وسواس البيدوفيليا والشذوذ.. طمئنوني وساعدوني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله أيها الأساتذة والاستشاريين الفضلاء، أستعين بكم بعد الله لتقدموا لي المشورة وجزيتم خيرًا على هذه الجهود الجبارة.
أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنة، وحيد أبويّ والحمدلله العلاقة معهما أكثر من ممتازة ولم يقصّروا معي بشيء جزاهم الله خير ولن أستطيع أن أوفِي بحقهما شيئاً مهما قدمت..
أكتب لكم وأنا قلق أو موسوِس هل أعاني من الشذوذ الجنسي أم لا؟؟؟
لن أقول بأني متدين فإني لا أرقى لهؤلاء العِباد الصالحين ولكني أسعى للمحاظة على واجباتي الدينية ومحافظ على صلوات الجماعة في المساجد، وبصفتي اجتماعي وأحب أن أخالط الناس فأنا دائم الحضور في مختلف الفعاليات الدينية ولله الحمد...... كلّنا مقصرون.
كنت أعاني من فعل العادة السرية، ولكن انقطعت منذ 7 أشهر تقريباً بعد معاهدة الباري، بإستثناء مرة واحدة في الفترة الفائتة خذلتني نفسي فيها للأسف.
قصتي تبدأ منذ سنوات المراهقة الأولى أي في المرحلتان المتوسطة والثانوية، عندما كنت أبحث في الإنترنت على فترات متقطعة عن مقاطع للأولاد الجميلين والوسيمين، ووجدت نفسي استثار من ذلك،
وبدأت أفعل العادة السرية بين الفيْنة والأخرى بسبب التخيّل أو بسبب تلك الصور والمقاطع المنتشرة للأولاد والأطفال على الإنترنت... وكنت في كل مرة أعزم على عدم العودة لهذه العادة لكني أخفق.
في ذلك للأسف الشديد... لا أدري أهذا الحب للاستطلاع كان بسبب أني وحيد أهلي وأشعر بالوحدة في المنزل أحياناً وكنت أحزن لأنه ليس لدي إخوة أو أخوات صغار يشاركوني في المنزل، ولكنني أحمد الله على كل شيء فنحن لا نحمد ولا نشكر للأسف.
كنت استثار من مقاطع التقبيل بين الأطفال الذكور والأطفال الإناث.... وأشاهد مقاطع للأطفال والأولاد الجميلين الذكور وبعضها يكونون مكشوفي الجسم كمقاطع لبعض الأحلام
(طوال هذه الفترة لم أشاهد أي أفلام إباحية سواء أكانت العادية منها أوالمثلية) فحتى لو كنت عاصياً بفعلي العادة المقينة لكني لم أصل لمشاهدة هذه المناكر.... حتى مقاطع افلام الحب والجنس الأجنبية المنتشرة بشكل كبير لا أشاهد اياً منها ... بل امتعض إذا رأيت / أو شاهدت فيديو لامرأة بلباس فاضح وغير محتشم وأسعى لغض البصر عن ذلك.. لذلك ربما لم تتهيج شهوتي بسبب النساء مرة.
بالرغم من اضطرابي هذا لم أعتدِ في يوم من الأيام على طفل ... وأخاف حتى من التفكير في ذلك!!! ولا أسعى لا من قريب ولا من بعيد لإقامة أي علاقة مثلية أو غير سوية مع أياً كان.... فتلك تعتبر الكارثة الكبرى ..
في أرض الواقع، كنت أحب أن أُقبّل ابن خالتي الولد الجميل (أصغر مني بستة سنوات) ولم يكن يمانع ذلك لأني كنت أحب أن ألعب معه.. ولكني بعض الأحيان (3 مرات) تتهيج لدي الشهوة ويخرج مني المني بسبب ذلك ... ولكن لم يتعدى ذلك التقبيل ولم أعد أفعل ذلك.... وأحب أن أنظر للأطفال الجميلين لكني لا أعتدي أو أؤذي أحدًا.ً
أنا اجتماعي وأصدقائي كُثر والحمدلله .... علاقتي بالجميع رائعة.... علمًا بأني لا استثار أبداً إذا قبّلني أصدقائي أو الرجال أو محارمي فأنا لا أحمل أي ميول مثلية شذوذية أو غيرية غير سوية.
أشعر بأنني أعاني من نقص عاطفي أو نوع من أنواع الكبت _لا أعرف_..... وإلا ما الذي يفسر انجذابي العاطفي ..... (واستثارة شهوتي) بالرغم من أني لا أحمل أي بوادر للاعتداء على الأطفال.
فحتى بعد ترك العادة المشؤومة وإن شاء الله إلى غير رجعة.... أستثار إذا رأيت صورة ولد أشقر جميل. !
في الختام ..... أذكر بأني كنت أعاني من الوسواس القهري في الوضوء والطهارة والصلاة منذ بداية بلوغي .... أي منذ 7 الى 8 سنوات .
فكنت أعيد الصلاة دائما وأشكك في كل صلاة هل أنها صحيحة أو لا .... بالرغم من أني كنت صغير السن على هكذا وساوس !
ولازلت أعاني من الوساوس خصوصًا وساوس الطهارة لا تنتهي ..... لكن الحالة الوسواسية ككل خفّت بشكل كبير بسبب نصائح بعض أساتذتي وشيوخي في تخفيف حدة هذه الوساوس .... جزاهم الله خيرا.
ما تشخصيكم أيها الكرام الأطياب على حالتي وماذا تقدموا لي من نصائح .... هل أعاني بالفعل من كارثة اضطرابية كبرى ومريض بالبيدوفيليا أم أنا موسوس؟؟؟
لا يخفى عليكم بأني أفكر وأسعى للزواج بعد إكمال دراستي الجامعية إذا قدّر الله عزَّ وجلَّ وكتب لي عمرًا .... فحاليًا لا أستطيع بسبب تركيزي الكامل على دراستي وأن أتخرج
بمعدل يرفع الرأس وبكفاءة عمل ممتازة... لكني خائف جداً (من الآن) من عدم استثارتي للنساء وإقامة علاقة زوجية ناجحة لأنني ربما أعاني من هذا الاضطراب ... إلا أني أرغب بأن أرتبط بفتاة ذات جمال وأخلاق وأن أكوّن أسرة إذا شاء الله عزَّ وجلَّ ..... وأن يكون لدي أسرة وأطفال لأني أحب الأطفال ويرق قلبي لهم..... وكذلك أسعد أمي وأبي كي يعمر بيتنا الهادىء إذا شاء الله تعالى ذلك.
أتمنى منكم تقبل رسالتي وسامحوني إذا أزعجتكم بالإطالة ..... أرجوكم طمئنوني وقدموا لي المشورة فأنتم أهل لذلك
غفر الله لنا ولكم ... دمتم بألف خير
3/11/2017
رد المستشار
تغرق يا ولدي في زيف كبير منذ سنوات!! وأعلم جيدا أن حتى تلك اللحظة التي تقرأ فيها ردي عليك لم يكن لديك الوعي الكافي، أو القدرة على رؤية ما تحت السطح كما هو؛ فأنت كنت طفلا وحيدا، وكنت خاضعا لدرجة "تدين" كبيرة في بيتك أغلقت عليك منافذ الحياة الطبيعية بصرامة لا تتخيلها؛ فمن المؤكد أنك كنت "الكنز" الذي يريد والداك أن يحافظا عليه، ويحسنان صنعا معه؛ ليكون أكثر قيمة، وثراء من وجهة نظرهما؛ فمن حيث أرادا أن يستثمرا كنزهما للخير عزلاه عما كان يحتاجه هو!
فلقد كنت تحتاج ممارسة حياة الطفل بتلقائيته، وأخطائه، واندفاعه، وتعبيره عن مشاعره، وكنت تحتاج لحبهما الغير مشروط بأدب، أو طاعة، أو تفوق... إلخ، كنت تحتاج لحرية قبل أن يوصد عليك بباب الحلال والحرام وأنت لم تدرك ذلك تماما بعد، وكنت تحتاج بقوة لأقران تلعب معهم، وتتعلم معهم وبهم مهارات اجتماعية، وتنافسية شريفة، وقيادة، وشجار، وغضب، وحب، وعطاء وأخذ،.."أي العلاقات بتفاصيلها"، وما حدث كان ضاغطا نفسيا عليك لم تكن تدركه حتى تلك اللحظة، وحين يجتمع الضغط النفسي الغير مرئي، أو الذي يبدو بشكل غير شكله الحقيقي مع الفراغ، والمخاوف لا تأتي عادة النتيجة طيبة!؛ فوقعت في تلك الارتباكات التي تحدثت عنها، والتي تعد من الانحرافات النفسية التي تأخذ شكلا جنسيا؛ ولحسن الحظ أنك قارئ جيد،وتعلم المصطلح العلمي لما تعاني منه.
الحقيقة أنك تحتاج لتواصل مع متخصص نفسي يساعدك بشكل مهني إن كنت تريد فعلا أن تخوض رحلة التغيير، فالقصة ليست ببساطة مجرد معرفة هل ما تعانيه وساوس، أم انحراف جنسي نفسي، أم اضطراب في شخصيتك؛ فأنت مثقف وواعي؛ فلتحترم العلم، وتحترم ألمك مما يحدث، ولتأخذ خطوة جادة حقيقية بعيدا عن "كلنا مقصرون".
وأخيرا أترك لك تلك النقاط لتعييها:
1- والداك اجتهدا قدر جهدهما حبا لك، وخوفا عليك، ولا يعني ذلك أنهما لم يخطئا- حتى بافتراض أنهما لم ينجبا سواك دون إرادة منهما؛ فتوفير المناخ الذي كنت تحتاجه كان ممكنا-، ولا يعني ذلك ألا تتفهم حبهما لك، ولا يعني ذلك إطلاقا أن تتنصل من مسؤوليتك أنت الآن تجاه نفسك؛ فهما ليسا شماعة تضع عليهما ما أنت عليه الآن، واجعل ما مررت به درسا هاما لك في الحياة تتعلم منه فيما سيأتي.
2- الوساوس تتقنع وتأخذ أشكالا كثيرة فتهدأ في مساحة، وتظهر في أخرى؛ فهناك احتمال كبير أن تكون مشاهداتك تقع تحت الوساوس، وليس البيدوفيليا، والمتخصص وحده من سيتمكن بعد عدة مرات من التواصل معك تحديد ذلك؛ فلا تتهاون في تلك الخطوة.
3- أنت تريد الزواج، والزواج يحتاج نضوجا نفسيا، ووجدانيا، وفكريا، ويحتاج لأدوار تتدرب عليها بشكل صحيح كدور الأب، والزوج، والحبيب؛ فخطوة التواصل النفسي مع متخصص؛ سيساعدك على ذلك كثيرا، وأنت تحتاجه؛ فأنت بإذن الله ستنجب أطفالا فكيف سيكون الوضع؟؟؟
دمت بخير.
واقرأ أيضًا:
البيدوفيليا .....توقف عن الإجرام