السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أشكر لكم جهودكم في نشر الوعي ومساعدة الناس في التوصل لحياة سعيدة وخالية من المشاكل.
مشكلتي أيها الإخوة الكرام تتلخص في التالي: أنا سيدة في الرابعة والعشرين من العمر متزوجة منذ 3 سنوات ولي طفلان.. بيني وبين زوجي حب وتفاهم كبيران جدا، أسأل الله أن يتممهما ويديمهما .. بدأت مشكلتنا منذ أكثر من سنة، حيث دخل زوجي في موضوع إصلاح بين زوجين (الزوج ابن خالته) ودخل زوجي في كثير من الأمور والتفاصيل؛ حتى إنه في النهاية أتى بهما ليسكنا معنا في البيت لمدة 4 أشهر.
وطبعا لأن زوجي كان حلال المشكلة فقد كان يتكلم كثيرا مع المرأة ويجلس معها لفترات طويلة جدا؛ وهو ما كان يضايقني كثيرا، وطلبت منه في كثير من الأحيان أن يتوقف؛ لأنه لا فائدة من الإصلاح؛ حيث إن الرجل لا يريد الاستمرار في زواجه بل هو يضيع وقته (فهو عاطل عن العمل وأمه تصرف عليه)... طبعا زوجي كان يتحجج بأنه لا مجال للانسحاب الآن؛ حيث إن الآمال كلها معلقة عليه وأهل الفتاة يرونه منقذ ابنتهم من الطلاق وووو.. وهكذا استمر زوجي لمدة سنة كاملة لا هم له إلا مساعدتهما.. وكلما طلبت منه التوقف قال اصبري فسينتهي الموضوع قريبا.. وهكذا حتى تم طلاقهما بدون علم زوجي الذي أصيب بحالة نفسية غريبة.. حيث بكى من شدة القهر وانطوى على نفسه وتغير مزاجه كثيرا.
بعد فترة من الزمن قال لي زوجي إنه يريد الزواج بهذه المرأة ليحفظ ابنتها من الضياع، ولأنه حرام أن تبقى فتاة في عمرها مطلقة، ومن الكلام الذي لا يقنع ... أنا بدوري استسلمت وانهرت ولم أعرف ماذا أفعل.. أما أمه فقد أقامت الدنيا ولم تقعدها وشنت حربا شديدة عليه واتهمته بالخيانة والزنا، وأنه على علاقة سيئة مع الفتاة.. وطلبت مني أن أطلب الطلاق لكني رفضت وبعدها اتجهت لأهلي وأثارتهم علي؛ حتى إن والدي قال لي إن لم تطلبي الطلاق فلست ابنتي!!!
زوجي جن جنونه وأحس أن أمه تتحداه في رجولته فزاد عناده وتصميمه على الزواج وبالفعل تزوج، وبعد أن كتب الشيخ كتابه ندم زوجي ندما شديدا، وكل ما فعله أنه رمى بها وابنتها في بيت ولم يسأل عنهما لمدة أسبوع.. وبعدها أخبرني أنه أتى بها وأنه نادم أشد الندم ولا يدري ماذا يفعل وطلب مني العفو.. وبدأ في سؤال المشايخ هل يجوز لي طلاقها؟ طبعا الجميع بدون استثناء قال له أبدا وحرام عليك ما فعلت وكيف تجرؤ؛ وهو ما زاد في معاناتنا نحن الاثنان؛ زوجي يحس أنه ارتكب حماقة ولا يعرف كيف يصلحها وأن الله سيعاقبه أشد العقاب لما فعل، وأنا أحس أن هذه المرأة دمرت حياتي بعد أن سعيت بكل جهدي لإصلاح حياتها (طبعا لظروف سكنها عندي فقد نشأت بيني وبينها علاقة قوية).
الآن زوجي يذهب لذلك البيت لينام فقط وطبعا هو ينام في المجلس؛ حيث إنه اشترط عليها قبل الكتاب أنه لن يدخل بها ولا يريد منها أولادا، ووافقت هي وأهلها، وهو يذهب هناك لأنه يقول إن العدل في المبيت والنفقة.. اتصلت بي الفتاة وطلبت مني أن أطلب من زوجي أن يطلقها؛ فهو دمر حياتها ولم يجلب لها سوى العذاب؛ فهي محبوسة في المنزل مع ابنتها حيث أهلها يسكنون في منطقة بعيدة جدا.. قلت لها أن تطلب منه ذلك قالت بأنه لن يفعل وأنها حاولت، تكلمتُ معه وقال إنه ليس من حقها أن تطلب الطلاق.. وركب رأسه.
