مشكلتي النادرة والغامضة والبعيدة عن المنطق!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب طالب جامعي من المغرب مشكلتي التي دمرتني طوال حياتي وعانيت بسببها منذ سنوات عديدة منذ بلوغي للأسف جعلتني اْكره نفسي وأفقدتني ثقتي بنفسي بشكل كبير هي أنني لم أعرف الحب والعلاقة مع فتاة يوماً!
قد يبدو هذا الأمر غريباً لأغلب من سيسمع به لكن صدقوني أنا شخصياً عجزت بشكل تام عن إيجاد الأسباب الحقيقية كيف وصلت لهذه الحالة النادرة لأنني شاب عادي كباقي الشبان بالنسبة لشكلي أستطيع الجزم بدون غرور أن شكلي مقبول أو ربما مائل للجمال نوعاً ما طولي متوسط ولست نحيفاً ولا بدين أمتلك جسماً عادياً وأمارس الرياضة من حين لآخر كما سبق وذكرت رغم هذا كله لم أنجح أبداً مع النساء تخيلوا لم ألمس يد فتاة يوماً ولم أعش في علاقة أبداً في حياتي مع العلم أنني لست خجول أو لا أستطيع الحديث مع البنات بل على العكس تماماً بعيد كل البعد عن هذا عدد المرات التي ذهبت فيها للحديث مع البنات ومحاولة إغوائهم والتقرب منهم قد تصل لآلاف المرات صدقوني وتلقيت بالمقابل آلاف الرفض فأنا شاب لطيف جداً وقلبي أبيض حنون بشهادة زملائي والأصدقاء والعائلة فأنا أتصرف مع البنات أفضل من باقي الشبان وأستطيع إضحاكهم ورسم البسمة على وجوههم وأجيد الكلام معهم بكل أدب ولباقة لكن دوما ما أتلقى سوى الرفض والتهرب حتى أصبحت أشك هل أنا وحش أو أنني غير مرئي! مع الأسف
المشكلة الكبرى أنني أفعل مثل ما يفعل باقي الشبان أو ربما أفضل هم يحصلون على النتائج ويحصلون على حبيبة بكل سهولة أما بالنسبة لي مستحيل!!! لم أفهم ما السبب علماً أنني لست قبيح بل جميل نوعاً ما
في بعض الحالات عند تعرفي على بعض الفتيات بعد مدة من الحديث معهم يعطونني أرقام هواتفهم أو حسابهم على الفيسبوك لكن بعد ذلك لا أجني سوى خيبات الألم وعدم الرد على الاتصالات أبداً حتى أن فتاة أعطتني حسابها على الفيسبوك أرسلت لها رسالة ترحيبية قامت بحظري!!!
لا داعي للاستغراب أقسم بالله العظيم أن كل ما حكيته صحيح والله من دون مبالغة لأنني عن جد أعاني في صمت منذ بلوغي وأنا عايش في جحيم لا يطاق هذه المشكلة تجعلني منذ تسع سنوات ودائم الكآبة والحزن والإحباط ولا سيما حينما أكون في الشارع أو الجامعة وأرى شبان أقبح مني مظهراً بكثير أحياناً وفي علاقة ومرتبطين بأجمل الفتيات عندما أشاهد مثل هذه المشاهد أتمزق من الداخل إربا إربا وبصراحة أشعر بالغيرة الشديدة منهم والظلم في حقي وعند عودتي للبيت أنهال بالبكاء بحرقة كالطفل الصغير والله العظيم حالة جداً صعبة لا أتمناها لأحد حتى إن كان عدوي!! لما هم ينجحون مع البنات وأنا الذي أحسن منهم مظهراً لم أتعرف على فتاة واحدة حتى في المنام أي فتاة ذهبت عندها ترفضني وحتى لم ترفضني فوراً بعدها لا تجيب على المكالمات وطلب الصداقة على مواقع التواصل الاجتماعي!! رغم كل المحاولات والمجهودات التي قمت بها لم أنجح أبداً مع النساء لم أفهم ما السبب!!؟
أظن أن حالتي حالة منفردة في العالم كله واحد في 9 مليار!! صدقوني لأن هذا لا يقبله العقل ولا المنطق كيف لشاب مقبول الشكل ومهتم بمظهره ليس خجولا ويجيد الحديث مع البنات لم تقبل به فتاة أبداً ودائماً يرفضوه فعلاً هذا الأمر غير منطقي وغريب جداً الشيء الذي جعلني أفكر دائماً وأختلق فرضيات شخصية من بينها أنني ظننت أنني ملعون!! لكن لا أظن لأن الله عز وجل وفقني في دراستي رغم تكاسلي وعدم بذل الجهد المطلوب دائماً يوفقني الله في مسيرتي الدراسية والأمور الأخرى
بصراحة هناك فرضية أظن والعلم لله أنها قد تكون صحيحة لأن فعلا قصتي وحالتي غير منطقية إطلاقا ولا يقبلها العقل أنا متأكد أن عدم نجاحي مع النساء أبداً وهذه اللعنة في الحياة العاطفية أنا أظن أنها مسببة من طرف الله تعالى أعتقد منذ مدة أن حالتي ومشكلتي مقدرة وبأمر من الله ربما ابتلاء أو اختبار لا أعلم! أظن أن الله تعالى أراد ابتلائي بهذه المشكلة ربما ليطهرني من بعض الذنوب اقترفتها في حياتي من تعذيب حيوانات إلى غير ذلك وأنا نادم جداً على تلك الأفعال فكما قلت ربما الله أراد ابتلائي واختباري في هذه الحياة الدنيا ليطهرني من الذنوب وأراد لي الخير والجنة ليجازيني بنعيم الآخرة ورضوانه وحور العين والله أعلم بصراحة هذه هي الفرضية التي أشك دائماً أنها قد تكون صحيحة لا أعلم بالضبط كيف جاءت هذه الفرضية في رأسي!!
