أنا أم لخمسة أبناء (3 بنات وولدان) البنتان الكبريتان في سن 16 و18.. وبعدهما ابن يبلغ من العمر 15 سنة. أعاني من عدم احترامهم لي وعدم سماعهم لكلامي بما فيه الكفاية. وألاحظ أن كلمة زوجي يسمعونها فورا، أما أنا فبنقاش وجدال. وأنا ظننت من خلال قراءتي لمواضيع تربوية أن طريقة الحوار والنقاش وليس الأمر الحاد أفضل، ولكن يبدو أني أخطأت.
حتى إن زوجي يقول لي: لماذا تجادلينهم؟ اقطعي الجدال وأعطيهم أمرا، وهذا نادرا ما أفعله، لا أدري لماذا؟ من الممكن لأنني لا أحب أن يشعر أحدهم أنه مظلوم ولا يفهم طلبي وأمري منه، ولماذا هو وليس غيره من الإخوة.
كيف أجعلهم يحترمونني أكثر؟ وأريدهم أن يشعروا بي أكثر؛ لأني أتعب بالمنزل، وإن قلت هذا أمام البنت الثانية دائما جوابها أنني أم، وهذا دور الأم، وأنها سوف تطبخ في المستقبل وستكون أما مثلي.
أنا أعاني من أجوبتها؛ لأنها منفعلة وتغضب بسرعة، والجواب على لسانها كما نقول بالعامية، وطالما أطلب منها أن تحترمني ولا تكلمني مثلما تكلم أختها أو رفيقتها. حتى عندما نتحدث بهدوء توجه اللوم لي وتقول بأنني التي صرخت من البداية. ومهما طلبت منها أن تفعل تجيب بصراخ إنني متعبة ومشغولة، ولكن لو صادف وقتها أن طلبت صديقة منها مرافقتها لأي مكان ولو كان بعيدا تذهب.
فهل فشلت بالتربية؟
وشكرا لكم
4/1/2022
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك عزيزتي... بالطبع لم تفشلي، ولكنك تعبت بينما ما زال أمامك المزيد من المهام، جعل الله تعبك في تربية أولادك في ميزان حسناتك.
اصبري قليلا فهم وإن طالت قاماتهم ما زالوا لم يرشدوا بعد، ولا تتوقفي عن نقاشهم، نقاشك معهم قد يكون أفضل جزء تقومين به، فأنت بذلك تطلعيهم على جوانب من الحياة والفكر وتعلميهم اتخاذ القرار وتبقي قريبة منهم، ودعي دور الشرطي لوالدهم فهم بحاجة لكلا الأمرين معا... من يضبطهم ومن يسمعهم وغالبا دور الأم أقرب لمن يسمعهم ويستوعبهم.
معك يجربون التعبير عن أنفسهم، ويجب أن يتعلموا طرق النقاش وخير معلم لهم هو أنت، لا يعني هذا عدم احترامك أو تساويهم معك، ولكن ما لا تقبلينه لنفسك لا تقبليه لهم. اختاري وقتا مناسبا لمناقشة ابنتك بما يزعجك منها ليس بين الطلبات التي لا تنتهي ولا بينما أنت في حالة احتراق نفسي أو جسدي، وحافظي على تسامحك معهم. من الأمور التي تقلل الجدال توزيع المهام بعدالة بين أفراد الأسرة ولا بأس بأن تجعلي أمامهم فرصة لاختيار ما يحبون القيام به من الأعمال. ذكري ابنتك أن أول مراحل رشدها واستعدادها لدور الأم هو التدريب على أسرتها فلتبدأ بالمشاركة في رعايتها كي تتعود مهام الرعاية. اشرحي لها حاجتك النفسية لمساعدتك كأمر يفرحك أكثر من كونه مهمة يجب عليها القيام بها.
هناك فرق بين الجدال والنقاش... النقاش يهدف لاستكشاف وجهات النظر المختلفة بينما الجدال هو مجرد حديث من أجل الحديث، فلا تنجري إلى الجدال وحافظي على النقاش. من الأمور التي قد تحتاجين لشرحها هو أن لكل دور واجبات ومقابل هذه الواجبات هناك حقوق. واجبات دورك كأم يعطيك حقا على أولادك بمساعدتك نفسيا وجسديا.
كما بدأت أذكرك ... بأن مهمتك لم تنته بعد فلا تتعجلي القطاف.