أول حب
في البداية أحب أن أشكر هذا الموقع العظيم الذي أتاح لي الفرصة لكي أعرض مشكلتي لكم بدون أي خوف أو إحراج فشكرا لكم أساتذتي.
في البداية وكأي قصة حب تعرفت على فتاة أصغر مني وبدأت أتحدث معها وأحب بعضنا البعض, قلت لها إنني أريد أن أتزوجها وأنني لا أريد بها سوء وأريد كما يقولون (أدخل البيت من بابه) قلت لها أن تقول لأمها وإخوتها عني لأني لا أريد أن أفعل شيء من وراهم وأريدهم في الصورة، وبالفعل قالت لإخوتها ورحبوا ولم تقل لوالدتها, قالت لي انتظر فترة, أنا أعلم أن سني صغير للخطبة ولكني وددت أن أعلمهم أنني لست شخص سيء وأني أريدها في الحلال.
بعد ذلك سارت الأمور طبيعية, بعدها مشاعري تجاهها تغيرت وذلك لأنها مملة جدا ولا تتحدث معي كثيرا ووددت أن أتركها ولكن لم أستطع لحبي لها الشديد، إنني لم أكن أتوقع أني أحبها كل هذا الحب بعد ذلك, دخلت هي الجامعة أول سنة شعرت بأنها بعد ما دخلت الجامعة بدأت تتغير وبالفعل تغيرت فجأة وقالت لي إن مشاعرها متخبطة وإنها لم تعد تحبني مثل ما أحببتني زمان، قلت لها إنى أحبها جدا ومستعد لفعل أي شيء لها ولكن هي بادرت بالسكوت، المهم تركتها.
جائت وبعثت لي برسالة بعدها تطمئن علي, فرددت أنا برد بارد وثقيل لأني كنت غاضبا مما فعلت، المهم لم ترسل أي رسالة بعدها فأرسلت أنا رسالة لأطمئن عليها وردت وقلت لها هل نعود سويا؟ قالت إن مشاعرها مازالت متغيرة فقلت لها لماذا أرسلت لي تطمئن علي ومازلت مشاعرك متغيره؟
قالت لي لأنك وحشتني, استغربت هذا الكلام وقلت لها هل تحبي شخصا آخر؟ قالت لا وقسمت لي وقالت الدليل أننى أتحدث معك الآن، قلت لها إن مشاعري تغيرت في أول العلاقة وأن مايحدث معك حدث معي ولكن الفارق أنني لم أتركك وكنت متمسك بك, قالت لي فعلا جائز تكون مسئلة وقت.
المهم حاولت معها بكل الأساليب حتى تعود ولكن هي قالت لا أريد أن أظلمك معي وأنا أتحدث معك الآن بسبب أنني أشعر بالذنب, نزلت هذه الكلمة علي كالصاعقة وأوقفت المحاولات بسبب هذه الكلمة وقطعت كلام ومر شهر وهي لم ترسل لي رسالة, وأنا أتعذب وأبكي برغم شخصيتي القوية المعروف بها, أبكي وأنا لم أتوقع في حياتي أن أبكي على قصة حب.
بعد ذلك نصحني إخوتى بأن أنساها ولكني لا أستطيع, يتوارد في ذهني أمور شتى, هل أحاول مرة أخرى؟ هل مشاعرها ستتغير وتأتي لي؟ أم أغلق الصفحة وأنساها وأنا لا أعلم لماذا تغيرت بدون سبب؟ هل سفرها لجامعة في القاهرة وهي أول سنة في الجامعة جعلها تتغير؟ هل دخولها في مجتمع متغير جعلها هكذا؟
سألتها كل هذه الأسئلة وهي قالت لا أعلم لماذا تغيرت مشاعري.
وأنا هنا تائه, هذه العلاقة أثرت في تأثيرا رهيبا وأحزنتني حزنا رهيبا لدرجة أن ضغطي اترفع لمدة أسبوع ولا أستطيع المذاكرة بسبب التفكير. اتجهت للصلاة لكي أرتاح ولكن لا أعلم ماذا بي.
مع العلم أنني لا أراها وأنا في العلاقة كثيرا, بل قليلا ما أراها, هل أحاول مرة أخرى أم أنسى؟
لا أدري ماذا افعل!!!
31/03/2015
رد المستشار
عزيزي "Mortada"؛
أهلا بك وأتمنى أن أستطيع مساعدتك، قرأت رسالتك عدة مرات ووضعت يدي على بعض النقاط التي قد تقدم إجابات لأسئلتك وحيرة قلبك وعقلك. وأنت بالفعل قد أجبت على بعض أسئلتك ولكنك لا تحاول مواجهة تلك التفسيرات. تغير فتاتك بعد دخولها عالم جديد بالفعل أثر عليها. ذكرت أنت أنك أيضا مررت بفترة تغير ولكنك لم تتركها فلماذا تركتك هي؟ لكنك لم تلاحظ اختلاف الأسباب، ففي حالتك كان السبب إحساسك بالملل وأنها لا تحادثك كثيرا، بمعني أنك كنت تريد المزيد من التواصل بينكما، أما هي فتغير مشاعرها كان نتيجة دخولها عالم جديد، بالتالي السبب هنا معاكس تماما لما حدث لك.
عزيزي قد تندهش عندما أقول لك أن تلك المشاعر التي كانت تشعر بها فتاتك ليست حبا، والتوصيف الأقرب لها أنها (تعود) بجانب الانجذاب لمشاعر وطقوس الحب خصوصا لو كانت أول مرة. وقد اعتدنا على أن نطلق مسمى (الحب) على أي مشاعر قد تتواجد بين شاب وفتاة رغم وجود العديد من المشاعر الإنسانية الأخرى كالارتياح، التعود، التآلف والكثير من المشاعر الإنسانية المتعددة التي هي من ضمن عناصر الحب ولكن وجود إحداها لا يعني وجود حب حقيقي وصادق.
وعندما تغيرت البيئة المحيطة بفتاتك ودخلت عالما جديدا، تغير محيط تعاملها، معدل انشغال وقتها، جميع ذلك نتج عنه تحجيم لوجودك بحياتها معنويا (التعود والارتياح والمساحة المخصصة لك) وماديا (المساحة المخصصة لك من وقتها وعقلها) مما نتج عن ذلك إحساسها (متخبطة وانها لم تعد تحبنى مثل ما احببتنى زمان). والدليل على ذلك عندما أرسلك لك رسالة تطمئن عليك وبذات الوقت أخبرتك أن مشاعرها لا تزال متخبطة وغير واضحة، وهي صادقة في ذلك فرسالتها لك هي رسالة من صديق لصديق يهتم لأمره، ويشعر تجاهه ببعض من الذنب وليست رسالة حبيبة لإنسان تشعر تجاهه بالحب. وأتوقع أن تجد منها رسالة بعد فترة لأنها بالفعل تحمل لك مشاعر تعود وارتياح ولكنها لم تصل لمشاعر الحب التي تجعلها تحتاج إليك بكل لحظة ولكن كليكما لا يعي ذلك وأن العلاقة من الأساس هي تعود أو تآلف أو ارتياح على الأقل من جانبها.
والآن ما الحل؟ أعي تماما ما تمر أنت به من عذاب وألم ولكن عليك مواجهة الواقع، وأول سطور ذلك الواقع أن تقتنع تماما أن تلك المشاعر منها لم تكن حبا، الحب لا يتغير مهما تغيرت العوامل المحيطة به، ثانيا اتخاذ كافة الخطوات (العملية) للخروج من دوامة تلك القصة، البعد التام عن مراقبتها، محاولة التواصل معها، اتخاذ قرار صادق بغلق تلك الصفحة تماما، والأهم من جميع ذلك عليك (بالاستغفار) قد المستطاع، إذا رغبت بقوة التخلص مما أنت فيه الآن من هم وحزن وتخبط فعليك بملازمة الاستغفار طوال اليوم بجميع الأوقات وكل الظروف، فالاستغفار يذهب بالهم والحزن، الاستغفار من أسباب استجابة الدعوات وراحة القلب والنفس، الاستغفار بنية طلب المغفرة وكذلك أن يرفع الله عنك الهم ويلهمك الصواب، وأن ينير قلبك وبصيرتك للصواب، وأن ييسر لك ما فيه الخير لك. وبصدق فإن ملازمة الاستغفار من أهم وأول خطوات مواجهة العديد من عثرات الحياة بجانب الخطوات والإرشادات العملية وكانت النتائج كمعجزات من الله وحتى بمثل حالتك وسوف تلاحظ الفرق أسرع مما تتخيل.