لكن فعلاً مشكلتي معقدة وغير منطقية وخارقة لهذا السبب أعتقد أنها مفتعلة من طرف قوة خفية في هذا الكون العظيم ألا هو الله سبحانه وتعالى والعلم لله السؤال إخواني هل فعلاً الفرضية التي اختلقتها مقبولة ومعقولة؟؟ يعني هل من الممكن ما يدور في رأسي أن هذا ابتلاء وامتحان من عند الله أن يكون صحيحاً أم أنا ملعون!!!!
وشكراً جزيلاً
وأعتذر عن الإطالة
15/7/2018
رد المستشار
صديقي
لست ملعوناً وفرضيتك واعتقاداتك عن الموضوع (حالة من 9 مليار) هي من نسج خيالك ويأسك الذي تسببه لنفسك.
يقول الله عز وجل ّلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".. ما بأنفسنا هو أفكارنا أولا (التي تسبب المعاني والمشاعر والحافز) وأفعالنا ثانياً.
لله الحمد لا ينقصك الجمال ولا الشباب ولا الذكاء ولا الخلق الجيد والدماثة على حد قولك...السر في الرفض الذي عانيته من قبل في رأيي ينحصر في الآتي:
نوعية الفتيات اللاتي تنجذب إليهن لا يردن من هو دمث ولطيف بالقدر الذي أنت عليه..لا يكفي أن ترسم البسمة على وجوههن..يردن التشويق والإثارة والإحساس بأن الشاب من الصعب الحصول عليه.. أنت تعطيهن انطباعاً بأنك سهل أكثر من اللازم.. هذا الانطباع يحدث في اللاوعي في أغلب الأحيان ويكون عن طريق لغة الجسد ونبرة الصوت والتوجه أو الأسلوب العمومي.. الفتاة أيضاً تلتقط هذا بطريقة غير واعية وبالتالي تفقد اهتمامها بالدخول في علاقة معك وإن سألنا من رفضنك لن يعطين سبباً منطقياً.. هذا ما يجعلك تعتقد أنها لعنة أو ابتلاء... إنها أشياء في العقل الباطن وخارج نطاق الوعي.
من ناحية أخرى، تلهفك على وجود علاقة يعني أنك أصبحت متسولاً .. الفتيات لا ينجذبن لمن يتسول العواطف ويلتقط عقلهن الباطن هذا أيضاً بطريقة لا واعية.. تسول العواطف أو العلاقة يعني أنك لا تحب نفسك ولا تثق بنفسك وأنك ما زلت طفلاً تعيساً وحيداً وتريد من الفتاة أن تحبك حتى تطمئن على أهميتك وأحقيتك وقيمتك.. يجب، يجب، يجب أن تتخلى عن هذا فوراً..
يجب أن تعكس هذا فورا عن طريق:
1. أن تكتب (نعم تكتب بالقلم على الورق وليس في ذهنك وليس على الكمبيوتر) على الأقل ثلاثين صفة لشريكة الحياة المثالية التي تريدها.
2. أن تقترب أنت من هذه الصفات .. مثلا إن كنت تريدها صبورة، فعليك بتنمية الصبر فيك.. رياضية، فعليك بالرياضة.. خيرة، فعليك بأفعال الخير
3. بدلاً من أن تسأل نفسك "هل يا ترى ستقبلني هذه الفتاة أو تلك ويبادلنني الحب؟"... اسأل نفسك "ما الذي يميز هذه الفتاة أو تلك ويجعلهن مناسبات لك وأهلاً لمشاعرك؟"
4. يجب أن تسعد لسعادة الآخرين بدلاً من أن تبكي وتحس بالظلم وتحقد عليهم.. الشباب الذين تراهم يحصلون على حبيبة بسهولة هم دليل على وجود ما تريد في الحياة.. غير من نفسك (أفكارك وأفعالك) وسوف تتغير حياتك
5. اخلق بداخلك السعادة بلا سبب .. بمعنى أصح أسعد بما لديك من نعم .. "وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم"
6. توجهك الداخلي هو أنه لا فرق بين الفتاة وأحد أصدقائك.. بمعنى أنه لا يجب أن تضع الفتاة موضع الأهمية القصوى لمجرد أنها فتاة تريد رضاها وإرضائها.. هي إنسانة.. افهم واستوعب من هي حقيقة .. استرخ في تعاملاتك مع النساء وكأنهن أصدقائك من الرجال
7. حدد الشكل الذي تريد العلاقة أن تكون عليه وافهم لماذا تريد هذا الشكل وما الذي سوف تعطيه تحديداً في المقابل.. لا يكفي أن تقول "سوف أحبها وأعطيها كل شيء"
أنصحك أيضا بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور باستفاضة ولتصحيح المفاهيم
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب