هل ما أمر به طبيعي أم أنا أبالغ
سوف أبدأ من طفولتي لأني لا أعلم إذا ما كانت طبيعيه أم لا.. منذ أن كنت طفلة ربما في الخامسة من عمري لطالما تمنيت أن أنام وأستيقظ وأن يكون كل ما أعايشه كان كابوساً وقد انتهى لطالما أستيقظ وأنا محطمة وعندما يأتي الليل أخاف أن أنام وحيدة وأقضي وقتي وأنا أبكي على الفراش إلى أن أنام كنت أخاف «من أن أطلب أي شيء من أهلي وأتوهم بأني إذا طلبته فسوف أتسبب بفقرهم وجوعهم وسوف يكرهونني. زادت حالتي عندما كنت خائفة بالليل وذهبت إلى أمي التي كانت تسهر مع إخوتي لأشعر بالآمان ولكن رفضت وجودي وطلبت مني أن أخلد إلى النوم تظاهرت بالصعود وجلست على عتبة الدرج سمعتها تقول "ياليتني لم أنجبها" صدمت من كلمتها وذهبت إلى البكاء داخل خزانة الثياب (كنت أفعل ذلك كثيرًا وأنام فيها، بعض الأحيان لا أعلم منذ متى بدأت بذلك ولكنها لم تكن المرة الأولى)
بعدها بفترة سمعتها من أبي بطريقة مختلفة "يا ليتك لم تكوني ابنتي" إلى الآن أتذكر الحادثتين كوضوح الشمس ولكن هناك جانب مني يقول بأنهما قالاها في لحظة غضب وجانب آخر يقول لو أنها كانت في لحظة غضب لقالها أمامك وليس بعدما انصرفت من عندهما وظللت على هذا الحال ولكن الذي اختلف فبدل أن أتمنى أن أستيقظ من هذا الكابوس أصبحت أتمنى الموت.
عزلت نفسي عن عائلتي أقضي يومي في غرفتي إما نائمة أو أسرح في خيالي نسيت أن أذكر أن ما كان يهوّن عليّ واقعي هو خيالي فأنا في خيالي لدي عائلة مختلفة أعيش في مكان مختلف كل شيء مختلف خارج غرفتي كان خلاف أمي وأبي أو خلاف أمي مع الخادمة أو السائق أو أخي أو حتى أنا.
أصبحت أكره أمي كثيراً وأتمنى أمنيات أخجل من ذكرها لا أعلم لماذا ولكني أذكر أني كنت أكتب لها رسائل حب كثيرة بعدما تعلمت كيف أكتب الرسائل.
أبي دائما ما يسمعني من القصائد الغزلية ويمدحني كثيراً ولكن يخجلني أن أقول أن أبي معروف عند الناس بأنه "بياع كلام" لا أعلم هل أصدقه أم لا بالرغم من ذلك كله أمي من النوع المتطرف في حمايتها تخاف عليّ من أن أخرج لوحدي وإذا ذهبت للجامعة يجب أن يرافقني أبي مع السائق مع العلم أن إخوتي كلهم بعمري كنّ يفعلن جميع ما لا أستطيع أن أفعله، اليوم بدون مرافق ومع العلم أن أختي مبتعثة وتعيش لوحدها بالخارج سألتها لماذا تفعلين هذا كله قالت بأنها تخاف من أن أغتصب مع العلم لطالما كانت ترهبني وأنا صغيرة بقصص اغتصاب الفتيات..... قلت لها هل تخافين عليّ أنا أم من كلام الناس قالت الاثنان.... فجاوبتها بأنه إذا توفت هي وأبي هل ستتوقف حياتي بعدكما لأنني لن أجد من يرافقني لأي مكان معي..... فلم تجبني أمي تنظر إليّ على أنني بضاعة يجب أن يتم تسليمها لزوجها أو مالكها سليمة لكي لا تعاب مالكتها القديمة ولا تظنون أن أعتقد بأنني بضاعة لا هي تؤمن بذلك والدليل أجبرتني على الذهاب معها لعرس أحد أبناء صديقتها وعندما عدنا بدأت تشتكي لأختي من تعبها فقالت لها لا تذهبي إذا أنت متعبة قالت يجب أن أذهب لكيْ "يمشي ما عندي".
لقد كرهت فكرة الزواج وإنجاب الأطفال فأنا عندما أرى امرأة حامل أتقزز من الموضوع واشمئز منه، أخاف أن أحمل أو أنجب طفل، أخاف من مسؤولية اهتمامي بطفل، أخاف أن يكون حبي له خانقاً، أخاف أن أكرهه، أخاف أن أنجب طفلاً يكون ظالماً إذا كبر. كنت ولا زلت ألاحظ مشاكل إخوتي وأخواني الذين يظنون أنّي لا أفهمها وتظاهرت بأنني لا أفهمها فقط لأنه أريح هكذا وخوفاً من إثبات الحقيقة.
زادت حالتي سوءًا في الصيف الفائت حيث أن أختي الكبرى مبتعثة بدأت تشكي لي عن مشاكلها من تحرش سابق من أحد أقاربنا..... إلى نقد وفضح أفعال إخواني المشينة وما شكلهم في الماضي التي كنت أحس بها ولكني حاولت أن أتجاهلها ولكنها أثبتت شكوكي وجعلتني أشعر بأنها تحاول أن تخبىء شيئاً أو بأن تثبت بأن الشيء الذي تفعله ليس أسوأ مما يفعلون وفعلاً كان شكي صحيحاً.
