خلطة قلق واكتئاب في اليمن! فقط!!
وسواس العقيدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... مشكلتي يا دكتور هي الشك في رحمة الله _والعياذ بالله_، فعند تعرضي لأي مشكلة أو سماعي لأي خبر مؤلم أشعر بالغضب الشديد وأُشكِّك في رحمته سبحانه، وبعدها يبدأ عندي سيل عارم (في نفسي) من المشاعر والألفاظ الغير لائقة، مع أني ولله الحمد ملتزمة بديني ومحافظة على صلواتي وأذكاري.
هذا الشك أصابني بحالة من اليأس والقنوط والحزن الشديد، فاضطربت شهيتي واضطرب نومي وكرهت كل شيء، وأصابني خوفٌ شديد من أن هذا كفر لدرجة أني طلبت من زوجي الذهاب بي إلى المحكمة لتنفيذ حد الردة كوني إنسانة كافرة وسيئة.
أنا أشعر بالازدواجية في شخصيتي ولا أعرف من أنا، فأنا لا أريد الكفر وأخاف منه خوفاً شديداً، وفي نفس الوقت قلبي مطمئن لما يدور في داخلي من أخطاء...
هل أنا على خطر؟ هل هذا غضب من الله عليَّ؟ ماذا أفعل؟
30/11/2020
رد المستشار
لست بكافرة، بل مؤمنة، لا ضير عليك، اطمئني فما لديك هو وسواس ومشاعر تحمل في طياتها طابع الشك وعدم اليقين، وينتابك الخوف من الأفكار الوسواسية السيئة أو التلفُّظ بألفاظ بذيئة أو نابية، وينتهي بك الأمر إلى الحسرة والشعور بالخطيئة.
ومن الوساوس وسواس يعرف بوسواس الشك في الذات الإلهية أو وساوس ذات صلة بالدين أو المعتقد، وقد تحمل الشك والكفر وإجمالاً تسمى وسواس الكفرية (أي الأفكار أو الصور أو المشاعر التي تحمل طابعاً كفرياً بالنسبة للشخص).
عندما يكون الوسواس مسيطراً ومستحوذاً على تفكيرك تصبح هذه الوساوس اضطراباً نفسانيّاً، وهي أشبه بمرض القلق والذي يمكن أن يؤثر سلباً على حياتك، وقد يمنعك من ممارسة مهامك اليومية والعيش بطريقة طبيعية... ببساطة أي أن هذا الوسواس هو قلق.
بما أن الوسواس يستحوذ على أفكارنا ومشاعرنا، وهنا تكون المعاناة أو الأعراض في لحظتها في الحدود الطبيعية ويعرف هذا بالوساوس، ولكن يصبح هذا الوسواس مشكلة حينما يسيطر على عقولنا وحياتنا ويتحكم بهما تماماً، وهنا لابد من العلاج.
رسالتك في طيَّاتها ألم وحسرة وخوف "أصابني خوف شديد من أن هذا كفر" ومشاعر اكتئاب ووسواس شك وتكفير وأحاسيس بالذنب وتأنيب الضمير "هذا الشك أصابني بحالة من اليأس والقنوط والحزن الشديد، فاضطربت شهيتي واضطرب نومي وكرهت كل شيء".
أود أولاً أن أطمئنك أن كل تلك الأفكار والنزعات والصور هي أعراض مرضية، وليس عليك أن تشعر تجاهها بالذنب أو بتأنيب الضمير على الإطلاق، هذا أولاً.
ثانياً: السب واللعن والألفاظ النابية وخاصةً التي تتعلق بالدين أياً كانت فكرة أو صورة أو شك أو عدم يقين، كلها وساوس.. مع ملاحظة أنه أحياناً تكون الوساوس بشكل إصدار صوت أو صراخ أو تلفظ بكلمات نابية أو التصرف بشكل غير لائق.
ثالثاً: لا ضير عليك فأنت لست مُحاسبة إن تلفظتي سراً أو أمام نفسك، فالله أعلم بما نفسك وهو الرحيم، بشرط ألَّا تتلفظي أمام العامة.
رابعاً: لا يمكنك محاولة تجاهل أو إيقاف الوساوس، وكلما تحاولين مقاومتها يزيد الضيق والقلق.
خامساً: لم تشيري في رسالتك إلى أي محاولة للحصول على العلاج... وما أنصحك به هو عدم دفع أو مقاومة الوساوس لأنك لن تستطعي ذلك، لكن أنصحك بإهمال وجودها وعدم التعامل معها لأنك سوف تنخرطين بداوامة لا نهاية لها.... وهنا تاتي حنكة الطبيب المعالج في احتواء الوساوس التى تعانين منها وفي كيفية التعامل معها والتخفيف منها وعلاجها.
سادساً: يحتاج الأمر أن تشدي الرحال وتعزمي الأمر في أن تطرقي باب العلاج، ولن يتأخر الطبيب أو الاختاصي في معالجتك... ابدئي بخطوة أولى وهي ثقتك بالله وبنفسك وبأن هناك علاج لحالتك.