السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتورنا العزيز، تحية طيبة وكل الاحترام والتقدير لعلمك وعملك. ابني عمره ١٦ سنة. كان السنوات الماضية دائما المتفوق الأول في مدرسته. وحصل الأعوام الثلاثة الماضية على منح كاملة من إدارة مدرسته.
بدأ قبل حوالي شهر ونصف بالإهمال الكامل للدراسة وبدأ بالتحدث بعد عدة محاولات عن وجوده بعض الأحيان في عوالم أخرى غير عالمنا الواقعي. اتجاهه الديني كان قويا ومواظبا على الصلاة أما الآن فلا يصلي إلا بعد معاتبته وتنبيهه إلى أن الصلاة أهم شيء في حياة الإنسان المسلم... بدأ أيضا بالحديث عن محادثات تتم بينه وبين أشخاص آخرين من الخيال. وبدأ الحديث أنه يشاهد نفسه في بعض ساحات المعارك كقائد ويحارب (مع العلم بأنه كان يتألم على ما حدث ويحدث في سوريا سابقا)..
وكان تحصل له فترة من الفترات خلال الشهر والنصف السابق بعض التشنجات وكانت تذهب بعد قراءة بعض آيات القرآن الكريم عليه. كما بدأ بالكلام عن صداع يصيبه بعض الأحيان... قمنا بعمل كافة فحوص الأملاح والدم ووظائف الغدة الدرقية وعمل مخطط للدماغ بعد ما عرضته على طبيب أعصاب مختص.
هو يحاول أن يوهم نفسه أنه يعيش في عالمين ويحاول إيهام نفسه أنه مريض نفسيا ويسمع في بعض الأوقات أصواتا غير موجودة في الحقيقة.
هل هذا يا دكتور مرض نفسي أم هو وسواس قهري أم هو نوع من أنواع الحسد/السحر/العين... الرجاء المساعدة لأنه عندنا هنا مشكلة في الأردن وهي: أن الأطباء النفسيين يلجؤون فورا لإعطاء الأدوية المدمرة من مهدئات ومسكنات.
وهذا ما زال طفلا،
وأنا أبحث عن حل ينقذ حياته وينقذ عامه الدراسي.
01/07/2022
رد المستشار
الوالد الفاضل المهندس "حامد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
يبدو أن انشغالك بالهندسة أخذك بعيدا بحيث لم تتابع المعارف الجديدة في العلوم السلوكية والطب النفساني فأراك تسأل أسئلة كنا نظن مثقفينا في العالم العربي تجاوزوها منذ سنوات ... تصحيح المفاهيم فيما يتعلق بالمرض والعلاج النفساني مهم جدا لأنه السبيل الأمثل لمناجزة حالة ابنك عافاه الله... ولدينا على مجانين ملف اسمه شبهات وردود يناقش هذه القضايا بداية من الخلط بين عالم الغيب (الحسد/السحر/العين) وعالم الشهادة (مرض نفسي أم هو وسواس قهري) والأفكار المغلوطة عن العقاقير النفسية (الأدوية المدمرة من مهدئات ومسكنات)...إلخ. ... وستلاحظ أن الملف لا يدافع عن الطب النفساني ضد المفاهيم الخاطئة فقط بل ينتقد الطب النفساني أيضًا.
نأتي إلى الملح حاليا وهو أن تعرف أن ما يمر به ابنك هو اضطراب نفساني شامل أعراضه ذهانية ويفترض أن طبيب الأعصاب (عرضته على طبيب أعصاب مختص) أخبرك بتشخيص ما ... أو الله أعلم فأنت لم تشر إلى حصول الولد على تشخيص ما ... بل وتكابر -هداك الله- حين تقول: (هو يحاول أن يوهم نفسه أنه يعيش في عالمين ويحاول إيهام نفسه أنه مريض نفسيا ويسمع في بعض الأوقات أصواتا غير موجودة في الحقيقة)
الحقيقة يا باشمهندس هي أن الولد يعاني من أعراض ذهانية نشطة (ربما فصامية أو اكتئابية) وأنت تحاول إيهام نفسك بأنه ليس مريضا نفسيا ووووو .... عليك بسرعة التوجه إلى طبيب نفساني واستخدام جرعات العقاقير بنفس المقادير التي يقررها الطبيب... ولا تغيرها أو توقفها حتى ينصح الطبيب بذلك.
اقرأ على مجانين:
ملف مرض الفصام
ملف مرض الاكتئاب
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.