تعبت ولا أجد صوتا لقلبي! م
لا أرغب بزوجي جنسياً أو عاطفيا
أشكركم من كل قلبي على هذا الموقع الجميل... وأنا لم أكن أتوقع أن تكون هذه استشارة مني في يوم من الأيام، بل كانت الحياة الزوجية شيئاً أطمح إليه وإلى أن تكون سعادتي كاملة بزواجي، وقد كان مفهوم الزواج مقترناً بالحب لدي.
عمري 27 سنة، تزوجت منذ سنة، لدي ماجستير في التحاليل الطبية، ونشأت لدى عائلة مُحِبَّة رغم وجود بعض المُنَغِّصات.
كنت أتمنى الزواج لأشعر بالحب أمام الجميع مع رجل يحترمني وبلا أمور أخفيها عن أهلي، وبالفعل تقدم لي زوجي، وكنت غير مقتنعة 100٪ أو لم يكن هو ما رسمته بمخيلتي سواء شخصيته أو شكله، لكنني بعد أشهر وجدت أخلاقه عالية وكم أنه يرغب في إسعادي أنا وأهلي، كما أننا متوافقون في المعايير المجتمعية، ولطالما كانت حياتي مرتكزة على إسعاد أهلي وجعلهم فخورين بي.
بعد فترة من الخطبة بدأت مشاعري بالفتور، وبدأت بالنفور من خطيبي، فأصبحت لا أحب زيارته لي ولا أشعر باللهفة تجاهه، استشرت أخصائيين وأطباء وأشاروا عليَّ بالاستمرار أو أن الأفضل عدم الانفصال والمحاولة خاصةَ أنني أعاني من السأم والمزاج الاكتئابي والأفكار السلبية منذ زمن (حاولت علاجه ذلك لكن لا فائدة).
ولكني أعلم أن ما أشعر به ليس بسبب أفكاري أو اكتئابي، فأنا لم يكن لدي وعي كافٍ للعلاقة الزوجيه الجيدة، مع ذلك ومع إعجاب الأهل بزوجي وعدم وجود سبب واضح للانفصال قمنا بالزواج.
بعد الزواج حاولت كثيراً الوصول إلى ما أطمح إليه في العلاقة، ولكنني بدأت أفتح عيناي على مصطلحات لم أعرفها خلال فترة الخطوبة مثل الشغف الجنسي، الرغبة الجسدية، التوافق النفسي، التوافق الروحي، الاشتياق واللهفة، التوافق في الاهتمامات والأحاديث التي لا تمل إلخ.... هذه كلها مصطلحات أصبح لدي وعي فيها لكنني افتقدتها بشدة خلال زواجي، رغم أنني أحياناً كنت أشعر بانجذاب جسدي إلى رجالٍ آخرين، حتى أنني إذا سمعت حديث شخصٍ آخر وأعجبني اشعر بما أفتقده أكثر وأكثر.
مع الأيام أصبحت لا أطيق الجنس، ليس هناك أحاديث طويلة وعميقة وممتعة بيننا، ولا جنس يشبعني أو يجعلني أنتظره بفارغ الصبر ولا أرغب به، أشعر بأنني كتلة أحزان، حلمي بحياة عائلية جميلة ومُحِبَّة تلاشى، ليس لدي أطفال فأنا أخاف كل شهر من الحمل وأبدأ بالبكاء إذا شعرت أنني حامل (وكأنني أمارس الرذيلة).
أشعر بأنني عالقة ما بين الانفصال والتسرع، وما بين أن الحياة تمر بي وأنني أستنزف من طاقتي وطاقة زوجي وأعمارنا (ونحن لسنا صغاراً بالعمر)... الاستيقاظ في الصباح أصبح كابوساً لدي، والأعمال المنزلية تثقل كاهلي تماماً.
لم تكن حياتي سعيدة قبل الزواج، ولم تكن سيئة، ولكنني الآن أعيش صراعاً مرهقاً وأحلاماً تتلاشى، وشخص آخر يعاني غيري ألا وهو زوجي... ما الحل؟ لا أعلم فأنا أشعر بفقدان الأمل كثيراً... الانفصال مريح، لكن ماذا بعد؟
يزورني أهلي وأنا في حالة يرثى لها، بكاء كل يوم ونفسي تصرخ من الداخل وتستنجد، هل هناك عيب فيَّ؟ ولو ارتبطت بشخص آخر فهل ستكون هذه نهايتي؟ أم أن ما أشعر به حقيقي؟
وما العمل فطاقتي استُنزِفت تمامًا؟ حاولت محاورة زوجي بهذه الأمور، لكن لا فائدة.
19/11/2020
رد المستشار
صديقتي
شكواك المتكررة حلها أن تفهمي أن السعادة والحب والأمان والتقدير الذاتي والثقة بالنفس تأتي من داخل الإنسان وليس من خلال آخرين أو ظروف معيشية أو اجتماعية.. هناك الكثير من السعداء بدون زواج وهناك الكثير من المتزوجين التعساء.. السعادة تتطلب علاقة إنسانية جيدة مبنية على الصدق (المعرفة الحقيقية) والاهتمام والاحترام والمسؤولية، وتحديات نتخطاها ونتعلم منها ونزداد بها قوة وخبرة وحكمة.... السعادة ليست في الحصول على ما نريد فقط ولكن في تطورنا وأسلوبنا أثناء البحث أو خلال الرحلة إلى ما نريد ثم ماذا نفعل بما وصلنا إليه.... لقد أردت الزواج لإكمال سعادتك على حد تعبيرك ولكنك لم تسعدي بالزواج.... إذا كنت نافرة من الرجل أثناء الخطوبة فلماذا أقدمت على الزواج منه؟
ما رسمته في مخيلتك عن شكل وشخصية الزوج المثالي يجب أن تقابلة شخصية امرأة تحب نفسها بلا غرور أو كبر أو أنانية، وتستطيع أن تسعد نفسها وتستطيع أن ترى الجمال في كل شيء.
تقولين أنك تتوقين لحوار عميق ومسل فلماذا لا تبدأينه أنت؟ ما هي المواضيع التي تريدين الحوار فيها؟ ما هي المواضيع التي تثير فضولك ورغبتك في المعرفة؟ ما هي المواضيع التي تهم زوجك؟
عندما تحاورين زوجك في أمور علاقتكما (بلا فائدة على حد وصفك)، أغلب الظن أنك لا تحددين ما تريدين وكأنك في مطعم وتطلبين أن يقدموا لك طعاما شهيا وشرابا سائغا ولكنك لا تحددين ما تريدين وتريدين أن يسعدك المطعم ومن فيه بتقديم ما يعجبك وكأنهم لابد وأن يقرأوا أفكارك ورغباتك ومزاجك الحالي وميولك الآنية.... مستحيل وغير منطقي.
من ناحية الجنس، الجنس علاقة روحانية في المقام الأول ويتفاعل ويعطي فيها الطرفان... ما الذي تريدينه في الجنس؟ ما الذي يريده زوجك؟ ما الذي تعطينه من نفسك في هذه العلاقة؟
إن كنت معذبة فلماذا لا تطلبين الطلاق أو تخلعي زوجك؟ ليس من العقل والحكمة والصدق أن تستمري في علاقة أنت تعيسة فيها لمجرد إرضاء أهلك أو لخوفك من انتقادهم لك.... في كل الحالات، لن تسعدي بسبب خارجي مثل علاقة أو عمل أو أي شيء آخر وإنما سوف تستمتعين بكل شيء في الحياة إذا ما أسعدت نفسك واندمجت بمحبة في كل ما تفعلين.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب