل غداءه ويخرج ولكنه متكفل بمصاريفنا المادية. كما أنه أصيب بالعقم.
أختي عمرها الآن 17. تركت الفتاة التي كانت تساحق معها لأنها اكتشفت أن لها علاقات سوية مع شبان، واتخذت لها صديقة أخرى .
دائما أرى آثار القبل على رقبتها وعندما أسألها تقول لا شأن لك. لا تصلي، لكن تصوم. تسمع الأغاني طوال الوقت. مستواها الدراسي متدن جدا بسبب إهمالها –لكنها ليست غبية.
نحن مثل المشلولين أمامها: لا أنا ولا أمي ولا أختي الصغرى نرى أي طريقة لإصلاحها. تكلمنا معاها حتى نفذ الكلام، تأصل الشذوذ فيها.
يعز علي أن أراها في كل هذا الضلال فهي أختي في النهاية..
أدعو لها بالهداية ليل نهار، ماذا أفعل غير ذلك لإصلاح المشكلة؟
11/06/2014
رد المستشار
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وعن أي موضوع
الغريزة الجنسية طاقة موجودة في كل الناس لتؤدي وظيفة هامة وهي التكاثر وعمران الأرض، ولكى يحدث هذا أحاطها الله بأحاسيس سارة ولذيذة كي تدفع الناس لتحقيق هذه الأهداف ويتحملوا مسئوليات بناء الأسرة وتربية الأبناء، ولكن نتيجة لبعض الظروف التربوية وقد تكون الأسرية في فترة الطفولة تتجه هذه الطاقة الجنسية اتجاهات مخالفة للمألوف، وهذه الاتجاهات اعتبرت شاذة (في نظر الأديان والأعراف السليمة والعقلاء من البشر) لأنها لا تساهم في عمران الحياة فضلا عن أنها تقويض لمسار الحياة النفسية والاجتماعية والخلقية.
مما لا شك فيه أن أختك ضحية للتفكك الأسري الذي ورد في رسالتك، هذا التفكك الذي يجعل الإنسان لا يشعر بالأمان, ولا بالاستقرار, ويبحث عن مصدر للعطف والحنان، وقد يكون هذا المصدر مصدرًا مأمونًا كأن يقع في يد صحبة صالحة صادقة مؤمنة تأخذ بيده وتعوضه عما فقد، مع مراعاة الضوابط الشرعية، وقد يقع في براثن أناس مرضى لديهم من الانحرافات السلوكية ما يجعل هذا الشخص يقع فريسة لغوياتهم وضلالاتهم، كما حدث مع أختك التي عندما خرجت لتبحث عن الحنان لم تجده إلا في أحضان المعاصي والإثم والعياذ بالله تعالى.
وهذه في الغالب تحدث ليس بدافع الجنس في المقام الأول في حد ذاته، وإنما بدافع البحث عن الحنان الذي حُرم منه الإنسان، إلا أنه نتيجة سوء طوية الطرف الآخر يتحول الإنسان تلقائيًا إلى إنسان مخالف لمنهج الله تعالى, ومنحرف سلوكيًا, وضامر أخلاقيًا.
فأختك تحتاج إلى بديل؛ لأننا الآن إذا أردنا أن نُخرجها مما هي فيه الآن لابد أن نوفر لها البديل النقي التقي الصالح العفيف، وخوفك عليها فقط غير كافٍ فلابد أن يكون لكي دور إيجابي معها.
وهناك نماذج علاجية غربية للجنسية المثلية نذكر منها نموذج العلاج الإصلاحي ل "جوزيف نيكولسي" والذي أورده في كتابه: Reparative Therapy المنشور عام 2004 م , والذي يتلخص في:
• بداية الطريق العلاجي: مريض لديه الرغبة في التعافي, ومعالج متفهم ومتمرس ومثابر
• قبول الذات
• قوة الجنوسة, بمعنى تأثير الهوية الجنسية الهائل على السلوك
• تمكين الهوية الجنسية
• التعرف على معالم الذكورة والأنوثة
• إصلاح العلاقة مع الوالد
• العلاقة العلاجية, والتي تتلخص في الطرح, والانتقال من الاعتمادية إلى الاستقلال, وإشباع الحاجة إلى الحب الوالدي والقبول, وعلاج الطرح المضاد والمقاومة.
