انتبهن أخواتي انتبهن
هذه مشاركة مني لكل فتاة تحب.. كنت في زيارة لصديق لي، وأقمت عنده 20 يوما، وخلال هذه الأيام اتصلت به ابنة عمه، وأخبرته عن أن هناك شابا يريد أن يتقدم لها لكنها متعلقة بشاب آخر، ثم أخبرته بأنه هو هذا الشاب الآخر، وتريد منه أن يتقدم لها.
أخبرني هذا الصديق بأن ابنة عمه هذه كانت مثل "الأحلام البعيدة" بالنسبة له، ولم يتخيل يوما أنها يمكن أن تقبل شخصا مثله؛ فقد كانت أشبه بالملائكة بالنسبة له، وأبعد من النجوم، ولكن ها هي النجوم أصبحت بين يديه.
المشكلة التي حدثت أن المكالمات التليفونية أصبحت ليل نهار دون داع، وأصبح الحديث عبر سماعة التليفون يوميا وفي الخفاء، وأخبرت زميلي بضيقي من ذلك، ولكنه أخبرني بأنه جاد وينوي الزواج بها. وجاءت فرصة لي للحديث معها منفردا؛ حيث إن صاحبي لم يكن موجودا، وتمنيت في تلك اللحظة أن أطلب منها أن تنقطع عن تلك المكالمات وتتركه هو ليحضر لها؛ فقد فعلت المطلوب منها بكل احترام فلا داعي لهذه المهاترات تحت اسم الحب.
المشكلة بعد ذلك أن زميلي أخبرني بأنه بدأ يشعر بالملل وبأنها لم تكن ملاكا كما تخيل، ولا أبعد من النجوم، وأنه بدأ يشعر بالملل؛ فليست هي الفتاة التي كان يتمناها .. وتطور الأمر بعد ذلك، ولكني لم أكن موجودا، وقد عرفت أنها طلبت منه أن يحضر لخطبتها ولكنه رفض ولم يبال.
وحتى الآن أشعر بالندم؛ لأني لم أخبر هذه الفتاة عندما أتيحت لي تلك الفرصة بألا ترخّص نفسها لهذا الشاب بمثل هذا الحديث. وكثيرا ما أرى صورا متنوعة من هذا الحب المبتذل الذي لا يعرف إلا النواصي والطرقات والمكالمات التليفونية، وأتذكر تلك القصة فربما تكون الأحاسيس صادقة وجميلة ولكنها تضيع تحت هذا الابتذال .. لا أدري ماذا أقول بالضبط، ولكني أتمنى من كل فتاة ألا ترخّص نفسها بأي صورة من الصور، حتى وهي تعترف بحبها لشخص ما؛ حتى لا يضيع هذا الحب الجميل.
أرجو أن تساعد هذه المشاركة في توصيل الفكرة إلى عقول فتياتنا.
والسلام عليكم
11/5/2022
رد المستشار
المشكلة يا أخي العزيز في كل قصص الحب هي أن الحب يشبه "السحر"، والشخص الواقع تحت تأثير هذا "السحر" يرى نفسه مدفوعًا دفعًا لما تشتهيه نفسه ـ وهو القرب من المحبوب ـ دون النظر إلى أي عواقب، ودون تحكيم العقل في مستقبل هذا الحب أو التنازلات والأخطاء الناتجة عنه، أو الخسائر النفسية والاجتماعية والشرعية التي قد تحدث.
هذه الفتاة التي تحدثت عنها لم تر إلا حبها وحبيبها، ولم تسمع لنداء العقل الذي ربما يكون قد حذرها من النتيجة التي وصلت إليها، وذلك من خلال القصص المشابهة المخزونة في الضمير والوعي، والتي تحكي عن الفتاة التي "رخّصت" نفسها بأن جعلت نفسها سهلة متاحة بعد أن كانت حلمًا بعيدًا.
وما نريد أن نقوله في موقعنا: مع كل احترامنا للحب، ولكن هل هو فعلا "سحر"؟ هل الشخص الواقع تحت وطأته يفقد إرادته فلا يملك فكاكًا من سلطانه؟ هل الحب كما ذكرنا في إجابات سابقة ـ هو الأول، والآخر والظاهر والباطن؟ بكل تأكيد لا... وهذا هو ما نريد أن نقوله: لا. فالحب ليس سحرًا، وليس فوق إرادة البشر، وهناك مساحة للعقل والوعي والضمير لا بد أن تكون موجودة، هناك شيئان يبطلان مفعول هذا "السحر" وهما: الإرادة، وتقوى الله.
إن كان الإنسان يفعل ما تمليه عليه نفسه دون أن يقاوم فهو أقرب للبهائم، ولولا الإرادة لما دخل فريق الجنة وفريق النار، فالإرادة ومقاومة الأهواء المدمرة وتحمل المشقة النفسية نتيجة حرمان النفس من شيء خطأ تشتهيه، كما أن الشعور بمراقبة الله تعالى واطلاعه على كل أفعالنا وأقوالنا، وأنه حاضر معنا وشاهد علينا .. هو الذي يحول بيننا وبين الأخطار.
أخي العزيز، نضيف هذه القصة إلى غيرها من عشرات القصص التي تصلنا.
اقرأ على مجانين:
ضحك علي وعمل لي فيديو!
هو والزميلة.. تبادل المتعة وحيرة القرار
علاقات ساخنة آخرها مكب النفايات