الوسواس القهري لأختي يزداد لدرجة الاكتئاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم على مساعدة الناس في حل مشاكلهم، وأنا أتمنى أن أجد حلاً لمشكلة أختي التي تقلق العائلة وتزيد من توترها
أيها الطبيب، أختي تبلغ الـ20 سنة وكانت قبل مرضها بالوسواس إنسانة ذكية بارعة بالرسم والموسيقى والحياكة واللغة الإنجليزية وغيرها، في بداية الأمر لم نلحظ عليها الوسواس ولم تفصح هي عنه فظلت حوالي سنتين بدون علاج، ولكن للأسف حتى عندما علمنا به لم نعرف ماذا نفعل، وسواس أختي هو وسواس شامل لأشياء كثيرة، ولكن الأساسي منه هو التقزز من الأشياء ولكن ليس أي شيء هي تتقزز من التجشؤ والغازات والأصوات التي يصدرها الإنسان بصفة عامة، فإذا أحد أخرج ريحا على سبيل المثال فإنها تذهب لغسل يديها مطولاً لأنها لا تستطيع الأكل.
بداية حالتها كانت تتصرف طبيعياً عدا أنها كانت تمكث في الحمام 10 دقائق تغسل يديها، لكنها كانت تتعايش معنا طبيعياً وتنام في الغرفة معي ومع أختي الكبرى وتجلس مع الناس طبيعياً، ولكن للأسف الوسواس يتطور، لابد من أن تغسل يديها كل ما دخلت إلى الحمام حتى تستطيع الأكل وإن أحد ناداها فإنها تعاود الغسل من جديد وإن أحد أخرجها فلا تأكل حتى تغسل يديها مجدداً، وأصبحت عندما تجلس معنا تغطي وجهها تجنبا لأن يصدر أحد صوت ويدخل لفمها وبالتالي لن تأكل.
بالنسبة لأبي وأمي فهي لا تتقزز منهما أبداً، وبدأت لا تنام مع أحد في الغرفة ظنا منها أنها عندما تنام سيخرج أحد ريحاً وهي غير منتبهة، بصراحة لم نعرف كيف نتعامل معها فلم نعترض على نومها وحدها، عندما يأتينا أخي الكبير الذي تزوج العام الماضي تتجنب البقاء معهم وخصوصاً أنه أنجب ابنا والطفل يجب تغيير حفاظه فأصبحت لا تدخل الدار التي يدخلونها، أما بالنسبة للحمام فهي من منتصف مرضها لا تدخل إلى حمامنا بل لحمام أبي وأمي، وإذا دخل أحد منا الحمام فيجن جنونها وتزيد من غسل يديها أكثر، أصبحت لا تجلس معناً ولا تدرس ولا تنظف، علماً بأنها لا تعترض إن غسل أحد ثيابها أو نظف فراشها.
طبعاً نحن كعائلة ونظراً لأننا نخاف على بعضنا كثيراً أصبحنا نراعيها نكاد نكتم أنفاسنا أمامها، لا نضغط عليها إذا كانت لا تريد الجلوس مع زوجة أخي، في الآونة الأخيرة (هي كتومة بطبعها ولكن أنا من أفصحت لي بالمرض وطبعاً أنا وعدتها أن لا أخبر أحدا ولكن لمصلحتها أخبرت أمي وأبي بالموضوع وأصبحت أنا الطرف الواصل بينهم) أخبرتني عن مذكرة كتبت فيها وأنها خبأتها حتى نقرأها بعد موتها فهي تظن أن الوسواس تمكن منها، وبدوري بحثت عن المذكرة حتى وجدتها بدون علمها وعندما قرأتها وجدت أنها كانت مريضة من 2014 نهايتها ونحن لم نكتشف إلا في نهاية 2016 وأنها تعاني من وسواس عندما تقرأ القرآن فتجنبت قراءة القرآن ووسواس في الدراسة وفي غسل الصحون، حتى الصلاة تصلي سريعاً جداً حتى لا توسوس فيها ووجدت أنها تكتب وصيتها وأن الوسواس تمكن منها وحتى إن عالجناها لن تتعالج بزعمها، وأن وسواسها تحول إلى اكتئاب وأنها تستطيع إيذاء نفسها،