وسأحاول فيما يلي توضيح مراحل العلاج التي يمر بها الشخص الذي يمارس سلوكيات الجنسية المثلية:
1 – التوقف عن كل السلوكيات الجنسية المثلية (ممارسة الجنس المثلي سواء كانت ممارسة كاملة أم جزئية, الدخول على المواقع الجنسية المثلية, التخيلات المثلية). وإذا حقق الشخص هذا الهدف وتوقف عند هذه المرحلة فهو يعيش حالة تسمى "اللاجنسية", أي أنه توقف عن الجنسية المثلية ولم ينتقل بعد (أو لا يريد أن ينتقل) إلى الجنسية الغيرية.
2 – التحول إلى السلوك الجنسي الغيري, وهو يعني تحويل مسار الغريزة من اتجاهها الشاذ (غير المثمر) إلى اتجاه طبيعي (أو أقرب إلى الطبيعي). ولا يدعي أحد أن هذا التحويل أمر سهل يحدث في وقت قصير، وإنما هو بالضرورة أمر يحتاج إلى وقت وجهد ومجاهدة وصبر ومثابرة من المريض والمعالج، ولابد أن يوقن الاثنان أنه لا بديل عن هذا الطريق (فليس من المقبول ولا من الممكن الاستسلام للشذوذ)، وأن يعلما أنهما بناءا على هذا التصور الإيماني يؤجران على أي جهد يبذلانه، ويتلقيان العون من الله في هذا الطريق، ويتذكران طول الوقت قول الله تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا". هذا عن الجانب الإيماني فهل هناك جوانب أخرى مهنية تدعم السير في هذا الاتجاه؟
3 – نمو الشخصية على مستويات متعددة, وهذا النمو جزء لا يتجزأ من رحلة التعافي حيث يؤدي هذا النمو إلى تجاوز أزمة الجنسية المثلية والارتقاء إلى مستويات أعلى من الحياة .
سأحاول رسم خريطة موجزة لنموذج علاجي يناسب البيئة العربية والإسلامية, وهذا النموذج قد يطبقه المريض بنفسه (إن استطاع) وقد يطبقه بمساعدة معالج نفسي يواكب معه مراحل التغيير.
1 - الإطار المعرفي :
ويتلخص في تكوين منظومة معرفية يقينية بأن هذا السلوك شاذ (أو هذه المشاعر والميول شاذة) من الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وأنها ضد المسار الطبيعي للحياة النظيفة والسليمة، وأن هذا السلوك يمكن تغييره ببذل الجهد على الطريق الصحيح، ومن المفضل أن يعرف المريض والمعالج النصوص الدينية المتصلة بهذا الموضوع حيث ستشكل هذه النصوص دفعة قوية لجهودهما معا فحين يعلم المريض والطبيب أن إتيان الفعل الشاذ يعتبر في الحكم الديني كبيرة من الكبائر، وفي الأعراف الاجتماعية والأخلاقية عمل مشين فإنهما يتحفزان لمقاومته بكل الوسائل المتاحة. ويحتاج الاثنان أن يتخلصا من الأفكار السلبية التي تقول بأن الشذوذ نشاط بيولوجي طبيعي لا يدخل تحت الأحكام الأخلاقية وليس له علاج حيث أثبتت الأدلة العقلية والنقلية والتجارب الحياتية غير ذلك. ولا يتوقف الإطار المعرفي عند تصور السلوك المثلي بل يشمل تصحيح المعتقدات والتصورات عن الجنس الآخر وذلك تمهيدا لتحويل الميول نحو هذا الجنس بشكل طبيعي
2 - العلاج السلوكي : ويتمثل في النقاط التالية :
• العلاقة العلاجية : وهي المفتاح الأساسي في العلاج خاصة وأن كثير من حالات الجنسية المثلية يكون سببها افتقاد العلاقة السوية والقوية مع الأب, وهنا يقوم المعالج بلعب دور الأب بشكل صحي وعلاجي, وهذا يدعم التركيبة النفسية لصاحب السلوك المثلي خاصة في المراحل الأولى للعلاج .
• التعرف على عوامل الإثارة: حيث يتعاون المريض والمعالج على إحصاء عوامل الإثارة الجنسية الشاذة لدى المريض حتى يمكن التعامل معها من خلال النقاط التالية. وعوامل الإثارة قد تكون التواجد منفردا مع شخص ما, أو المصافحة أو الملامسة أو العناق, أو الدخول على مواقع الإنترنت الجنسية, أو التخيلات المثلية.
