قلق الحجاب، واكتئابه: ماذا تحت الغطاء؟!
الحجاب يسبب لي الاكتئاب
أرجوكم ردوا على رسالتي والله أنا متعبة كثيراً وأبكي كل ليلة بسبب هذا الموضوع ويسبب لي الضيق والقلق والاكتئاب.. رجاءًا أريد ردكم على ما أشعر به لعل وعسى يكون الرد بلسما شافيا لي ويشعرني أن هناك أملا في الحياة.أضيف على مشكلتي أني ما عدت أحتمل الحجاب إطلاقااااااا لا شيء في الدنيا سيقنعني أن أكمل حياتي كمحجبة.. ولا أستطيع إظهار شخصيتي الحقيقية فيه... يضيق صدري به... وأشعر أني لست أنااا.. أكرهه وبشدة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
تحية طيبة لكل القائمين على هذا الموقع وبعد/
هذه المرة الثالثة التي أرسل فيها رسالتي وأنتظر الرد كل يوم ولا أجده.. لعل وعسى أن تجيبوني على ما أسميه مشكلتي رغم أنها بنظر البعض ليست بمشكلة وأنني معقدة فقط لا غير..!
مشكلتي بدأت منذ عشرة أعوام.. حين قررتُ ارتداء الحجاب.. ارتديته ولم أكن أعرف لماذا؟؟ وما الهدف وما معناه ولم أكن بالوعي الكافي لأتخذ هكذا قرار ليظل معي ويكون مصيري لنهاية حياتي... ندمت بعد ارتدائه بشهور قليلة... وصارحت والدتي.. ولكنها رفضت حتى الاستماع إلي.. وكانت تهددني بطردي من المنزل وأنا أصدق ما تقوله.. لأني فتاة مرضية جدا وكنت أخاف أن يصيب أمي مكروه.. وكنت أتراجع في كل مرة وأخاف أكثر وتزداد رغبتي بخلعه يوما بعد يوم وأكرهه يوما بعد يوم...
والآن لو أني أعود للوراء لخلعته دون الأخذ برأي أحد حتى والدتي لأني علمت جيدا مع الأيام أن أمي مسيطرة فقط وكانت تهددني ليس خوفا علي أو خوفا من الله عز وجل بل خوفا من كلام الناس... ما فكرت فيّ ولا بعذابي الذي يزداد يوما بعد يوم... مع العلم أنا ارتديت الحجاب لأن الأقارب والغرباء أيضا كانوا يتسائلون كيف أن أختي التي تصغرني بثلاث سنوات محجبة وأنا غير محجبة...! وكانوا دائما ما يحرجونني.. فارتديته لأرضيهم...
أما بالنسبة لتربيتي وبيئتي.. أنا أكبر أخوتي المؤلفة من ثلاث أختي وأخي وأنا... أختي الصغرى كانت المدللة وكنت أغار منها بشدة وكله سببه أهلي الذي كانوا يميزون بمعاملتنا.. ولكن الآن أنا وأختي علاقتنا طيبة جداا جداا وأحبها كثيراااااا وهي التي تقف جانبي بكل مشاكلي وبيت أسرتي.. الحمد لله أن تلك التفرقة بيننا ما ظل أثرها حتى الآن..
اليوم أنا متزوجة ولدي طفلان صغيران.. تكلمت مع زوجي بموضوع الحجاب وأني لم أقتنع بنفسي كمحجبة وأني لا أحب نفسي فيه وأني أكرهه بشدة وأبكي بسببه.. يأخذ كلامي بسخرية ولا يستوعب ما أشعر به.. أحاول بكل الطرق ولكن دون جدوى ولكن في يوم من الأيام قلت له دعني أخرج دون حجاب معك قال لي سأسال والدي إن وافق سأدعك تخلعينه..
علاقته بوالده طيبة جدا والد زوجي إنسان وقور ومحترم وعادل وعلاقتي به جيدة جدا والحمد لله يعاملني كابنته وأنا أناديه بابا... ((أنا يتيمة الأب منذ أكثر من 13 عاما)) صارحنا والده عما يراودني وما أريد وقلت له عما حدث معي منذ ارتديته.. كانت إجابته أنه ليس له علاقة لأن هذا الموضوع شخصي بيني وبين نفسي وبين زوجي ونصحني نصائح جميلة ولكني لم أقتنع بنفسي كمحجبة... وأصريت على خلعه ولكن زوجي ما زال يعارض.