بدأت أحس بشعور العجز، أود مساعدتهم كلهم ولكن كل شيء حدث بالماضي ولا أستطيع تغييره، أختي تقول بأنها تفكر كثيراً بالانتحار وأنها ليست سعيدة بحياتها، كل ليلة أسمع فضائح إخوتي، وبكائها مما كان يقتلني من الداخل، بدأ عام دراسي جديد مستواي الدراسي انخفض كثيراً بدأت مشاعري تظهر على وجهي، أصبحت أكره كل شيء مهما أجتهد وأذاكر موادي لا أجد أي نتيجة..... قررت أن أغير من حالي وأنني لن أحصل على أكثر من مجهودي ولا أقل، أحاول تغيير أي شيء يذكرني بالماضي فسابقا كنت أحب غرفتي ولقد كرهتها لأن معظم جلسات شكوى ونشر غسيل إخوتي حدثت فيها، فقررت تغييرها بالكامل بعد جمع مبلغ من المال أنا فخورة بنفسي لذلك وبرغم هذا كله أعود لحالة الحزن الشديد لا أعلم لمن أشكي، فأنا أحس بأنني لا أستحق بأن أشعر بهذه المشاعر مشاكلي ليست كبيرة ويوجد منهم في حال أسوأ مني فلماذا أنا حزينة إلى درجة تمني الموت، هذا حوار يدور بيني وبين نفسي دائما.
أتمنى أن تساعدوني لكي أفهم نفسي ومشاعري،
أعتذر إن كان كلامي غير مفهوم أو غير مرتب فأنا حقا لا أفهمه بنفسي.
7/4/2018
رد المستشار
شكرا على استعمالك الموقع
ملخص الصحة العقلية للاستشارة
أعراض موجبة
إشارة إلى الشك بنوايا الآخرين والمقربين. ذكريات من الطفولة ذات إطار وجداني اكتئابي. عدم الثقة بالنفس، بالإضافة إلى الشعور بالذنب.
أعراض سالبة
لا توجد
أعراض معرفية
لا توجد
التوازن الوجداني
شعور مزمن بالحزن وعدم السعادة والغضب الموجه نحو الذات.
ملخص الأبعاد الأخرى للاستشارة
مشاكل السلوك
الميل إلى اعتزال الآخرين وعدم وجود إشارة إلى علاقات شخصية خارج محيط العائلة.
الاستبصار
القبول بوجود أزمات نفسية والبحث عن حل لها.
مواد كيماوية
لا إشارة إلى سلوك إدماني كيمائي
الصحة الجسدية
لا توجد إشارة إلى أعراض جسدية
التعليق
من يتفحص الاستشارة سيركز على جوانب وأبعاد متعددة منها:
أولاً: الجانب الاجتماعي حيث لا توجد إشارة إلى علاقات خارج محيط العائلة في آنسة دخلت العقد الثالث من العمر. قد يكون هذا هو الأمر أو ربما لم تتطرقي إلى هذه العلاقات في وقت كتابة الاستشارة. وجود روابط اجتماعية خارج المحيط العائلي يساعد الإنسان على التحصن ضد تأثير الأزمات العائلية على الصحة النفسية.
ثانياً: يمكن دراسة الاستشارة من جانب نفسي بحت والاستنتاج بوجود نظام عائلي مختل Dysfunctional Family System لا يستطيع سد الاحتياجات الناقصة لبعض أعضائه. هناك إشارة إلى استغلال بعض أفراد العائلة بعضهم البعض وربما ذلك يعكس شدة الاختلال العائلي.
ثالثاً: يمكن كذلك دراسة الاستشارة من زاوية طبنفسية بحتة والاستنتاج بأن الظروف البيئية دفعتك إلى حالة انصهار وجداني اكتئابي. معظم الأفكار والذكريات اكتئابية وهناك حالة حزن مستمرة مع اضطراب في النوم وصلت الآن الى مرحلة توليد أفكار سالبة.
التوصيات
لابد أولاً من القبول بأن هناك اضطراب وجداني مزمن وصل الآن إلى مرحلة التفكير بالموت. هذه المرحلة توجب مراجعة طبيب نفسي للسيطرة على التوازن الوجداني. السيطرة على التوازن الوجداني بحد ذاته قد لا يغير الكثير من مشاعر الإنسان ومواقفه تجاه الآخرين ولكنه على أقل تقدير يمنع الإنسان من الانصهار نفسياً وعقلياً.
بعد ذلك هناك عملية البناء. هناك معادلة نفسية لكل إنسان وهي:
الإنسان = تجاربه الشخصية X المشاعر والعواطف والأفكار الناتجة من التجارب.
الحديث مع إنسان مقرب أو معالج نفساني أو الطبيب النفساني نفسه يساعد الإنسان على مراجعة ولادة المشاعر والعواطف والأفكار الناتجة من هذه التجارب. يستطيع الإنسان نفسه مراجعة هذه التجارب وهناك إشارة واضحة في استشارتك حول جهودك في عمل ذلك. لكن لكي يستطيع الإنسان الخوض في عملية المراجعة عليه ما يلي:
١- السيطرة على توازنه الوجداني.
٢- الرعاية بالذات وتحسين اللياقة البدنية.
٣- توسيع شبكة التواصل الاجتماعي.
الابتعاد عن المحيط العائلي والدراسة في مدينة أخرى يساعد الكثير في تجاوز أزمات عائلية مزمنة، وربما عليك التفكير بهذا الحل أيضاً.
وفقك الله.