• التفادي : بمعنى أن يحاول الشخص تفادي عوامل الإثارة الشاذة كلما أمكنه ذلك
• العلاج التنفيري: لقد حدثت ارتباطات شرطية بين بعض المثيرات الشاذة وبين الشعور باللذة، وهذه الارتباطات تعززت وتدعمت بالتكرار وهذا يفسر قوتها وثباتها مع الزمن. وفي رحلة العلاج نعكس هذه العملية بحيث نربط بين المثيرات الشاذة وبين أحاسيس منفرة مثل الإحساس بالألم أو الرغبة في القيء أو غيرها، وبتكرار هذه الارتباطات تفقد المثيرات الشاذة تأثيرها، وهذا يتم من خلال بعض العقاقير أو التنبيه الكهربي بواسطة معالج متخصص.
• تقليل الحساسية: بالنسبة للمثيرات التي لا يمكن عمليا تفاديها نقوم بعملية تقليل الحساسية لها وذلك من خلال تعريض الشخص لها في ظروف مختلفة مصحوبة بتمارين استرخاء بحيث لا تستدعي الإشباع الشاذ، وكمثال على ذلك نطلب من المريض استحضار المشاعر الشاذة التي تنتابه وعندما تصل إلى ذروتها نجري له تمرين استرخاء، وبتكرار ذلك تفقد هذه المشاعر ضغطها النفسي.
3 - العلاج التطهيري :
وهو قريب من العلاج السلوكي ويتبع قوانينه ولكنه يزيد عليه في ارتباطه بجانب معرفي روحي، وهو قائم على قاعدة "إن الحسنات يذهبن السيئات" وعلى فكرة "دع حسناتك تسابق سيئاتك"، وباختصار نطلب من المريض حين يتورط في أي من الأفعال الشاذة أن يقوم بفعل خير مكافئ للفعل الشاذ كأن يصوم يوما أو عدة أيام، أو يتصدق بمبلغ، أو يؤدي بعض النوافل بشكل منتظم......الخ، وكلما عاود الفعل الشاذ زاد في الأعمال التطهيرية، ويستحب في هذه الأفعال التطهيرية أن تتطلب جهدا ومشقة في تنفيذها حتى تؤدي وظيفة العلاج التنفيري وفي ذات الوقت يشعر الشخص بقيمتها وثوابها ولذتها بعد تأديتها والإحساس بالتطهر والنظافة وهذا يعطيها بعدا إيجابيا مدعما يتجاوز فكرة العلاج التنفيري منفردا.
4 - تغيير المسار:
وهذه الخطوة يجب أن يتفهمها المريض جيدا حيث يعلم بأن الغريزة الجنسية طاقة هامة في حياته ولكن حدث أن هذه الطاقة في ظروف تربوية معينة حفرت لها مسارا شاذا وتدفقت من خلاله ولهذا لا يشعر الشخص بأي رغبة جنسية إلا من خلال هذا المسار الذي اعتاده لسنوات طويلة وتدعم من خلال تكرار مشاعر اللذة مرتبطة بهذا المسار. ولكي يتعدل اتجاه الطاقة الجنسية فإن ذلك يستلزم إغلاق هذا المسار الشاذ حتى لا تتسرب منه الطاقة الجنسية وبعد فترة من إغلاق هذا المسار تتجمع الطاقة الجنسية وتبحث لها عن منصرف، وهنا يهيئ لها مسارا طبيعيا تخرج من خلاله، وسوف تحدث صعوبات وتعثرات في هذا الأمر ولكن الإصرار على إغلاق المسار الشاذ وفتح المسار الجديد سوف ينتهي بتحول هذا المسار خاصة إذا وجد تعزيزا مناسبا في اتجاهه الجديد (خطبة أو زواج).
وربما لا يجد الشخص رغبة جنسية نحو الجنس الآخر في المراحل المبكرة للعلاج لذلك يمكن أن يكتفي بالرغبة العاطفية، وهذه الرغبة العاطفية كنا نجدها كثيرا عند المرضى بالشذوذ وربما قد جعلها الله حبل النجاة للمبتلين بهذا المرض يتعلقون به حين ينوون الخلاص، وكثير منهم أيضا تكون لديه الرغبة في العيش في جو أسري مع زوجة وأبناء على الرغم من افتقادهم للرغبة الجنسية نحو النساء. ومن متابعة مثل هذه الحالات وجد أنهم حين تزوجوا كانوا ينجحون كأزواج رغم مخاوفهم الهائلة من الفشل حيث يحدث بعد الزواج إغلاق قهري للمنافذ الشاذة للغريزة (بسبب الخوف من الفضيحة أو اهتزاز الصورة أمام الزوجة) في نفس الوقت الذي تتاح فيه فرص الإشباع الطبيعية. وفي بعض الأحوال يحدث ما يسمى بالجنسية المزدوجة (Bisexual) حيث تكون لدى الشخص القدرة على الإشباع المثلي والغيري للغريزة.
