وسواس
السلام عليكم ورحمة الله، صراحة يا دكتور لا أعلم من ماذا أعاني هل أنا شاذ أم أعاني من اضطراب في الهوية أم هي مجرد أوهام . أنا في بداية طفولتي عشت في وسط نسائي بالرغم من وجود والدي معي ولكن كنت أقضي معظم الوقت مع جدتي وخالاتي وللأسف أحيانا كانوا يشجعوني على الرقص مثالا وكانوا يضعون لي المكياج وللأسف لم أكن أرفض بسبب الجهل وليس لأني أشعر أني أنثى
والكارثة الكبرى أني مرة سألتهم هل سوف أصبح بنت؟ كنت وقتها صغيرا جدا لا أعرف. وكل مرة أتذكر هذا المشهد أشعر بالذعر . ولكن لأن خالتي كان لديها صالون تجميل وكنت أقضي معظم الوقت معهم، مرة قبلتني زبونة عندها وشعرت بانتصاب ومنذ ذلك الحين لم يفارقني هذا الإحساس باللذة الجنسية حتى إنني أصبح لدي ميول جنسية ناحية النساء، وأصبحت أعشق أقدامهم لأنها تشعرني بالاستثارة.
ولكن في نفس الوقت كانت تأتيني أفكار بتقليد النساء مثلا أقلد ممثلة ولكن هذا حدث مرة أو مرتين فقط وبعدها أصبحت أقلد الرجال يعني أتخيل أنني ملك أو ممثل فنون قتال في الطفولة كنت أحب فنون القتال وممثليها، حتى أنني قلت لوالدي مرة أني أريد أن أقوم بعملية تجميل وأصبح شبيها بي بروسلي، كنت أراه مثلي الأعلى، أما من الناحية الجنسية فكنت أحب الفتيات كثيرا وقلت لأمي أني أريد أن أتزوج من بنت خالي عندما أكبر وكان عمري وقتها 12 سنة، ولكن في نفس الوقت كنت أحيانا ألعب مع صديقات أختي فقط ولا ألعب مع فتيات أخريات لا أعرفهن ويكون هذا بسبب أني لا أجد أولاد ألعب معهم أو أكون عند أهلنا في مدينة أخرى، ورغم ذلك كنت أحب لعب كرة القدم مع الأولاد حتى أنني كنت أريد أن أكون حارس مرمى.
المشكلة بدأت عندما دخلت الإعدادية في البادية، كان جميع التلاميذ قد ظهرت عليهم علامات البلوغ إلا أنا فكنت أشعر بالنقص، حتى أني ذات مرة رسمت شعر على مستوى العانة، ورسمت لحية وشارب على صورتي، وكنت آخد جورب وألفه وأحطه فوق تحت السروال لكي يظهر أن لدي قضيب كبير، في نفس الوقت كنت أتعرض للتنمر بسبب مظهري الطفولي كان زملائي ينعتوني بأسامي إناث، ويقولون لي أنت لست ذكر شكلك مثل الأنثى، وكانوا يتحرشون بي لفظيا ويراودوني عن نفسي، وهذا أدى إلى ظهور أفكار شاذة وتحولية مثل أنني أتخيلني كالأنثى تمارس الجنس.
طبعا هذه الأفكار كانت لحظية لأن الميل الوحيد الذي أعترف به هو ميولي ناحية النساء، بعد مدة رأيت فيديو لشخص متحول إلى امراة شعرت بالهلع والخوف، ظنيت أنني لست رجل، وقد يكون لي عضو أنثوي داخلي، فذهبت لوالدي وأخبرته بذالك ووبخني، وقال هناك الخنثى وأنت لست خنثى، وسألني هل لديك انتصاب قلت له نعم، قال لي أنت على ما يرام، ورغم ذلك بقيت لدي وساوس وخوف، حتى بدأت تظهر علي علامات البلوغ مثل خشونة الصوت، نمو حجم القضيب، شعر العانة، طول القامة، وقتها شعرت بالراحة والسعادة حتى أنني حاولت أن أتعرف على فتاة وبعدها احتلمت بعلاقة جنسية كاملة، ولكن بدون إفرازات.
طبعا الفرحة لم تدم طويلا بعد أن قرأت عن مرض اظطراب الهوية الجنسية، وأنني قد أكون امراة من الناحية النفسية، وعاد مرة أخرى الذعر والخوف، حتى أنني حلمت أني قبلت رجلا على خده وشعرت بقشعريرة في الدبر، وتبدد خوفي مؤقتا عندما رأيت فيديو لشخص متحول يقول أنه لم يكن لديه انتصاب أبدا ولم يحتلم أبدا، وقتها ارتحت قليلا وطبعا هذا لم يدم طويلا لأني رأيت فيديو لشخص كان متزوج ولديه بنت وقال أنه كان مظطرب لذلك تحول، بسببه مازلت أعيش في ذعر وخوف كبير ورغم كل هذه الوساوس والخوف مازلت أحاول التعرف على البنات في مواقع التواصل الاجتماعي.
وحتى في الجامعة عندما أتحدث إلى فتاة جميلة أشعر بالخجل منها، أما حاليا فبدأت أشعر أني مظطرب فعلا توقفت عن الذهاب إلى الجيم بسبب الخوف من الانزعاج الجندري، رغم أني كنت أحلم بعضلات في جسمي منذ أن كنت طفلا، أصبحت أخاف من أن يكون لدي جسم رياضي أو لحية، وأني أريد أن أحلق شعر ساقي وذراعي وهذه الأشياء تشعرني بالهلع حتى أنه انتابني الشك لم أعد أعرف هل أنا أريد أن أكون رجل أم لا وهذا الشك يقتلني.
الخلاصة لقد قمت بأي شيء قد يقوم به أي شاب طبيعي مثل العادة السرية ومشاهدة أفلام إباحية وكل شيء ونادم على كل مرة استرسلت مع خيالاتي الجنسية ولو عاد بي الزمان لما فعلتها ولما قلدت الفتيات، أنا الآن في صراع مع نفسي أريد شخصا ما أن يطمئنني وأريد أن أتخلص من تلك الأفكار التحولية لأني صراحة أشعر بالمتعة وتقدير للذات عندما أفكر في امراة، وأشعر بالدونية والاحتقار عندما تتسلط علي الخيالات الجنسية التحولية
وأخيرا أنا أريد أن أستمتع بإحساسي برجولتي
وشكرا لكم
8/2/2022
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
لا يوجد في محتوى استشارتك ما يشير من قريب أو بعيد إلى أنك مثلي التوجه أو تعاني من اضطراب الهوية الجنسية (الجندرية). ما تشير إليه في الفقرة الأولى والثانية من الاستشارة حول ذكريات الطفولة والمراهقة جميعها حميدة ولكن لسبب أو آخر لم يتم كبتها بصورة فعالة أو تم استنساخها في إطار غير حميد بسبب حالتك النفسية أو الضغوط البيئية التي لم تتحدث عنها.
الأفكار ذات المحتوى الجنسي الذي يتعارض مع الذات أفكار حصارية (وسواسية) تداهم الكثير لفترة وجيزة ولا يبالون بها ويتم كبتها بنجاح وهذه أفكار طبيعية. الأفكار ذاتها قد يطول أمدها بسب إصابة الإنسان باضطراب قلق أو اضطراب وجداني وعند ذاك يقاومها الإنسان ولكنها في عين الوقت تؤدي إلى إنهيار معنوياته. الأفكار ذاتها كذلك يمكن تأخذ إطار آخر أقرب إلى الوهام وعند ذاك يعاني الإنسان من اضطراب ذهاني.
توقف عن البحث في هذا الأمر وعليك القبول بأنك غيري التوجه. التركيز على التحديات التي تواجهك والتعامل مع الضغوط البيئية في غاية الأهمية. زيارة طبيب نفساني هو ما أنصح به لعلاج مشاعر القلق والاكتئاب وتجاوز الأفكار التي تداهمك.
وفقك الله.