متى يحق لي الانتحار!
أنا طالب جامعي عمري 22 ومن عائلة غنية ومعروفة بالمنطقة الغربية أعيش بين أهلي سعيداً جداً جداً فأنا الابن الأكبر والحفيد الأكبر، ومع هذا أعيش في عذاب الوحدة والحاجة إلى أصدقاء فقد كنت اجتماعياً الكل يرغب في ملازمتي لمؤانستي وإضحاكهم، كان دمي خفيفاً وكلامي مؤثراً في الآخرين كنت محكماً بين الخصوم، صندوق أسرار العائلة والأصدقاء، زارع المعنويات...إلخ.
ولكن بعد السنة الثالثة في الجامعة اختفت تلك الأمور وخيم علي ألم الوحدة لماذا؟ لا أدري؟؟ هل لأنني أصبحت أملك مشاريع صغيرة وأدير موظفين مماً جعل شخصيتي إدارية وثقيلة ومعظم الشباب لا يرغبون فيها بل يحبون الفله والضحك الكثير أنا أراها خفة
وليس هذا كل شيء فقد أصبحت جمرة من الحقد والغضب السريع على الأناس الاجتماعيين وأصبحت أصوات الضحك تزعجني وتغضبني لأني فقدت مهارة إضحاك الآخرين، أصبحت وحيداً لا يبحث عني أحد إلا لقضاء مصلحة، الناس أصبحوا مختلفين، وكل يوم يتأكد لدي المثل الذي قمت بتأليفه (الوسخ يوضع فوق الرأس والمحترم ينداس بالمداس)
حتى ثقتي بنفسي خانتني وهربت ماذا أفعل هل أصاحب بنات كما يفعل الشباب هل أنحرف ليطلق علي شاب لا تقل لي صاحب المطاوعة وشباب الخير لأنه كلام مجرب وكان يقهر لأني لا أحب التقيد
أرجوك لا ترد على موضوعي بنقاط ونصائح كتلك التي كنت ألقيها في المحاضرات لقد كنت ألقي محاضرات ودورات في الجامعة عن الثقة في النفس وأسباب النجاح والتخطيط المستقبلي وكان الناس سعيدون بل ويشكرونني على زرع الأمل في قلوبهم
ولكن الآن أحتاج من يزرع ويحرث في قلبي أصبحت حساساً لكل كلمة تقال ولا إرادياً تكون أغلب التفاسير سلبية أنا أصبحت وحيداً هل تعلم معنى الكلمة؟ أشك في ذلك لأنك لم تذقها فيما أعتقد وإن ذقتها أكون سعيداً لأنه (اسأل مجرب ولا تسأل طبيب) أقصد أنك ستشعر بما أحسه
أنا متفوق في دراستي وممثل مسرحي أيضاً ولكن هذه الأمور بدأت تلحق بأخواتها فقد ودعت المسرح والتفوق في الطريق أنا طفشان أنا مكتئب. غيرت ملامحي ربيت اللحية تارة وحلقتها تارة واستخدمت المبيضات تارة وصبغت شعري تارة أخرى أتدري لماذا؟ لأن الناس تبدأ تتكلم عني وتناقشني وأجمع حولي الناس أرتاح بعض الشيء وأعرف أن بعضهم قد يسخر بي
ولكن كونت حلقة حولي كما كنت أكونها زمان وإن كانت قصيرة المدى قد تستغرب إن قلت حتى أصبحت أدخل على الشات بصفتي وأوهم نفسي أنني جنس ثالث وبعدها على الماسنجر ثم الجوال ثم ارتكاب الفاحشة أتدري لماذا
لأنني أحسست بمتعة الاهتمام بي والاتصال والسؤال عني كأصحابي زمان وإن كانت هي الأخرى قصيرة المدى
وأعرف وأؤمن أن الانتحار لن يريحني ولكن الفكرة تراودني بل وأنا أكتب هذه الرسالة قد لا أتمكن من قراءة الإجابة لأنني سأكون في قبري
15/12/2018
رد المستشار
الابن العزيز "مهند" أهلاً وسهلاً بك على موقعنا مجانين وشكراً على ثقتك، إفادتك فيها كثيرٌ من علامات ما يعطي انطباعاً أقرب ما يكونُ إلى خلطة الاكتئاب والقلق ، إلا أنها –أقصد إفادتك- مضطربة إلى حد كبير وأحسب أنك من النوع الذي يميل إلى المبالغة نوعاً ما في الوصف وقد يكونُ هذا سبب ذلك الاضطراب الذي بدا لي.... وربما تكون دوروي المزاج صاحب شخصية فرح انقباضية أو مشروع ثناقطبي من النوع الثاني إن كان الاضطراب حقيقياً، وليست تعبيراتك مبالغة.
فعلى خلفية من وصفك لنفسك بأنك: (طالب جامعي عمري 22 ومن عائلة غنية ومعروفة بالمنطقة الغربية أعيش بين أهلي سعيداً جداً جداً فأنا الابن الأكبر والحفيد الأكبر) وهو ما قدمت به إفادتك، أوصلتنا في النهاية إلى حالة (وأعرف وأومن أن الانتحار لن يريحني ولكن الفكرة تراودني بل وأنا أكتب هذه الرسالة قد لا أتمكن من قراءة الإجابة لأنني سأكون في قبري)، ألا ترى أنك تبالغ وصف الحالين؟
ثم كيف يكونُ حال مدير مشروعات وهو طالب بهذا الشكل؟ أقصد كيف تكونُ وحيداً؟؟ أحسب أن المشكلة لديك إنما تكمن في تفسيرك تفسيراتٍ خاطئة لسلوكيات الآخرين، فكما قلت أنت (أصبحت حساساً لكل كلمة تقال ولا إرادياً تكون أغلب التفاسير سلبية)، تحتاج إذن إلى علاج معرفي للاكتئاب .
تقول كذلك (أنا أصبحت وحيداً هل تعلم معنى الكلمة أشك في ذلك)، وهو ما يشير غالباً إلى مبالغة تريد بها إيصال المعنى إلا أن حكاية اسأل مجرباً ولا تسأل طبيباً هذه يا بني كثيراً ما لا تصح في حالة الاضطرابات النفسية، أتدري لماذا؟ لأن جزءاً كبيراً من الخبرة التي يعيشها مرضاناً يضيع مع الأسف إما لأن الحالة كانت ذهانية أو انشقاقية مثلاً أو لأن المريض غالباً ما يلجأ لإخفاء ما يستطيع عن مرضه وجزءٌ من ذلك أنه ينسى كثيراً، زد على ذلك اختلافاتٍ كبيرةً تحدث فيما يتعلق بطريقة تصرف كل طبيب نفساني مع مريضه وبالتالي فإن خبرة زيد مع الاكتئاب الذي تمت معالجته تختلف عن خبرة عبيد!
نصيحتي لك بكل وضوح هي أن تعرض شخصك وجسدك الحي على طبيب نفساني فتحكي له ويسمعك ويسألك وتجيب بالشكل الذي يتواصل به البشر وهنا يكون من الممكن الوصول إلى تشخيص لحالتك وعلاج ناجح إن شاء الله بالتالي، وتابعنا بأخبارك.