هل أنا طبيعية؟
ليس لدي ثقة إذا كنتم ستفهمون ما أقوله أم لا لأن ذاكرتي جدا ضعيفة ولدي صعوبة في التعبير عن نفسي لأني بصراحة لا أستطيع أن أحدد ماالذي أنا عليه أو ما الذي أشعر به في الحقيقة باختصار أجهل هويتي، لذلك سأسرد كل شيء عن طريق نقاط سأحاول قول كل شيء.
- تعرضت للتحرش من عمي وأنا تقريبا في سن 12 أو 13 لا أذكر بالضبط كان يجلسني بجانبه ويعرض علي مقاطع خليعة ويجعلني ألمس عضوه التناسلي ويعلمني أشياء عن هذا الموضوع وأنا أنصاع كنت أخاف أن أرفض لكن أحيانا أتقرف من المقاطع اللي أشوفها وكنت أتهرب منه بكل الطرق.
- أعاني من العادة السرية من سن المراهقة واستمرت معي إلى اليوم وأنقطع فترة وأرجع لم أستطع تركها مع أني تبت مرات كثيرة وكأنها آخر مرة لكن لا أعلم لما لا أستطيع الالتزام بتوبتي بالإضافة إلى أني أصبحت أشاهد المقاطع الإباحية واتجهت إلى مقاطع شذوذ خاصة بالأولاد ومقاطع كأنها اغتصاب وأتخيل أني ولد وأنه تم اغتصابي أنا أكره ما أنا عليه لكنها تثيرني.
- أمي وأبي كانت علاقتهم مستقرة وأبي كان يوفر لنا كل شيء تقريبا لكن فيه عيب واحد فيه وكنت أخاف منه بسبب هذا الشيء وهو أنه كان عنيف إذا أخطأ الواحد منا كان إذا عاقب أخي الكبير وأختي الكبيرة كنت أخاف منه وأخاف أن يعاقبني أخاف من نظراته حتى، أبي تزوج على أمي بأخرى وعمري 14 سنة تقريبا بعدها تغيرت معاملته كثيرا كانوا أمي وأبي يتقاطعون فترات طويلة وبين فترة وفترة يخلق أبي مشكلة كبيرة للعائلة مع العلم أنه يكون جيد في فترة ما ويصبح سيء في أخرى إذا تغير أبي فجأة وأصبح عنيف سيء ويعتدي على أمي أو علينا ويحاول خلق المشاكل في هذه الفترة ويقطع عننا المصاريف والطعام يصبح ضدنا فهذه الفترة أصبحنا معتادين على حالته هذه وكل مرة وأمي ستنفصل عنه وأفرح لذلك وفي النهاية لا تفعل.
- أنا كبرت وأصبح لي عالم خاص أهرب من المشاكل ولا أحب التدخل وأخاف أن يصبح أي شخص ضدي أصبحت أخاف من أي شخص يصرخ أو يخاصم وأذهب إلى أي مكان بعيد لأجل أن لا أسمع شيء ولم أعد أهتم بأي شيء يصير بالبيت لو ينحرق البيت ما اهتميت ولم تعد تهمني أي أخبار عن أهلي وأصبحت بالنسبة لهم نفسية ولا مبالية ونكدية مزاجي صار متقلب بشكل كبير يعني أكون رايقة بقوة بعدها أصير حزينة وأبغى أبكي وأطلع من المكان اللي أنا فيه أقرر قرارات كثيرة بعدها أكنسل كل شيء أتفق أني أطلع مع أحد فيوم ويجي هذا اليوم ما أبغى أشوف وجهه وأكنسل بأي عذر مع العلم أني كنت ألتزم بالمواعيد وما تجيني هالقلبات.
- كنت إنسانة مثالية في البيت كنت أساعد أمي بكل شيء وألبي كل طلبات أبي كنت البارة فيهم وكانوا يشهدوا لي أقاربي في هذا الشيء بس لا أعلم متى تغيرت وأصبحت لا أتعاطف مع أي حدث حتى لو مات شخص ما فأنا لا أستطيع البكاء بل أشعر أحيانا برغبة في الضحك وحتى لو أمي مرضت أحس أحيانا إني فقدت أحاسيسي تماما لكن الغريب أني إذا شاهدت فيلما أكتشف أني عاطفية جداً وكأني لا أعيش في الواقع.
