هل التحدث معه حلال أم حرام ؟!!
أنا فتاة أدرس بجد ودراستي رقم 1 في حياتي تبقى، تعرفت على شاب متخلق ويحبني كثيرا وعلى استعداد ليخطبني. أمي تعلم بالأمر ولكنها ليست متحمسة للفكرة فهي تعتقد أني صغيرة وهذه الأمور لا يجب أن أفكر فيها إلى أن أضمن مستقبلي وأتحصل على وظيفة.
هو يشجعني على الدراسة والتفوق ومستعد لانتظاري شريطة أن نخطب بعد 3 سنوات فهل التحدث معه حلال أم حرام لأني حائرة، وشكرا مسبقا.
28/2/2015
رد المستشار
أهلًا بك وسهلًا يا "طيف"، وجعلك الله من المتفوقات دائمًا.
أحيي فيك طاعتك لأمك وعدم الجدال معها ومعاكستها في هذا الموضوع، فالخير كل الخير في طاعتها، فالكبار –وعلى الأخص الوالدين- يرون بخبرتهم الطويلة في الحياة وبمحبتهم، ما لا يراه الأبناء.
وبغض النظر عن الحلال والحرام، ليس من مصلحتك الاستمرار في الكلام معه طيلة ثلاث سنوات، هي أيام طويلة وفي كل يوم تتكلمان فيه سيزداد انشغالكما ببعضكما، وستأخذ علاقتكما حيزًا من ذهنك ووقتك وطاقتك النفسية، وهذا لا ريب سيؤثر على دراستك، من الطبيعي أن يرى المحب صورة حبيبه على صفحات الكتاب الذي يدرس فيه، ويطير بخياله نحوه، ونحو الذكريات والكلمات والمحادثات، من الطبيعي أن يرى صورته على السبورة، وفي وجوه الناس في الطريق!!
وقد تذكر عنترة بن شداد حبيبته عبلة أثناء المعركة والرماح تطعنه!! فأنشد:
وَلَقَد ذَكَرتُكِ والرِّماحُ نَواهِلٌ - مِنّي وبِيضُ الهِندِ تَقطُرُ مِن دَمي
فَوَدَدتُ تَقبيلَ السُيوفِ لأَنَّها - لَمَعَت كَبارِقِ ثَغرِكِ المُتَبَسِّمِ
وذكر "قيس بن الملوح ليلى العامرية" عندما رأى وفد الحجيج يطوفون بالكعبة، وقال:
ذكرتكِ والحجيجُ لهمْ ضجيجٌ - بمكةَ والقلوبُ لها وَجِيبُ
ثم يندر في مثل هذه المدة الطويلة، ألا تحدث بعض الخلافات في وجهات النظر، أو سوء تفاهم يجرح أحدكما، أو كلمة لا تروق للآخر، وهذا يوقع الطرفين في صراع بين قلبه وعقله، والصراع عذاب... لهذا إن كنت تحبين دراستك حقًا وتريدين التفوق، فعليك الصبر عن الكلام معه، وإبقاء صلته مع أهلك فقط بشكل رسمي، وإعطاء وعدٍ جادٍّ بالخطبة...
ولهذه المضارّ على شخصية الشاب والفتاة، ولتأثير الكلام قبل الزواج على أداء أنشطتهما، حرّم الله تعالى الكلام في الفترة التي بين الخطوبة والعقد (كتب الكتاب)، ولم يترك الأمر لحرية المتحابَّين ورغبتهما لأن الحب يغلب العقل!!
فلمحبة الله لكما حرّم الكلام بينكما، فالتفتي إلى دراستك واهتماماتك، حتى تنتهي بسرعة ويجمع الله بينكما على خير، عدا عن أنك في هذه الفترة ستزدادين نضجًا وفهمًا، ويصبح لعقلك دور أكبر في النظر إلى الأمور.
وفقك الله وكتب لك السعادة في الدارين.