كيف أُخَلِّص أولادي البالغين من أبيهم النرجسي؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
استشارة بخصوص أولادي الكبار، شاب وشابة أعمارهم 23 و24 سنة، والدهم نرجسي لا يريد تزويج البنت، ويهين الولد ويُذِلُّه باستمرار.. كيف أتصرف؟ وكيف أُخَلِّص أولادي من قبضة أبيهم النرجسي، وأعالج ما أحدثه بنفسياتهم من التَّشَوُّهات؟
علمًا بأنه مسافر بالسعودية، ولا ينزل مصر أبدًا، ولم يرهم منذ كان عمرهم سنتين ونصف وسنة ونصف إلَّا من خلال اتِّصالات الفيديو لأنه لا ينزل مصر لأسباب غير معروفة، لكنه يتصل بابنتي تلفونِيًّا لعدة ساعات يوميًّا، تصرفاته معهم متناقضة، فهو يُدَلِّل البنت جدًّا ويُغْدِق عليها المال بنسبة كبيرة، ويثق بها ويدعمها لإكمال دراستها العليا، ويرفض تزويجها لأي عريس بشكل غير مباشر، ويفتعل المشاكل مع الخاطب، ويخترع أي شيء للإساءة له ورفضه، والبنت مُسْتَكِينَة ومطيعة له تمامَا وخايفة تِعْصِيه أو تضايقه، وإذا اعترضت على شيء ينفجر فيها غَضَبًا.. كيف أُخَلِّصُها من قبضته لتعيش حياتها؟
أنتظر ردكم
وشكرا لكم
20/2/2021
رد المستشار
شكرًا على استشارتك.
لا يَسْهُل الإجابة على هذه الاستشارة لأنها تتعلَّق بطرف ثالث ورابع، وكلاهما تجاوز مرحلة البلوغ وفي العقد الثالث من العمر... من جانب آخر تتحدثين عن إنقاذ ابنك وابنتك من قبضة الوالد الذي يعيش بعيدًا عن البيت ويتم وصفه بالنَّرجسي، ولكن لا توجد أي إشارة في الاستشارة عنك وعن علاقتك به وعلاقتك أيضًا بالولد والبنت.
أنت قريبة من ابنك وابنتك، ولا تتحدَّثين عن دورك في رعايتهم وإرشادهم... إذا كنت تشعرين بأن الأب الغائب له تأثير سلبي على حياتهم فيجب أولًّا أن تتحدثي معه، ومن ثَمَّ تتحدثين معهم.
من جانب آخر هناك إشارة واحدة على رفض تزويج البنت من خطيب يتقدم إليها، والآنسة في مرحلة تعليم عالي، وربَّما لا تُحَبِّذ الزواج بهذا الأسلوب التقليدي، وهي مُؤَهَّلة لاختيار زوج المستقبل بنفسها.
الصراحة رسالتك لا تخلو من الغموض، ولا يوجد فيها تفاصيل عن المعاملة السيئة للابن من الأب الغائب، ولا دليل مُقْنِع عن سوء علاقته بالبنت، بل على العكس من ذلك هناك إشارة الى رابط قوي بينه وبين ابنتكم، ووجود تحالف آخر بينك وبين الابن... بعبارة أخرى هناك وحدتان عائليتان (أنت والابن، والأب وابنته)، وهذا دليل على وحدة عائلية مُختَلَّة وظيفيًّا.
تحدَّثِي مع الأب واطرحي وجهة نظرك بوضوح.
وفقك الله.