- عندي عادات غريبة وأتصرف تصرفات غريبة أحيانا أمشي وأدور في البيت بدون هدف وأقلب يدي وألويها، أحرك جسدي وأقدامي بطريقة غريبة حتى أن أهلي يقولون لي حركاتك غريبة وكأن هناك مرونة فيه ماذا يعني ذلك؟
- تجتاحني نوبات بكاء بدون سبب وأصبح كئيبة ومملة، أبتعد عن الأشخاص وأفضل أن أجلس لوحدي بالأخص الأشخاص اللذين أحبهم لا ادانيهم هذه الفترة ولا أريدهم ويستمر لعدة أيام ولا أحد أو أنا يفهم السبب.
- أردت أن أذكر أن لي علاقات وتعرفت على أناس كثير لكني انقطعت عن كثير منهم بدون سبب وأبحث عن أعذار لأبتعد عنهم مع أنهم لا يكونون أشخاص سيئين أحيانا أحب أن أتعرف على الشخص باندفاع وأعطيه اهتمام كبير ومكانة كبيرة بحياتي وأعزه كثيرا ولاحقا أمل منه ومن علاقتي به وأقرف أحس بشعور أني مقيدة به وتدريجيا أتركه وأتحاشاه وهذا دهور علاقاتي بس هذا أصبح طبع مستأصل فيني.
- هناك شيء لم أذكره وهو أني كنت أصاب بنوبات عبارة عن (صعوبة في التنفس وفقدان توازن وتسارع في نبضات القلب وإعياء وقتها أنفجر من البكاء بدون سبب ولا أستطيع الجلوس في نفس المكان) وكل يوم أكره نفسي أكثر وأبكي بدون سبب وانطويت على نفسي وفسروها بأنها عين ولم أرتاح حتى أجلت دراستي ولكن لم يكن ذلك نهاية كل شيء أصبت بالملل الشديد وإحساس بفقدان الهدف والفراغ.
- الكلام في الأعلى كان لتوضيح نبذة من حياتي لكن ما أريد أن أستفسره عن شخصيتي في الوقت الحالي، أنا بطبيعتي أتعلق بالشيء بقوة ثم أمل منه ولا أعود إليه أبدا وأحيانا أعود بفتور، أكره النقد كثيرا وأتحسس منه أما الآن فأنا أنتقم من نفسي إذا شعرت بالنقد كما لو أنني المخطئة ولو كان تافهاً أصبحت إنسانة كثيرة النسيان واستعيابي بطيء وأحيانا يكون متأخر وأفعل شيء وأنا لا أعلم لما أفعله إذا تكلم معي شخص يسألني لماذا أنا مشتتة، بسبب أني لا أستطيع أن أتابع معه موضوع لفترة طويلة وأنظر من حولي كثيرا.
أصبحت قلقة ومترقبة وخائفة بدون سبب وتجتاحني نوبات عبارة عن (صعوبة في التنفس وفقدان توازن وتسارع في نبضات القلب وإعياء وقتها أنفجر من البكاء بدون سبب ولا أستطيع الجلوس في نفس المكان) هي التي أصبت بها سابقا إضافة إلى أني أتمنى المرض بشدة سواء بحادث أو غيبوبة وأصبحت أفكر كيف أؤذي نفسي أصبحت أريد بشدة إيذاء نفسي بأي طريقة لدرجة أني جرحت نفسي ولكن في نفس الوقت كنت مترددة لأني أخاف من الآلات الحادة في بعض الأحيان أسبب لنفسي كدمات وتارة أحرم نفسي من الأكل أو أضرب رأسي بالجدار على أمل أن أفقد الذاكرة أو أنزف أيضا أحاول كسر رقبتي وبسبب ذلك تشنجت وأصبحت تؤلمني كثيرا.
وقد حاولت الانتحار أكثر من مرة وتجرعت كميات كبيرة من الأدوية بدون تفكير والغرض أن أتألم منها أو أنتقم من نفسي في الغالب ولكن لماذا؟ لا أعلم هل أتصنع هذه التصرفات أم أني أفعلها بدون أن أفكر! أشعر بالوحدة والفراغ وكأن هناك حزن دفين وعميق أيضا أصبحت لا أهتم بالدراسة ولا أفكر بالمستقبل وماذا سيحدث وتأتيني أفكار عدوانية أني سأعتدي على الجميع أو سأتمرد أو شيء من هذا القبيل أهرب من دروسي كثيرا لأجلس في السطح لوحدي أخاف الدخول إلى الفصل أهرب من الجميع أشعر أني محط سخرية للجميع إنهم يظنون أنني غبية ويضحكون علي حتى ولو لم أرهم أشعر بذلك أحس بالحزن كثيرا لكن لا أستطيع البكاء وفي بعض الأحيان لا أحس بشيء فقط عدم ارتياح وملل أو ربما استمتاع مؤقت ولم أعد أهتم بنفسي أبدا ولا بأشيائي ويرافقني شعور دائم بأني لست طبيعية أو أني غريبة بينهم ولا أشعر أني أنتمي إلى هذا العالم ووجودي أو غيابي لا يخلق فرق عن أحد.
- أحب أن أذكر أنه أصبح يأتيني صداع كثيرا وضغط في رأسي وأذني وظهري ورقبتي تؤلمانني ووخزات تتنقل في جسمي وأحس بالنعاس كثيرا ولكن عندما أريد النوم لا أشعر بالاسترخاء أبدا.
- هناك الكثير لم أقله لا أعلم ماذا أقول فهنالك الكثير لدرجة أني لا أستحضر الكثير منه، أصبحت مرهقة من التفكير من نفسي من التزاماتي التي ضربت بها عرض الحائط ومنها دراستي الشيء الوحيد الذي أبحث عنه هو الراحة الداخلية أريد أن أشعر بالاسترخاء والاطمئنان بأني كالآخرين، في أحيان أخرى تأتيني أفكار أني أتصنع كل هذا وأنني أريد أن يكون بي خطب ما.
- آسفة على طول الاستشارة أردت أن أقول كل شيء لأحد ما بدون أن ينتقدني على سلوكياتي الخاطئة أو يتهمني بالمبالغة والتهويل لمرة واحدة: ما مشكلة غرابتي وسلوكياتي أنا لست طبيعية البتة؟ هل بي مرض نفسي؟ مع العلم أني ذهبت قبل أسبوع إلى الطبيب شخصني بالقلق والاكتئاب البسيط منذ دخلت الجامعة وأنا في حداد مع نفسي أظن أنني أصبت باضطراب التكيف.
13/10/2016
رد المستشار
أختي الكريمة "أ. لميس" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تمنياتي لك بموفور الصحة والعافية؛
أعتقد وبعد قراءة شكواك لمرات عديدة أنك الآن تعانين من ذلك المرض الذي يدعى "الاكتئاب". ذلك الوحش الذي يجثم على صدر ضحيته فيحيله من إنسان حي إلى إنسان ميت حتى وإن كان يتنفس ويسمع ويرى. إنسان حزين بائس لا يتذوق شيئا من متع الحياة لا يضحك لا يبتسم وربما لا يحزن ولا يشعر بالتعاطف ينعزل ينزوي يذيل يفقد اتصاله بالعالم والناس والحياة يتمنى الموت ويسعى إليه بنفس الدرجة التي يصارع غيره على الحياة، يشعر بمحدودية قدراته فلا انتباه ولا تركيز ولا قدرة على الحسم واتخاذ القرارات، لا يشعر برغبة في العمل وربما عدم القدرة أيضا، لا يتذوق النوم حتى وإن وصل الليل بالنهار نوما ولا يجد للطعام مذاقا فيزهد فيه حتى يفقد اللحم والشحم.
لو أضفنا إلى كل ذلك الشخصية الحدية أو البين بين وهي شخصية متقلبة المشاعر وبسرعة مذهلة بين القبول غير المشروط للأصدقاء والأحبة ثم وبدون مقدمات البغض والنفور الشديد منهم إلى جانب التهور والانفعالية الشديدة وما يمكن أن يصاحبها من ميل شديد لمعاقبة النفس حتى الإيذاء، فما من شك أنك تعيشين أياما وربما شهورا من الالم والمعاناة النفسية الشديدة.
نصيحتي لك كما هو الحال لمن هم مثل حالتك لا تترددي احسمي قرارك، هذا مرض له أعراض وله علاجات عديدة مجتمعة ومنفردة ولها نتائج معتمدة ومعروفة، كل ما عليك هو اتخاذ القرار وعقد النية الصادقة والاعتماد على خالقك ثم اختيار المعالج النفسي الذي سيقرر بأيهما يبدأ هل هي الأدوية المضادة للاكتئاب أم العلاجات السلوكية المعرفية أم كليهما في نفس الوقت.
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتكم، وأن يصلني خبر تعافيكم في القريب العاجل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
واقرئي أيضًا:
مرض الاكتئاب
الحواجز المانعة للشفاء من الاكتئاب
الشخصية الحدية
العلاج الجدلي السلوكي، التجربة المصرية