أنا لا أعرف كيف أقنعه أن يفعل؛ فهو لا يريد منها شيئا ولا يطيق النظر في وجهها.. وقد أخبرت إحدى صديقاتي وقالت لي إنه يكذب علي ويقول كل هذا ليشعرني أنه غير سعيد، لكن الفتاة أكدت كلامه وقالت إنها لم تتكلم معه كلمة واحدة منذ عقد عليها وإنها لا تراه إلا مرة في الأسبوع أو الأسبوعين (حيث إنه يدخل لينام من باب آخر فلا تراه).
بالنسبة لي أنا أتألم كثيرا لكل ما حصل؛ فحياتي كانت مستقرة تماما وسعيدة إلى أبعد الحدود، ومنذ دخلت هذه المرأة في حياتنا دمرتها ولو بغير قصد.. فقد ظنت أنها ستحصل على شيء من زوجي لكنها صدمت وهي تعرف تماما أنه يحبني ولن يفضلها علي مهما حصل وكذلك أهلها جميعا يعرفون كل ذلك... ولا أدري كيف وافق أهلها على زواج ابنتهم وكيف رضوا بأن يضايقوني وقد آويت ابنتهم في منزلي وسعيت بكل جهدي لتعيش حياة سعيدة مع زوجها وهي في أول فرصة لم توفر جهدا في إيلامي.
اخترت البقاء مع زوجي لكني أتألم في كل ليلة يذهب لينام هناك؛ حتى إنني أصبت بمشكلة في القلب وأجريت عملية جراحية وكلي أمل أن يحس لكنه لم يفعل.. وكلما كلمته استسمح مني وقال "حلليني"؛ فأنا لم أقصد وكل ما حدث لا دخل لك به فقط كنت أريد أن أتحدى أمي وأنا نادم ... أنا الآن مستسلمة، لكن أحيانا أغضب كثيرا، خاصة أنني في أحد الأيام وفي وقت الفجر قمت لأطفئ منبه جوال زوجي... وإذا بي أرى رسالة من أم الفتاة فيها كلام سخيف جدا (أحبك يا عمري ووحشتني ولا أقدر أعيش من دونك)؛ صدمت وواجهت زوجي فأنكر وقال أنت تحلمين.
ومن ثم تأكد من جواله وإذا بالرسالة موجودة فأكد أنها بطريق الخطأ وأنه مستحيل أن ترسل له الأم كلاما كهذا فهو لا يطيق البنت ليطيق الأم!! وحتى هو انهار؛ حيث إن رؤيتي لهذه الرسالة يستحيل أن تكون مصادفة وكأن الله أراد أن يخبرني شيئا.. أقنعت نفسي بالقوة حيث يستحيل أن أستوعب أن هناك رسائل بهذا الشكل تأتي عن طريق الخطأ!! وبعدها دخلت في دوامة الشك القاتل.. أشك في كل شيء من تصرفاته؛ فمن المستحيل أن تكون بينه وبين أمها رسائل بهذا الشكل وفي المقابل لا علاقة له بالفتاة.
وأصبح زوجي الآن شديد الغضب لأقل شيء، يصرخ ويسب وأحيانا يرجوني أن أبقى معه وألا أتركه أبدا وأنا ما عدت أحتمل الشك الذي أعيش فيه، أنهار حينا وأندم وأبكي من شدة الألم وأستسلم.. أما زوجي فيطلب مني تجاهل الموضوع والاستمرار بالحياة بسعادة فالله الذي كتب علينا هذا الشيء كفيل بأن يرفعه عنا ... أنا مؤمنة بقضاء الله وقدره وأصبر نفسي بقوله تعالى "استغفروا ربكم إنه كان غفارا.. يرسل السماء عليكم مدرارا"، وقوله "فإن مع العسر يسرا.. إن مع العسر يسرا"، لكنني أرى أحيانا أن الله يريد من عباده أن يتصرفوا بأمورهم وألا يلقوا بكل شيء على القضاء والقدر وإن كان صحيحا "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
أحيانا أحس أنه مريض نفسيا وأحيانا أشك أنه مسحور، وأنا أرى أحلاما كثيرة وغريبة جدا ولما سألت أحد المشايخ قال لي إن هناك نفسا أصابتكم، وأنا بصراحة لا أحب استخدام هذه الأمور لتبرير الأحداث، لكن بالفعل أهله يحسدونني كثيرا وجميع بنات العائلة كانت تتمنى زوجي زوجا لها؛ فهو مميز في كل شيء وسعوا بكل ما أوتوا من جهد لأطلب الطلاق في الفترة الأولى من المشكلة.
ولما يئس أهله مني قاطعوني واتهموني في عرضي وشرفي حينما كان ابن خالتهم يسكن بيتي حتى أولادي لم يروهم أبدا، والآن مرت سنة على هذه الحادثة وما زالوا على موقفهم من زوجي، وكلما حاول التقرب منهم أهانوه وطردوه، وطردوا أولادي في المرة الوحيدة التي ذهب بها أبوهم إليهم عل قلوبهم تحن.. لكن دون جدوى ... أتمنى منكم أن تنصحوني وترشدوني لطريق الصواب هل أكتفي بحب زوجي الكبير لي مصبرة نفسي بأن الحب يفعل المعجزات وأتجاهل الواقع الذي أعيشه، أم أختار لنفسي طريقا آخر؟؟
وإن كان لكم حل لمشكلة زوجي أفيدوني جزاكم الله خيرا
وجعل ذلك في ميزان حسناتكم وجعلكم ممن يدخلون الجنة بغير حساب.
19/06/2022
رد المستشار
الأخت السائلة، أهلا بك معنا على موقعنا مجانين، داعين الله أن تجدي فيها مرشدًا يدلك على طريق الحل.
أدهشتني رسالتك حزنا وضحكا، وشر البلية ما يضحك!! وأشد ما لفت نظري قولك عن زوجك أنه "مميز بكل شيء"؛ ولذلك فإن الناس يحسدونك عليه!! ... يتدخل زوجك في مشكلة ليحلها ولما تطول المفاوضات ينقل مسرح العمليات إلى بيته؛ فهل في هذا الاختيار أي تميز أو أية حكمة؟! ثم لما يقع الطلاق الذي كان واردا ومتوقعا ينهار ويبكي فلماذا الانهيار، ولماذا البكاء؟! وهل الرجل المصلح المتميز يكون هذا هو رد فعله؟!
ثم يتزوج ليعاند أمه لأنه يرى أنها تتحداه في رجولته فيرد عليها بقرار يكتشف أنه خاطئ ومدمر لكنه يستمر في الانهيار والتدمير!! ... وهو ليس وحده؛ فأنت أيضا منهارة؛ وأمه يجن جنونها، والمشهد كله يتصف بعدم نضج أطرافه على نحو يؤذيهم، ولكنهم لا يريدون أو لا يستطيعون وقف النزف والرعونة والعناد!!.
ثم هناك رسالة أم زوجة زوجك، وهي جزئية تكمل شذوذ المشهد وغرابته، وإذا كانت قد وصلته بطريق الخطأ فمن كان المقصود الصحيح بالرسالة؟! ... ثم نتهم الحسد وأمثاله، ولا نرى أبسط من ذلك!! لا نرى أننا نرتكب الحماقات وأفعال الصغار، وتتراكم آثارها، ونحن نقف عاجزين رغم أن المسألة أسهل من هذا بكثير.
يحتاج زوجك إلى مواجهة نفسه بصدق ليحدد ماذا يريد بالضبط؟! وماذا يريد تعني أيضا أن يتحمل تبعات ما يختار من طريق دون انهيار أو جنون أو بكاء أو اكتئاب!! فهو إما أن يقوم بمقتضيات زواجه من الأخرى من حسن معاشرة بالمعروف، ولا يمنع هذا من الاحتياط لعدم الإنجاب طالما هذا هو اتفاقهما!! أو يقرر أنه لا يريد ذلك ولا يتحمله ولا يطيقه فيطلقها بإحسان، ويعوضها ماديا عن الأضرار المعنوية التي ألحقها بها بهذا الضرر الغبي، والقرارات غير المدروسة!!.
وفي كل الأحوال ستكونين أنت السند الأكبر له في حال إذا اختار أيا من السبيلين بلا انهيار منك أو قلق أو تشتت أو حيرة، ولست أول من يتزوج زوجها، ولن تكوني الأخيرة!! ... وحين تنتظم حياتكما بهذا الاختيار أو ذاك، ويتضح لكما منهاج ونظام، ويكف زوجك عن التذبذب، وأنت عن الضياع، عندما تختاران شيئا بنضج وتقومان على تنفيذه بمسئولية ووعي سيكون المقابل أن يحترمكما من حولكما، وتعود العلاقات التدريجية إلى مجاريها.
الزواج الثاني حلال الله، والطلاق أيضا، والإنسان يحدد ما يريد ويتحمل أعباءه ومسئولياته بصدق وشفافية ووضوح. أما الخلط واللف والدوران واتخاذ مواقف غير مسئولة ثم العجز عن الإقدام أو التراجع، والوقوف طويلا في مفارق الطرق!! هذه كلها أحوال لا تليق بك، ولا بزوجك المتميز الذي أدعو الله له بالتوفيق والسداد،
وأدعوه سبحانه وتعالى لك بالسعادة وراحة البال، وأن تدخلوا الجنة معا بغير حساب ولا سؤال، وتابعينا بأخبارك.