أحلم بالشذوذ، وأريد الحل
سلام عليكم... أرجوكم أريد المساعدة. أنا فتاة في الواحد والعشرين من العمر، طالبة جامعية، مخطوبة مند سنة تقريباً وعلاقتي جيدة بخطيبي، عانيت من أنواع كثيرة من الوسواس منها وسواس المستقبل، وساوس المرض، وسواس من شكل وجهي. مؤخراً بدأت تأتيني وساوس حول الشذوذ الجنسي، فمنذ أربعة أشهر بدأت أحلم بأني أُقَبِّل أختي في المنام بشهوة، ومنذ ذاك الوقت وأنا أعاني من هذه الوساوس، وأرفض تقبل فكرة أني شاذة، وتأتيني تخيُّلات لكن سرعان ما أرفضها وأدخل في نوبة بكاء، وصرت أجلس لوحدي أغلب الوقت وأنا أصارع هذه التخيلات، صرت لا أنام، وحتى أني نزلت في الوزن.
استمرت معي هذه الحالة حتى بدأت أوسوس أني لن أنجذب إلى خطيبي بعد الآنـ وأصبحت أخاف أن ألمس أو أشاهد أخواتي البنات وهم يُغيِّرُون ملابسهم، وأخاف أن تلمسني صديقتي فأُثَار، مع أني والله عندما أرى بنات "مُسَتَرجِلات" أتقزز......... ولما أحس أهلي بأني مكتئبة أخذوني عند طبيب فأعطاني "فلوكستين" مع أنه لم يسأل عن موضوع وساوسي، ومازلت أتناوله للشهر الثاني، تحسنت نوعاً ما لكن من وقت لآخر تأتيني أحلام وأنا نائمة بأني أمارس الشذوذ، وأحس بمتعة في الحلم، والله أنا رافضة تماماً لهذا الفعل لكن عقلي يقول لي "أنت فقط ترفضين الاعتراف، وأنت تحبين هذا الشيء".... أنا أتحسن لأيام ثم أنتكس.
ما أعانيه أكثر من الشيء الذي حكيته... أريد التخلص من هذه الأحلام والعيش حياة عادية لأني ضيعت دراستي... ما الحل أرجوكم؟
وهل سيؤثر هذا الوسواس على علاقتي مع خطيبي فأنا أصبحت دائماً خائفة؟... أرجوكم أفيدوني.
9/11/2020
رد المستشار
رغم أن رسالتك مقتضبة ولم تسرد تفاصيل حول الوساوس الشاذة.. فالأفكار الوسواسية التي يعاني منها المريض، هي أفكار أو كلمات أو تخيلات (صور ذهنية) مزعجة وضد إرادته تفرض نفسها على المريض، وتكون عادة مزعجة. ويحاول المريض أن يبعدها عن فكره إلا أن محاولته تنتهي بالإخفاق.... أي أنها تعود، مثل أن يخطر في باله فكرة أو صورة ذهنية له وهو يمارس الجنس أو الشذوذ.... وهكذا.
غير صحيح الأدوية تساعدك على تجاوز الأفكار التي تتعبك وتساعدك على ممارسة حياتك اليومية بشكل طبيعي.
.... اطمئني.. أنت لست شاذة.. وإنما هي أفكار تستحوذ عليك.. وهذه الأفكار ذات طابع جنسي طرأت عليك حين كان حلمك بأنك تقبلين أختك.. أنت، وبكل قوة ترفضين فكرة أنك شاذة جنسيا (وأنا أعاني من هذه الوساوس وأرفض تقبل فكرة أني شاذة تأتيني تخيلات لكن سرعان ما أرفضها.)... وهذا بالفعل لا يمكن تقبله حتى ولو أن عقلك يخبرك بأنك تحبين هذا (عقلي يقول لي أنت فقط ترفضين الاعتراف وأنت تحبين هذا الشيء)... فما عليك إلا الاستمرار برفض وعدم الاستسلام لهذه الأفكار الوسواسية.
الشيء الآخر أنك تتقززين من النساء المسترجلات وهذا ما يدل على أنك ترفضين فكرة الشذوذ.. ما ذكر في رسالتك من الخوف من الإثارة من رؤية أخواتك أو لمس صديقة بطريق عفوية (بعد الآن أخاف أن ألمس أو أشاهد إخوتي البنات يغيرن ملابسهن أخاف أن تلمسني صديقتي فأثار).... هنا.... فما عليك إلا عدم التمادي في هذه الأفكار لأنها قد تثير رغباتك. رغم أنني كطبيب أعرف قدر معاناتك، وأعرف رفضك وكرهك لهذه الأفكار..
والشيء الآخر.... لابد أن تعرفي أن الوسواس عادة ما يرتبط بالاكتئاب.... وهو واضح في رسالتك (نوبة بكاء صرت أجلس لوحدي أغلب الوقت وأنا أصارع هذه التخيلات صرت لا أنام حتى نزلت في الوزن).
ورغم كل ذلك:
لن تنفذ الأفكار التي ترد إلى مخيلتك، لأنها أفكار شاذة ولأنّك غير مقتنعة بهذه الأفكار الشاذة. وهنا لابد من الإقرار أنّ كل هذه الأفكار الوسواسية لا تعني شيئاً طالما لم يصحبها أفعال قهرية. فما عليك إلا قبول وجود الفكرة، ولكن بدون تقييمها أو الحكم عليها أو التأثر بها. وقبول الفكرة والعيش معها، ليس معناه قبول فكرة أنّك شاذة جنسياً، ولكن قبول فكرة أنّك تعانين من مرض الوسواس، ويمكن أن تلح عليك أفكار ليست منك ولا تعبر عنك.
ورغم ذهابك إلى الطبيب، كان المفروض إخباره بكل شيء وبكل وضوح وصراحة وعدم إخفاء أي شيء بدافع الخجل؛ فإن الأطباء النفسانيين القائمين على علاج الوسواس الجنسي يعرفون حالات كثيرة كحالتك. مع الأخذ في الاعتبار أن كل ما يتم مناقشته مع الطبيب المختص يظل في طي الكتمان.
العلاج النفساني المعرفي سوف يساعدك كثيرا على التخلص من هذه الأفكار، فما عليك إلا التوجه إلى الطبيب أو الاختصاصي النفساني.. لا تتأخري ..
واقرئي أيضًا:
استشارات الخائفة أن تكون شاذة