أفكر بإيذاء نفسي: لربما يقل الضغط
عندي وسواس طالع لي قريب (تقريبًا قبل شهر) وهو إني كل شوية أروح أشيك على الباب إذا قفلته مع إني متأكدة إني مقفِّلته، لكن أروح أتأكد.
الحالة المادية جيدة، ولم تكن يومًا مشكلة... الأهل تعاملهم طيِّب لكن أنا ما أحب أفرِّغ لأهلي أو أصارحهم، يمكن اختلاف العمر يعمل دور، والله مدري لأن كلهم جامعيين وطفل واحد توُّه ثاني ابتدائي، أقرب واحد لي فرق 4 سنوات، والأهل ما بيقصَّروا لكن أنا نفسيًّا ما أحب لأني أشوفه ضعف، وأيضًا لأني أعرف ما عندهم حلول، الوالد طبيب ومعروف ما يحتاج أقول قد إيش مشغول، وغير إنه صعب المراس، فالعلاقة فوق السطحية، وهو ما بيقصِّر وبيعمل كل حاجة عشاننا، لكن الأب عصبي، وقد جاءته فترة (قبل سنة بس) يعصِّب عليَّ ويهاوش، وعقَّدني هالشيء، خصوصًا كلام اللي حولي كل ما صار شيء قالوا لي "لا تسوِّين كذا، وليش تقولين كذا؟ والمفروض تقولين كذا، وهالطريقة غلط" وما يخلص الكلام.
وبعد تقريبًا شهر من اللي صار قررت أصيح، وكانت فترة كُلَّها صياح وكأنها اكتئاب، وحاولت أكلِّم صديقتي لكن كانت تبي تصرف الموضوع وقالت "تراك طوَّلتيها" (للتوضيح كانت مكالمة)... وطبعًا بعدها سحبت عليها شهر، وبعدين حاولت أفرِّغ لأمي لكن ما كان مُقنِع، كانت بس تبي تسكتني، وقعدت تسألني "طيِّب ليش زعلانة؟" وأكمِّل أحكي لها وتعيد السؤال، وكانت طريقتها وأسلوبها كأنها تبيني أوِّقف صِيَاح وأوضَّح مع إن كل شيء كان واضح، وكانت تعرف السبب بوضوح.
وحاليًا أحس إني ضايعة، ماعاد أدري مين أنا وكيف أرجع!... قبل ما يجيني هالشعور سبق وفكرت بالانتحار قبل سنة أول ما صار، وسبق وجرَّبت أجرح نفسي، وغالبًا بعيدها يمكن تنفع هالمرَّة... وكل اللي حولي وكل من كان يعرفني يقولي "شفيك متغيرة؟ ارجعي زي زمان، ما كنتي زي كذا... وإلخ".
أما الحين أحس بفراغ، وما عاد أدري وش أسوِّي، ولا أدري كيف أحاول، أحس بالضياع لذلك قررت إني أرسل هالرسالة لأن ماعاد أعرف وش أسوِّي، وأبي أرجع نفس قبل، وأخاف إني أقعد كذا للأبد.
وللعلم صرت ما أحب أقعد مع الناس، وكل ما صار النظر حولي أتوتر بشكل وكأنها فوبيا أو شعور قريب للدوار لدرجة أسمع نبضي، وأبدأ أعرق، وأبرد، وأناطر كل مكان، وأخربط كلام، وأحس بدأ يصير كلامي مُختَصر مع الناس وكأني أتهرَّب، ومابي أسولف ولا أبي أتكلم، ولا عاد أقدر أعدله، وحتى إذا كنت مع صديقاتي صرت أحس عقلي فاضي، ماعاد فيه ردود كأني بزر أعيد نفس اللي أقوله، وما في تغيير كأني آللي ماعاد عندي رد، أحاول بأي طريقة لكنه يتعب وما يتغير، وما قد تطور ونفس الوضع.
وعلى العموم أنا أخاف من إني أنفجر بأحد لأني أعرف أني بنفجر بموضوع سخيف وشخص غلط ما سوَّا شيء، لكن أكثر شيئين خايفة منهم هو إنه نهايتي تكون بدون ما تنتهي المشكلة، لكن أحس خلاص أبيها تعدِّي، يا أنا يا هيَّ... والشيء الثاني هو انفجاري.
وحاليًا على عمري ذا ما أقدر أروح بنفسي لطبيب نفسي، ولا ودي لكن ما أبيه يكون على العلن لأنِّي أتوقع ما بيوافقون وبيظنون مشاكلي بسيطة وإنه مستحيل توصل لدرجة خطيرة، لكن مستقبلًا بروح وبسرية وبنفسي، مع إني متأكدة حتى لو رحت ما بيكون ذاك الشيء، ولكن يبقى ويكمن إني أقدر أفرِّغ أهم شيء... أبي شخص جدير بأنه يتحمل هالشيء، أما الأهل مابي لأن أولًا بتتغير النظرة للرحمة، وثانيًا إذا جاتهم هم ضغوطات وعصَّبوا بيقلبون كل شيء ضدي حتى لو كان اللي قلته لهم شيء مُب هيِّن.
