أعاني من أفكار غريبة وخوف من أن أصاب بالجنون
من فترة وخاصةً فترة كورونا جالي شوية تعب في الجيوب الأنفية وشكيت إنه يكون كورونا، رحت لدكاترة باطنة وأنف وأذن وقالوا لي أنها حساسية جيوب أنفية.
أخدت فترة في تعبي ده لدرجة إني خفت جداً، وكان بيجيلي نوبات ضيق نفس، ده غير إن جسمي كان بينمِّل كله وماكنتش بحس بيه، وقعدت شهر ونص على كده وكنت واثق إن ده كورونا، لكن بعد الشهر ونص دول صحيت في يوم من النوم ورأسي من ورا كانت بتوجعني جداً لدرجة إني كنت بصرخ منها، وقعدت يومين مبتحركش من السرير في حالة أشبه بالإغماء، لحد ما رحت لدكتور مخ وأعصاب وقال "الدم مش بيوصل للمخ" وسألني إذا كنت زعلان فقلتله "آه"، وكتبلي على مضاد اكتئاب ومهدئات ومنشط للدورة الدموية للمخ وللدوخة، وارتحت عليه شوية لكن كان بيجيلي خمول وكنت عايز أنام على طول، وجالي حالة خوف أن أكون تجننت.
أنا رحت لدكتور تاني، وكنت بشتكي إن رأسي مشدودة أوي بوشي، وكنت كأني مش حاسس بيها خالص، وكنت خايف جداً من فكرة أن أفقد عقلي، ودايماً ببحث عن الأعراض اللي عندي على النت لأني خايف إن ده يكون جنان... ولحد دلوقتي بحس إن رأسي مش حاسس بيها خالص ومشدودة بوشي، وكمان الأذن فيها شد...
ممكن أعرف ده إيه؟ وهفضل على كده لغاية إمتى؟...
أنا عايز أرجع لحياتي الطبيعية.
22/11/2020
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ "محمد" حفظه الله،،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، أهلا وسهلا بك في موقعنا، ونحن نرحب بأسئلتك واستفساراتك في أي وقت، سائلين المولى –عز وجل– أن يمن عليك بالشفاء العاجل الذي لا يغادر سقما، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الأخ الكريم : منذ بداية مرضك واصابتك بحساسية الأنف، ووقوعك لمدة شهر ونصف تحت ضغط التفكير والشكوك في احتمال اصابتك بفيروس كورونا، هذه الفترة تسببت في تعرضك للضغط النفسي سواء أكان هذا الضغط بسبب المرض، أو بسبب الخوف من الإصابة بالفيروس، واحتمالية التشخيص الخاطئ من الأطباء لحالتك وعدم توصلهم للتشخيص السليم، هذا الضغط النفسي خلال هذه الفترة أدى لإصابتك بما يسمى بنوبات الهلع، و هي عبارة عن شعور متصاعد من الخوف الشديد والانزعاج يستمر مع المصاب عدة دقائق قبل أن يتلاشى، ومع تكرار التعرض لنوبات الهلع والخوف تحدث بعض الأعراض الجسدية ليس فقط أثناء النوبة وإنما بين النوبات مثل : تسارع في نبض القلب، مشاكل وصعوبات وضيق في التنفس، تعرق، تنميل بالجسم والوجه، صداع ودوخة بالرأس، والخوف من الجنون، وهذا هو تفسير الأعراض الجسدية التي كنت تشعر بها خلال هذه الفترة، أي أن هذه الأعراض هي أعراض جسدية ناتجة عن ارتفاع حدة القلق والشك والتفكير لديك.
ومن بين هذه الأعراض –كما ذكرت– الصداع، والذي يعرف في هذه الحالة باسم الصداع التوتري أو صداع التوتر أي الصداع الناتج عن التوتر، وهو ذلك الصداع الذي شعرت به في مؤخرة الرأس بعد استيقاظك من النوم، ويعدّ صداع التوتر والذي يعرف باسم Tension Headache من أكثر أنواع الصداع شيوعاً في البالغين على الرغم من احتمالية حدوثه ضمن أيّ فئة عمرية أخرى، وقد يكون متوارثًا في بعض العائلات. ويُسبّب صداع التوتر ألمًا باهتا أو شعورًا بالضغط والشد حول جبهة الرأس أو الجزء الخلفي من الرأس والرقبة؛ بحيث يصِف بعض المُصابين ذلك وكأنّ مشبكاً ما يضغط على الجمجمة، وعادةً ما يستمر صداع التوتر من نصف ساعة إلى عدّة أيام ويُقسم إلى نوعين؛ هما: صداع التوتر العَرَضي Episodic Tension Headache الذي يبدأ بشكلٍ تدريجي، وغالبًا ما يكون ذلك خلال منتصف النهار، ويستمر لأقل من 15 يوماً في الشهر الواحد، والنوع الآخر هو صداع التوتر المزمن Chronic Tension Headache والذي يستمر لأكثر من 15 يوم في الشهر الواحد.
ينتج صداع التوتر عن انقباض عضلات الرقبة وفروة الرأس، أو تشنّجها، ويكون ذلك بفعل التعرّض للتوتر النفسي، أو القلق، أو الاكتئاب، أو بفعل عوامل أخرى مثل:
- قلّة النوم أو النوم بكثرة
- الجنس الأنثوي؛ فالنّساء أكثر عُرضة لهذا الصداع مُقارنةً بالرجال، وقد يرتبط ذلك بالتغيُرات في مستوى هرمون الإستروجين خلال فترة الحيض أو فترة انقطاع الطمث
- الإرهاق المزمن والتوتر
- إدمان الكحول أو المُخدرات
- تفويت بعض وجبات الطعام
ولعلاج هذا الصداع يُنصح دائماً بعمل قائمة للمساعدة على تحديد مُحفّزات الصّداع –إذا كان الشخص يُعاني منه بشكلٍ مُتكرّر– وبناءً على ذلك يُعدّل المُصاب نظام حياته أو طبيعة غذائه بالطريقة التي تحدّ من الشعور بالصداع مجدّداً، ويُشار إلى أنّ للتمارين الرياضية والاسترخاء دورًا مهمًّا في تقليل التوتر النفسي، بالإضافة إلى ضرورة المحافظة على وضعية الجسم سليمة، وأخذ قسط كافٍ من النوم والراحة والسّوائل، والابتعاد عن الكافيين، إذ إنّ لهذه الإرشادات دور في تقليل الشعور بصداع التوتر،مع إخضاع المريض لعلاج مناسب يساعده على التخفيف من حدة الأعراض، ويشمل العلاج أدوية خاصة، مثل مضادات الاكتئاب والسيروتونين بالإضافة الى العلاج السلوكي المعرفي، لذلك أنصحك بالالتزام بالعلاج الذي وصفه لك الطبيب، وستشعر بالتحسن التدريجي –بإذن الله تعالى– وستعود مجددا الى حياتك الطبيعية.
أرجو أن أكون بذلك قد أجبت على أسئلتك واستفساراتك، وبالله التوفيق.