هل أنا إنسانة عادية..!؟
السلام عليكم.. أنا بنت عمري 19 سنة، مشكلتي عويصة وصراحة أنا نفسي عجزت أعرف شنو حالتي بالظبط السالفة طويلة شوي بس لازم أذكر كل التفاصيل حتى يتمكن الدكاترة الكرام من تشخيص حالتي.
أولا أنا بعيش بدولة عربية متفتحة بزيادة على ما أظن، أعيش بمجتمع المظاهر هي أهم شي فيه والدين آخر شي يطبقونه، مارست الكثير من الأفعال الشينة كالمواعدة وتقبيل الشباب ووصلت أني قد زرت شباب في بيوتهم وهذا الشي بالمجتمع اللي أنا فيه عادي حتى أمي تدري إني أزور شباب أصحابي ببيوتهم وأمهات الشباب عارفين، بس اللي مايدرونه إني مارست معهم بس من دون نزع الملابس وكان ع بالي إنو هالشي عادي يصير وما كنت أحس بالذنب يمكن طيش، علما وأن كل من حولي يسوون هالشي وأطلع وأسهر وأرد البيت متأخر بس ما أشرب وما أتعاطي مخدرات ولا شي.
كل اللي كنت أحكيه صار معي بعد ما رسبت في الدراسة ولأول مرة بحياتي أرسب، طبعا السنة اللي رسبت فيها كانت صعبة صارتلي فيها ظروف كثيرة ومنها كرهي الشديد لأبي فوالداي مطلقان، وأنا أعيش مع أمي وأختي اللي هي أصغر مني بسنتين، ضليت فترة كبيرة ما أكلمه ولا يكلمنا كان بخيل كثير رغم إنه ميسور الحال وكان راجل الست اللي هي زوجته فهي ساحرة ومشعوذة وغيرته علينا وصار يبادلنا الكره ويتبرأ منا رغم إنه رجل دين ومتدين ولكن لايملك أي صفة من صفات الدين، كله شين.
طبعا أبوي ما يدري عني شيئا لا إني أطلع ولا أكلم شباب ولاشي، كان لنا رابط وحيد نتقابل مرة بالشهر نلف شوي ويقول لنا كلام يسم البدن ويردنا البيت، والداي مطلقان من عشر سنين وطبعه يسوء من سنة لبعدها ومن هنا بدأت تتدهور حالتي، حاسة بالوحدة بعد ما رسبت دخلت في حالة اكتئاب وعدت السنة بس رسبت مرة ثانية بنفس الصف النهائي هنا عاد كرهت الدراسة وطاريها تخيلوا ما عدت أقدر تدخل معلومة لراسي وأكره إني أدرس وأشوف أصحابي ناجحين وأنا فاشلة.
اكتئبت وصرت طول اليوم نايمة قضيت سنة وأنا نايمة وأصبحت نحيلة، بس أيام أطلع مع أصحابي اللي فضلوا لي رغم إني كنت أذكاهم وأكثر واحدة متفوقة فيهم وذكية وجميلة، الناس كلها تمدح فيني بس أشك في نفسي وما أشوف حالي مثل ما هم يشوفوني ودايما ينتابني القلق وأشك بكل الناس وما أثق بأحد، وما عندي صديقات بنات لإني قد شفت منهم الويل من غيرة وحسد ومشاكل، والأولاد صرت أشوف بعيونهم إن كلهم يبون يستغلوني بأي شكل من الأشكال وأشك بأقرب الناس لي ودايما تجيني كوابيس إني مسحورة وإن غرفتي فيها سحر، وأشوف أخوي من مرات أبوي الأولى اللي هو متدين بيقرأ قرآن ويطلع في السحر من غرفتي.
كثيرا ما فكرنا في الانتقال من بيتنا لأن وجودنا فيها أصبح كرب ولكن ولا مرة تتم، يا لطيف ما كتب لنا ننتقل أحس نفسي عالة على المجتمع وعلى أهلي وعلى الناس، أحس بالوحدة، أحس إني منبوذة، وإن الناس ما تحبلي الخير كل الناس حاطتني براسها، أحب أعيش بسلام، بس ماعرفت من وين أبتدي؟ إيش أصلح؟ إيش أسوي حتى تكون لي حياة عادية مستقرة؟ أحس إني مدفونة وعندي ضيقة كبيرة في صدري، أنا ما أصلي بس كل يوم أقول اليوم وفي شيء يبعدني عن الصلاة.
أبي أقرأ قرآن بس أحس إني ما أستحق إنه الله ينظر لي بعين الرحمة ما أدري ليش حاسة إني مسوية كل الكبائر وعاجزة أطلب العون من ربي، أستحي إني أدعي الله ما أقدر في شي بداخلي قاتلني ما أدري إيش فيا صار لي سنتين على هالحالة حتى لو أطلع وأنبسط بس فرحتي ما تدوم إلا ساعات قليلة وبس أرد البيت تعود لي حالة الاكتئاب هذي، دايما ضايق خلقي ومعدتي دايما بتقلقني،
الأطباء كلهم يقولون لي قلق وستراس ويعطوني أدوية بس ما أحس إن في هالدواء شفائي أحس إني مو عادية ولا شيء يعجبني كل شيء أشوفه تافه، الناس.. الحياة.. كل شيء ما له طعم
إن شاء الله يكون تفسيري مفهوما وأترجاكم تجاوبوني لإني بجد مخنوقة.