وظللت أنا أصر كل يوم أفتح له الموضوع تارة نتشاجر وتارة نتحاور.. ومرة قال لي اخلعيه خلاص وارتاحي لو أن راحتك بخلعه اخلعيه.. والفرحة لم تسع قلبي رأيت الحياة ملونة كطفلة كمراهقة مندفعة.. وسألته أكثر من عشر مرات هل تتكلم بجدية وأصر أنه يتكلم بجدية تامة... وعندما أردت الخروج.. وسرحت شعري وكنت أرتدي ثيابا محتشمة للغاية.. قال لي البسيه.. يلا بلا مشاكل..!!! وأنا انهارت أعصابي لأنه يلعب بمشاعري وبطلبي الذي هو بنظره سخيف... وبعد ما تعالت أصواتنا قليلاً لبسته وخرجت معه..
مشكلتي هي أني لا أستطيع لا تقبل ولا الاقتناع بالحجاب لا أستطيع تحمله على رأسي... أشعر أني مسلوبة الحرية وأني لم أعش كما أريد في أبسط حقوقي كإنسان.. أعلم أنه فرض ديني ولكني غير مرتاحة وغير فرحانة ومقيدة ومكتئبة كل الوقت ولا أشعر بالثقة بالنفس وأني حين أفكر أني سأخلعه أفرح كثيراا ويتملكني شعور غريب وجميل وأني حرة وأني جميلة وواثقة وسوف أكسر الدنيا وأحقق أحلامي وأني ما ولدت عبثاً.
أريد أن أضع بصمة خلفي لا أريد أن أمر من هذه الحياة مرور الكرام... أرجوكم ساعدوني.. انصحوني... ودلوني كيف لي أن أقنع زوجي بمطلبي.. أنا متعبة كثيرا.. لا أستوعب أني مكتئبة بسبب هكذا سبب...لا أحد يحق له أن يتحكم في حياة أحد حتى لو كان هذا الشخص أما أو زوجا... كان من الممكن أن تكون شخصيتي غير ذلك وكنت سأحقق أشياء كثيرة لو لا الحجاب..
آسفة على الإطالة أود جوابا شافيا
وشكراا جزيل الشكر..
10/11/2018
رد المستشار
الابنة الجميلة "Lamar" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ومتابعتك الدؤوبة وعذرا إن كنا تأخرنا في إظهار الرد عليك والذي تصدى له د. أحمد عبد الله.
ما ألمسه في سطور إفادتك هذه هو أن الحجاب أصبح يمثل رمزا للقهر وسلب الإرادة في حياتك وما أريد له أن يكون كذلك، فقد وصل تأثيره السلبي على نفسيتك إلى الحد الذي يسمح لي بأن أنصح زوجك بأن يترك لك القرار ولو لحين
قابلت كثيرات في حياتي أرغمن قهرا على ارتداء الحجاب أو لبسنه دون إدراك لتأثيره المستمر على حياتهن وقد توقفن في مرحلة من حياتهن مثل وقفتك الحالية يطلبن الحق في خلع الحجاب.... أغلبهن واجهن مثل ما واجهت من رفض واستنكار أو
لا مبالاة بمشاعرهن من قبل الزوج أو الأخ أو الوالدين وبعضهن استسلمن وسكتن عن إعلان الرغبة في نزع الحجاب، وبعضهن واصلن الإصرار والمطالبة الدؤوبة ونجحن أخيرا في ذلك.أما ما كان مفاجئا لي في البداية ومتكرر الحدوث حتى أصبح متوقعا الحدوث بعد ذلك فهو أن ما يفوق نصف من ينزعن الحجاب يرجعن إلى ارتدائه بعد ذلك برغبتهن وهو ما يؤكد ما طرحته وتشي به سطورك من أن الحجاب عند من تكافح لخلعه إنما يمثل رمزا للقهر وللسلطة التي تثور عليها صاحبة المشكلة.... ثم عندما تنتصر وتستعيد ثقتها بنفسها وترى أنها صاحبة قرارها ربما ترى الأمور بمنظور مختلف.
رأيي الذي ربما ينفع زوجك هو أن يتركك تجربين ما تشائين مستفيدا من حكمة والده الواضحة...
أتمنى أن يعينك الله في هذه الأزمة وتابعينا بالتطورات.