13/12/2020
رد المستشار
بدا واضحا من خلال رسالتك مشاعر الاكتئاب والإحباط الممزوج بأعراض القلق والتوتر وعدم القدرة على ترتيب الأفكار من خلال التعبير المتناثر في رسالتك.... رغم أنك ذكرت الوسواس في مقدمة رسالتك إلا أنك لم تتطرقي عنه كثيرا..
سوف أوجز لك باختصار عن الوسواس.. الاضطِرابُ الوَسواسي القَهري نوع من اضطرابات القَلَق. وهو اضطراب شديد تظهر فيه الوساوس والأفعال القسرية (القهرية) بشكل يسبب للمريض إزعاجا ملحوظا يؤثر على روتي حياته اليومي أو أدائه الوظيفي أو نشاطاته الاجتماعية أو على علاقاته بالآخرين، الوسواس عبارة عن فكرة دائمة أو صور ذهنية تحدث بشكل متكرر تسبب قلقاً أو ضائقة واضحين وهي خارجة عن الإرادة والسيطرة. أما القهر فهو مجموعة أفعال تشعر المريض بأنه مرغم على تكرارها مراراً. مثال على ذلك غسل اليدين والعد وتكرار بعض الكلمات وشد الشعر وترديد جمل نابية أو كلمات كفر في ذهن المريض أو تكرار نغمة موسيقية أو أغنية تظل تلاحقه وتقطع عليه تفكيره. غالباً ما يكون الوسواس والقهر متلازمان. والقهر يمثل محاولة لنقض الوسواس. فمن يغسل يديه بشكل متكرر يحاول القضاء على وسواسه بان يديه متسختين. وفي نفس الوقت يعرف المريض أن هذه الأفكار ليست إلا تفاهات او سخافات. وإذا لم يُعالج اضطِرابُ الوَسواس القَهري، فمن الممكن أن يسيطر على حياة الشخص. فكري في حالتك لتتعرفي على المواقف التي تسبب لك توترًا زائدًا.
على الرغم من أن حالتك تتطلب مساعدة من الاختصاصي أو المعالج النفساني، يمكنك عمل الآتي
• ابدئي بخطوات قليلة، حددي أهدافا أو نشاطا يوميا أو أسبوعيا للمواقف التي لا تسبب لك توترًا قويًا.
• بعد ذلك، مارسي نشاطا بصورة تدريجية إلى أن تجدي أن قلقك أو اكتئابك تجاهها صار أقل.
• نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا.
• شاركي في المواقف الاجتماعية من خلال التعامل مع الأشخاص الذين تشعرين براحة تجاههم
• لا تحاولي تجنب المواقف التي تثير أعراض قلقك أو مشاعر الاكتئاب
• وإذا تعرضت بالفعل لأحد المواقف المحرجة من الأسرة، تذكّري أنك ستتجاوزين ما تشعرين به، وستنجحين في التعامل مع ذلك
كما يمكنك التخفيف من حالتك من خلال:
• التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة أو الانضمام إلى مجموعة توفر فرصًا لتحسين مهارات التواصل.
• ممارسة أنشطة ممتعة أو مهدئة، مثل الهوايات،
• تذكر نجاحاتك، ولا تركزي فقط على إخفاقاتك وفشلك.
• كلما شعرت بالارتباك تذكري الهدوء "وخذي نفساً للاسترخاء"
• كافئي نفسك، عندما يكون أداؤك الاجتماعي جيداً.
وقليل من بعض التمارين:
• الاسترخاء: يساعدك على تقبل الموقف قبل التعرض للموقف.
• التنفس: بأخذ شهيق عميق وحبسه لثوان ثم زفير ببطء ، ويكرر ذلك عدة مرات يوميًا.
أخيرا.... انظري للحياة بتفاؤل وحب, ومن تجاربك السابقة أن تكون نبراسا لك يضيئ حياتك. اخلقي علاقات طيبة مع الآخرين.... انظري كيف يفكر الآخرون.... تعلمى من تجاربهم.... كوني عونا لمن يحتاج مساعدة.... اجعلي من الحب أساسا في تعاملك وخاصة مع الأسرة.... استبدلي الكره بالحب والحقد بالحب....
واقرئي أيضًا على مجانين:
إيذاء النفس المتعمد
التشويه الذاتي للجسد: وصف الظاهرة1
أزمة انتشار الهوية وإيذاء النفس
سريعة الغضب : تتلذذ بإيذاء الذات