كتبت أنها تحبنا جميعاً وإن ساهمنا في هلاكها وتحب أختي الكبرى، لكنها في الواقع تتجنب وجود أختي الكبرى ولا تتواجد في مكان هي فيه، أريت المذكرة لأبي وأمي فأصبحت أمي تفكر كثيراً في الموضوع وتبكي دائماً وارتفع ضغطها وزادت نبضات قلبها، للأسف مدينتنا لا يوجد بها أطباء نفسانيون، طبعاً أمي وأختي الكبرى وأخي يعانون من السحر المتجدد لا أدري إن كان لهذا علاقة بالموضوع ولكن عندما يكون هناك جني تسوء حالة أختي الموسوسة جداً، أحضرنا لها شيخاً ساعدتها الرقية الشرعية،
هي أخبرتني أنها لا تريد العلاج النفسي، من المحتمل أن نسافر بها لمصر في الصيف بإذن الله نريد أن نسألكم كيف نتصرف معها في الوقت الحالي ؟! هل نجنبها الأشياء التي لا تحبها، هل نتركها في الحمام، ماذا نفعل مع مثل هذه الحالات ؟! أرجوكم فنحن قلقون، لأننا أسرة مترابطة فهذه الحالة أثرت علينا جميعاً فأختي الكبرى أصبحت تتجنب الجلوس معنا مراعاة لشعور أختي الموسوسة فهي لا تجلس معها لا ندري لماذا وأمي خائفة ولا تدري ما تفعل، فهل نستطيع علاجها أم أن حالتها ميؤوس منها.
أريد أن تبقى معظم المعلومات سرية فأنا أخاف أن تفتح أختي وترى الاستشارة
شكراً لكم وأنتظر ردكم
والسلام عليكم ورحمة الله
6/1/2018
رد المستشار
الأخت الفاضلة "Fatima" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
حالة أختك هي اضطراب وسواس قهري وأكثر الأعراض إعاقة لحياتها وحياتكم هي بوضوح وساوس التلوث وقهورات الغسيل والتحاشي وقد كتبنا مقالين مفصلين هما الأولين باللغة العربية على مجانين تحت عنوان : وسواس التلوث والتنظيف أنواع الغسيل القهري وقريباً نضع مقالاً عن العلاج إن شاء الله.
دور الأسرة في منتهى الأهمية والحرج في نفس الوقت في معالجة مثل هذه للحالات يا ابنتي لأن ما تفعلونه معها الآن ومنذ بدأت المشكلة إنما يزيدها غرقا في مشكلتها وكلما طال هذا النوع من التحمل والتكيف الأسري كلما زادت الأعراض المرضية تعقيداً وكلما قلت الدافعية للعلاج لدى المريض.... في نفس الوقت أختك عنيدة جداً ومسكينة جداً فليس عكس تعاملكم هو الصحيح وكان بين ذلك قواماً.
الحالة تعالج بنجاح لكننا في مثل حالة أختك نضطر إلى العلاج لفترة مبدئية بين الشهر والشهرين في مستشفى نفسي متخصص بحيث يتم علاجها وتجنب الصراعات الأسرية في نفس الوقت... هي ستحتاج في البداية فترة للتقييم ويبدأ العلاج العقاري ربما منذ عرضها على الطبيب النفساني بينما يبدأ العلاج المعرفي السلوكي بعد التقييم المناسب للحالة.
ما أستطيع مساعدتكم به الآن وحتى تكون زيارتكم لمصر ممكنة هو أن أصف لها أحد العقاقير على أن توافق على استعماله فهذا سيساعدها كثيراً في التقليل من اكتئابها ومن إلحاح الوساوس عليها ولكن العقار لن يقلل من أفعالها القهرية كالغسيل والتحاشي إلا إذا هي اتخذت القرار بالمقاومة لتلك الأفعال.
إذا هي وافقت يمكنها استخدام عقار السيرترالين بجرعة 50 مجم مبدئياً كل يوم بعد الإفطار ولابد من الصبر على هذه الجرعة 12 أسبوعاً قبل التفكير في زيادتها... إلى 100 مجم.
ونبقى بانتظار متابعتك للاطمئنان عليها فأهلاً وسهلاً بك دائماً على مجانين فتابعينا بالتطورات.