5 - المصاحبة:
وبما أن مشوار التغيير يحتاج لوقت وجهد وصبر، لذلك يجب أن يكون هناك معالج متفهم صبور يعرف طبيعة الاضطراب بواقعية ولديه قناعة لا تهتز بإمكانية التغيير ولديه خبرات سابقة بالتعامل مع الضعف البشري، ولديه معرفة كافية بقوانين النفس وقوانين الحياة وأحكام الشريعة وسنن الله في الكون.
هذا المعالج بهذه المواصفات يقوم بعملية مصاحبة للمريض (المبتلى بالمشاعر أو الميول أو الممارسات الشاذة) تتميز بالحب والتعاطف والصبر والأمل واحتساب الوقت والجهد عند الله. هذه المصاحبة تدعم مع الوقت ذات المريض (فيما يسمى بالأنا المساعد أو تدعيم الأنا)، وتعطي نموذجا للمريض تتشكل حوله شخصيته الجديدة في جو آمن. وبناءا على هذه المتطلبات يستحسن أن يكون المعالج من نفس جنس المريض وذلك يسمح بحل إشكاليات كثيرة في العلاقة بنفس الجنس شريطة أن يكون المعالج متمرسا وقادرا على ضبط إيقاع العلاقة دون أن يتورط هو شخصيا في تداعيات الطرح والطرح المضاد. والمعالج (المصاحب) ليس شرطا أن يكون طبيبا بل يمكن أن يكون أخصائيا نفسيا أو اجتماعيا أو عالم دين أو قريب أو صديق تتوافر فيه كل الشروط السابق ذكرها.
6 - السيطرة على السلوك:
نحن جميعا في حياتنا لدينا رغبات لا نستطيع إشباعها بسبب معتقداتنا أو ظروفنا الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها ولهذا نصبر عليها ونضبطها لحين تأتي الفرصة المناسبة لإشباعها، وقد لا تأتي فنواصل الصبر عليها أو إيجاد إشباع بديل. والشخص ذو الميول الشاذة عليه أن يتعلم ذلك الدرس وأن يتدرب على ضبط مشاعره وميوله الشاذة وأن يبحث عن الإشباع البديل (كباقي البشر، فكلنا مبتلون بمشاعر وميول لا يمكن إشباعها) وهذا من علامات نضج الشخصية. وفي المراحل المبكرة من العلاج ربما نحتاج إلى السيطرة الخارجية (بواسطة المعالج أو بالتعاون مع أحد أفراد الأسرة أو أحد الأصدقاء إذا كانوا يعلمون بالمشكلة) وذلك حتى تتكون السيطرة الداخلية، والهدف من ذلك هو منع الإشباع الشاذ حتى لا يحدث تدعيم لهذا المثار.
وأثناء برنامج التدريب على السيطرة نطلب من المريض أن يكتب في ورقة المواقف التي واجهته وكيف تصرف حيالها ويقوم بعد ذلك بمناقشة ذلك مع المعالج، وهذا ينمي في المريض ملكة مراقبة سلوكه ومحاولة التحكم فيه. وفي كل مرة ينجح فيها الشخص في التحكم يكافئ نفسه أو يكافئه المعالج حتى يتعزز سلوك التحكم والسيطرة الداخلية .
7- مجموعات المساندة :
وهي تتلخص في وجود المريض ضمن مجموعات علاجية مخصصة لمثل هذه الحالات تحت إشراف معالج متمرس, ومن خلال المجموعة يتعلم المريض كيف يتحكم في ميوله, وكيف ينمي علاقاته وشخصيته بشكل جديد.
8- عبور الهوة نحو الجنس الآخر:
وذلك من خلال تصحيح التصورات والتوقعات عن الجنس الآخر, وبداية التحرك تجاه هذا الجنس في الحياة اليومية بشكل مناسب.
وأخيرا أتمنى لك التوفيق مع أختك ومساعدتها على تخطي هذه العثرة في حياتها، وتابعينا بأخبارك معها ومحاولاتك لمساعدتها.
واقرئي على موقعنا
الجنس في حياتنا
مفهوم الإسلام للجنس
السحاق : أصل وفصل(2)