10/12/2014
رد المستشار
مشكلتك يا ابنتي ليست في القولون ولا وجع جسدك، ولكن مشكلتلك فيما عبرت عنه بالدفن!؛ فلقد دفنت نفسك يا ابنتي وأخذت قرارا بانسحابك وغيابك منذ صغرك وقررت ألا تكوني موجودة لرفضك لكل ما حولك؛ فانظري معي كيف ترين؛ فبلدك تكرهين انفلاتها الأخلاقي، ووالدك تكرهين تدينه المغشوش، وزملاؤك لا يحبونك ويستغلونك فقط، وزوجة والدك حتما تقوم بعمل سحر وشعوذة تقصدك أنت فقط، والحياة تافهة ولا يوجد طعم لهذا العالم!؛ فقررت أن تغيبي عن كل ذلك بالموت رغم حياتك!، ولكن اكتشفت أن غيابك بالوقوع في الاكتئاب والرفض والتلعثم الدراسي أصعب بكثير من وجودك وأنت رافضة!، فماذا ستفعلين؟
أرى أن أمامك خياران إما أن تظلي هكذا غائبة رافضة مريضة متألمة وحدك وتتمتعين بطفولة ممتدة في علاج مشكلاتك، أو أن تقرري الآن وفورا أن تكوني "موجودة" تعيشين الحياة رغم صعوباتها لتبدئي رحلة نضوجك؛ فلن يتغير العالم برفضك، ولن يتحول تدين والدك لسلوك أبوي حقيقي، ولن يخسر بلدك شيئا باستمرار تعثرك الدراسي؛ فلتبدئي رحلة نضوجك بإلقاء شماعاتك المعتادة التي تريحك بالرفض؛ فلا سحر ولا تعمد لكرهك، ولا شيء من هذا سبب حقيقي له أثر فيما يحدث لك؛ فرفضك بطريقة الطفل هو ما يجعلك في هذا المأزق النفسي الكبير؛ فلترفضي التسيب الأخلاقي بوضع قوانينك الخاصة لنفسك في الأخلاق، ولتلقي شماعة السحر والشعوذة في أقرب سلة مهملات بجانبك بأن تعودي لقدراتك الحقيقية في التفوق والتركيز.
فتركيزك ضعيف بسبب اكتئابك، والكتاب صار ثقيل الظل ليس بسبب ما يحتويه ولكن بسبب ما يملؤك من غضب ورفض وكره؛ فحين تقبلين غضبك وكرهك ورفضك بصدق وتعترفي به وتعلنينه بنضوج بلا طفولة غير مسؤولة ستجدين الكثير من التغيير؛ فالقبول لا يعني الموافقة، وحين تتذكرين بديهيات أوضحها لنا الله تعالى سبحانه والكثير من السيرة وغيره مما يملأ صدور المؤمنين المصدقين لله تعالى ستجدين أن حديثك عن عدم مغفرة الله وخجلك منه ليس له محل من الإعراب وأنه وهم كبير مثل الأوهام التي تريحك لتظلي في هذا المأزق!
فهل تصدقين الله أم لا؟؛ فتصديق الله تعالى ليس فيه مكان وسط؛ فنصدقه، أو لا نصدقه.. ببساطه شديدة ووضوح؛ فلو كنت مصدقة أنه هو الذي قال مرارا وتكرارا أنه الغفور الذي يغفر كل الذنوب فما هذا الذي تقولينه؟؟، أم هو سبحانه يقول أنه غفور ولكن لا يعني ذلك تماما؟!، أم يقول لكل إنسان أنه يغفر الذنوب جميعا كما قال لي ولك في القرآن في سورة النور من باب "المجاملة لبني البشر"؟!؛ فلتقفي وقفة ناضجة مع نفسك ولتكفي عن طفولة الأمس؛ وتذكري أن من خلقك وخلقني وخلق كل البشر هو من قال لك ولي ولكل البشر حين قرر سبحانه ألا نكون جبالا، أو عصافيرَ مثلا، أن لك قيمة، وأنك مهمة، وأنه يريدك متخففه من الأوهام والأشباح التي تخلقينها بنفسك داخل رأسك ليكون دورك في تلك الحياة واضحا وفارقا حين قال "ولقد كرمنا بني آدم"... فأي شخص أوصل لك رسالة غير رسالته سبحانه بأنك بلا قيمة ولا أهمية لن يستحق منك إلا "طظ"...
وكان من الممكن أن أتحدث معك الحديث المعهود لمثل رسائلك بأنك تعانين من اكتئاب واحتمال وجود درجة من الوساوس والبارانويا ومن الأفضل لك أن تتواصلي مع طبيب نفساني وهكذا، ولكنني رأيت غير ذلك، ورأيت أنك تتمكنين من دفع دثار الخوف والقلق والهم والغم حين تفيقين، بأن الله تعالى يحبك وأنك أنت من تتركين نفسك لأشباحك الذاتية ولا أشباح أخرى غيرها موجودة تؤثر فيك.. هيا انفضي الأمس, ومدي يدك لنفسك لتبدئي رحلة الشفاء.