عبارات الموت تطاردني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.... شكراً على قبولكم لي في موقعكم...... مشكلتي بدأت منذ عام تقريباً فجأة وجدت نفسي أفكر في الموت ثم أصبح التفكير لا ينقطع وتنتابني معها نوبات من الهلع ورعشة وشعور بالخوف من المستقبل.... في الآونة الأخيرة ومنذ شهر تقريباً مررت بناس وسمعتهم بالصدفة يتحدثون عن الموت..... ثم تكرر هذا الموقف وكلما مررت بناس أسمعهم يقولون عبارات متعلقة بالموت......
ثم بعد ذلك كلما فتحت كتاباً أو كراساً أو لافتة في الطريق أجد عليها كلمة الموت..... أيضاً إذا فتحت التلفاز أو مواقع التواصل الاجتماعي تقع عيني على كلمة وفاة أو موت أو قبر أو ما شابه ذلك........ حتى أنني كلما فتحت المصحف تصادفني آية عن الموت.... إما كلمة الموت أو (قد اقترب أجلهم) أو غيرها...... تعبت كثيراً من هذه الحالة وزاد خوفي لدرجة أني لم أعد أستطيع الخروج من المنزل أو فتح أي كتاب أو كراسة أو تلفاز أو غيره....
أصبحت أخاف من كل شيء وانقطعت عن الحياة وأصبحت انطوائية وكلما صادفت العبارات أقول أنها علامات على قرب موتي.....
ساعدوني من فضلكم إن كان بالإمكان وأجركم وجزآؤكم على الله سبحانه.... والسلام عليكم
30/10/2018
رد المستشار
أشكرك "صونية" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها.
أولاً أذكرك بقول الله تعالى في كتابه العزيز: " قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (سورة التوبة:51)، إنَّ الموت هو الحقيقةُ المطلقةُ التي تخيفُ وتهددُ للكثيرينَ، ولكلِّ شخصٍ نظرتُهُ وطريقته التي يتعامل بها مع فكرة الموت، لكن الوسواس من هذه الفكرة هو نوع من أنواع مرض القلق الذي قد يأخذ أشكالاً عدَّة من المُمكن أن تصل في بعض الحالات لأن تمنع الشّخص من ممارسةِ وعيشِ حياةٍ طبيعيةٍ، وهنا يُصبح الخوف من الموتِ مرضاً يحتاج لمتابعة وعلاج.
الخوفُ من الموت هو استجابةٌ انفعاليةٌ مُزعجةٌ ومشاعرُ من الشكِّ والقلق والشُّعورِ بالعجزِ والضَّعفِ حولَ كلِّ ما يتعلقُ بالموتِ أو يتّصلُ به، سواءً إن تعرضَّ لهُ المرءُ نفسهُ أو إن أصابَ أحدُ المُقرّبينَ لديه.
هنالك عدَّةُ مظاهِر من القلق التي ينشأُ بسببها ما يُسمّى بالخوفِ من الموتِ، يُفكّرُ بها الشَّخصُ وتُسيطرُ عليه حتى تتطوّرَ لتُصبحَ مرضاً نفسيّاً، منها الخوفُ من المجهولِ، أو من الوحدةِ، أو الضَّعفِ، والخوفُ من فقدانِ الأهلِ أو الأصدقاءِ، أو فقدانِ الذَّاتِ أو الجَسدِ، أو فقدانِ السّيطرةِ على النَّفس، كل تلكَ الأفكارِ قد تُصبح حالةً من القلقِ الشّديدِ الذي يُصبحِ خوفاً من الموتِ.
يمكن علاج الوسواس من الموت بأحد أو بمجموعة من الحلول الآتية:
أن يحاولَ المريضُ السّيطرة على حياتِه، وأن يَقضِ وقتاً مُمتعاً مع من يُحبّ وأن يملأ وقتهُ بالأنشطة الإيجابيَّة، وأن يعيشَ حياتهُ على شروطهِ ويحققَ أحلامهُ وينظرَ لنفسهِ على أنَّه يستحقُّ أن يكونَ سعيداً.
تعلُمُ تقبُّلِ الموتِ، والتّفكير فيه على أنّهُ جزءٌ من دورةِ الحياةِ التي يمرُّ بها الجميعُ على حدٍ سواء، وبالتّالي يجبُ استغلالُ هذهِ الحياةِ والشّعور بالامتنانِ عليها.
قراءةُ الكتُبِ والمواضيعِ والمساعدةُ الذاتيّةُ؛ فكثيرٌ من الكتبُ العلميَّةِ والفلسفيِّةِ والدينيَّةِ بحثت في موضوعِ الموتِ، والقراءةِ فيها قد توضِّحُ بعضَ الأمورِ بحيثُ لا يكونُ الموتُ مُبهَماً بل مفهوماً، ممّا قد يُقلّلُ من الشّعورِ بالخوفِ منهُ.
تأديةُ المُمارساتِ الدينيّةِ؛ حيثُ إنّ الأديانَ بمُجملها تداولت الموتَ وشرحتهُ من نواحٍ روحانيّةٍ، وهذه المُمارساتُ من شأنها توفيرُ سلامٍ روحيٍّ لمن لديهم وسواسُ الخوفِ من الموتِ.
التّركيزُ على جعلِ الحياةِ التي يعيشُها الشّخصُ جيدةً لتكونَ أكثرَ بهجةً حتّى ولو كانَ ذلك عن طريقِ أمورٍ بسيطةٍ، كمُمارسةِ رياضة المشي أو الاستمتاع بأشعةِ الشّمسِ مثلاً.
التَّحضيرُ للموتِ، حيثُ إنَ خوفَ الموتِ في كثيرٍ من الحالاتِ سببهُ هو التّساؤلُ عن الذي سيحصلُ للأشخاصِ الذين نُحِبُّ، ماذا سيشعرون وكيف سيعيشون، وهذا أمرٌ جيدٌ حيثُ إنّه لا يمكنُ التحكَّم بالموتِ لكن لا يمكن التحكُّم به.
إنّ الكثيرَ من حالاتِ وسواسِ الخوفِ من الموتِ تُشفى بالتّركيزِ على الحياةِ وبجعلها أكثرَ سعادةً وفعاليّةً، ويُؤثِّر أكثر في الأشخاصِ الذينَ يعيشونَ حياةً تعيسةً، لذا يجبُ العملُ على الظّروفِ الحاليةِ ومُحاولةِ حلِّ المشكلاتِ الموجودةِ وتخطِّي الهمومِ لتصبحَ الحياةُ أجملَ، وتكبُرَ قيمةُ الحياةِ، وحبِّ العيشِ على الخوفِ من الموتِ.
تمنياتي لكي بحياة سعيدة هانئة تستمتعي فيها بحياتك التي وهبها الله لكي وأيضاً تعملي لآخرتك التي فيها معادنا وذلك بعمل أركان الإسلام من صلاة وزكاة وصوم وعمل الصالحات وأن تواظبي على ذكر الله حيث قال الله تعالى: " الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (سورة الرعد:28) ، وتابعينا دوما بأخبارك
واقرئي أيضًا:
استشارات عن وسواس الموت