مش فاهم أنا ليه بضيع نفسي كدة
أنا طالب 3 ثانوي والدي مهندس ومسافر ومن قبل ما تبدأ الدراسة وهو واعدني أني لو جبت مجموع ودخلت هندسة هيشتري لي عربية, وبعدها طلبت منه أني لو دخلت هندسة يخطبلي واحدة بحبها وفعلا وافق بس كان شرطه هندسة, وعدت الشهور الأولى وأنا مش بذاكر ووالدتي مش بتقولوا على حالي ومش عارفة تعمل معايا إيه ولا أنا عارف أعمل لنفسي إيه والمدرسين كلهم بيقولوا إني ذكي جدا وحرام اللي بعمله في نفسي, لدرجة أن أستاذ قال لي أني لو كنت ابنه كان ساب كل حاجة وقعد لي كنت هحبه أكتر, وواحد تاني قال لي والله أنت لو ماجبتش مجموع عالي ودخلت هندسة يبقى حلال فيك إنك تنضرب بالنار في عز الظهر حرام عليك مخك حلو ماتضيعش نفسك, مفيش حد مانصحنيش كله نصحني ده غير إني حتى من غير نصايح المفروض عشان العربية والخطوبة حتى أعمل عشانهم.
أنا مش عارف مالي وساعات أفوق وأشد حيلي هما 3 أيام أطول فترة ذاكرتها وبعدها أرجع أوحش من الأول, وكل بداية شهر أقول لا أنا هشد حيلي ومابعملش حاجة, ومش عارف ليه لدرجة أن المدرسين بمعنى أصح رموا طوبتي يعني خلاص عرفوا إني فاشل وتافه وبضيع نفسي فخلاص ملوش لازمة الكلام معايا, بقيت أسهل حاجة عندي أغيب من الدروس حتى أهم الدروس زي الرياضة بطنشها عادي, وساعات أقعد أذاكر للدروس وساعات أكتر لا, لغاية ما جه يوم جمعة وقررت أني آخده أجازة من كل حاجة أنسى أني في 3 ثانوي وأنسى كل حاجة وأبدأ بجد من السبت, وأدي يوم الثلاثاء جه وأنا مش عارف مالي الحالة بقت أسوأ فعلا بداية من إن في البيت بتحصل حاجات غريبة أجهزه بتبوظ من غير حاجة, ومج يتقسم نصفين وهو مكانه,
وأنا كل ما أشوف الكتب قلبي يتقبض وأتعب ومقضي الأربع أيام اللي فاتو نايم مش عايز أقوم أنام وأصحى نعسان وأنام تاني, أنا الحمد لله محافظ على الصلاة على قد ما أقدر, ومابحبش ومش بصدق حكاية أن الحسد ممكن يكون سبب, بس فعلا أنا الناس فاكراني إني زي زمان أيام ابتدائي وإعدادي الواد الذكي أشطر واحد اللي دايما اسمه مش مفارق ال 10 الأوائل, وكله عامل إني خلاص داخل هندسة زي بابا ومحدش بيصدق اللي أنا فيه وبيفتكروني بتخابث عليهم, فمش بحكي لحد خصوصا أن أولاد أعمامي كلهم دخلوا كليات عادية جدا وكان حلمهم كليات قمة, والأصغر مني مجابوش مجموع ثانوي ودخلوها منازل ومش ماشيين حلو في الدراسة بيطلعوا بملاحق كل سنة وبينجحوهم بواسطة فكله حاطط عينه على إني فالح مع إني بقيت عكس كده.
أنا دخلت في شهر 12 دلوقتي وامتحاناتي آخر 5 وحاسس إني خلاص فشلت ومش هنفع ومش عايز أقسم ولا هقسم وبقيت آجي أروح الدرس أقول (هي كده كده خربانة) أنا مش لاقي حل
ومش عارف أعمل إيه؟
5/12/2016
رد المستشار
بالتأكيد لن تتصور أنك أجبت عن استفسارك عما يحدث معك في معركة الثانوية العامة دون أن تدري!؛ فالثانوية العامة لدينا تحديدا مشكلة نفسية بجدارة قبل أن تكون مشكلة دراسية!؛ فانظر معي على حجم الهم الذي تحمله على ظهرك وتحمله بجهد جهيد كل مرة تقترب فيها من المذاكرة دون أن تعي!؛ فوالدك غائب ويحملك مسؤولية "فرحة عمره" وثقته فيك التي ستجعله في السماء، أو ستهوي به في سابع أرض!، وهم وغم المقارنة التي أوقعوك فيها دون أدنى ذنب بسبب عجزهم عن الوصول حتى للثانوية العامة!!؛ فكلهم لم يحققوا حلمهم الذي لم يبذلوا له جهدا حقيقيا ليحققوه وينتظرونك جميعا أن تكون بدلا منهم بتبجح مغلف ببطولة يلقونها عليك!، وإن لم يحدث ستكون فاشلا أنت أيضا وبالمرة سيشعرون بخيبة الأمل الموجعة تتجدد عليهم!، وحتى ما يأخذ شكل التشجيع، والانبهار، والرجاء والأمل فيك هو يحمل في باطنة تأنيبا، ولوما، وإشعارا فظيعا بالذنب!!؛
ناهيك عن جريمتنا النكراء في جعل الثانوية العامة هي "المصير"!، وهي مفترق الطرق الذي إن خاب ضاع البشر، وإن أصاب كان الحظ والاستقرار، والسعادة زيفا!!؛ فلا آدمية، ولا تعليم حقيقي، ولا مستقبل بصدق، ولا شيء، وفي طي تلك الجريمة لم نعرف أنفسنا، ولا ماذا نريد، ولا من نكون!!، ومطلوب أن تقرر مصيرك المزعوم!؛ فكيف لك مع كل هذا أن تشعر برشاقة وراحة فيما يتعلق بالمذاكرة، والدروس؟؟؛ فلا تتصور أن ما حدثتك عنه لا وجود له بداخلك؛ فأنت تحمله في قلبك، وعلى ظهرك طوال الوقت، وتئن من ثقله في كل وقت تتشابك فيه مع دراستك دون أن تدري!.
والسؤال الآن...ماذا عليك أن تفعل؟، وأقول لك إن أردت بصدق أن تتحرر، وتكون أنت كما أنت ليس فقط في مساحة الدراسة بل في كل مساحات حياتك فلتعي هذه النقاط بوضوح:
- أنت لست مسؤولا أبدا عن تحقيق أحلام أي إنسان مهما كان؛ فوالدك، وأهلك، لهم حياتهم، وملامحهم، وأحلامهم وأنت لست الأداة التي تحققها؛ لأنك موجود بكيان، وأحلام تخصك أنت..أنت وليس هم.
-التحرر التام من مشاعر الذنب، والخزي، والتقصير الشديد؛ فعلميا حين يزيد عن حده يتحول لبلادة وتبلد، وهروب في شكل نوم، وإدمانات متنوعة!؛ فهروبك هو عينه غرق شديد في الإحساس بالذنب، والتقصير الذي تحمله دون أي لازمة!!.
-النجاح الحقيقي ليس له "نوع" دراسة، ولا "اسم"؛ فالنجاح حقيقته هو أن تضيف لنفسك، ولمن حولك في أي مجال؛ فكم من مهندسين فشلة عديمي القيمة، وكم من صانع، أو رياضي، أو عامل، أو محامي، أو تسويقي ناجح مضيف لنفسه، ولغيره.
- مجتمعنا مريض بجدارة؛ يحمل قشور المعاني، ويجري نحو المظهرية الحمقاء بلا أي محتوى حقيقي إلا من رحم؛ فلا تكن من الحمقى.
-ذاكر فقط..دون أن تفكر في كل ما يحملونك به بالتلميح، أو بالتصريح، ولا تحمل على ظهرك هموم وأحلام غيرك فهي ليست أنت... تحرر... تحرر من هذا الغم، وصدق أنك تفعل ما تريده أنت فقط حتى لو كان الحصول على مجموع كبير فعلا، ولكن سيكون حلمك أنت فتقبل عليه بلا هم، ولا غم...
وأخيرا...حديثي هذا إما سيكون نقطة فارقة لديك تجعلك تتحرر من كل ما لا يمت لك بصلة إن كنت "جدع مع نفسك وتقدرها"، أو سيكون مكانه سلة مهملاتك؛ لأنك لا "تستجدع مع نفسك"؛ فالاختيار لك، وأقترح عليك قراءة هذه الروابط وغيرها كأداة مساعدة بجانب ما أوضحها لك على رأسهم مقالة د. محمد المهدي: الثانوية العامة مرحلة دراسية أم أزمة نمو؟
- المذاكرة بين المستوى والمجهود
- كيف أذاكر مواد كثيرة في وقت قصير؟ مشاركة
- كثرة النوم والمذاكرة