وسواس الاستهزاء بالدين
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، أتمنى أن تساعدوني، أعاني من الوسواس القهري وبفضل الله أتعالج منه عند دكتور نفساني وبفضل الله حالتي تتحسن.. ولكن وسواس الاستهزاء بالدين أتعبني ولا أعرف ماذا أفعل؟؟
أتابع بعض الأشخاص المسلمين على موقع اليوتيوب يقومون بفعل التحديات وإلى ذلك ولكن يستهزؤون مرات مثلا بقول رؤيتي لك كرؤية ملك الموت وقد بحثت ورأيت أن هذا الشيء حرام .. وأيضا كان أحد منهم يحكي قصة ما فقال الجمعة أو السبت فرد صديقه الجمعة غير لأن الإيمان يكون فل، وقام صديقه بالضحك قال إذن يوم السبت والقصة الأساسية لايوجد بها استهزاء ولكن حادث مر به في طفولته
أنا لا أعلم هل إذا أنكرت في قلبي فقط وأكملت المتابعة لأنهم لايقصدون الاستهزاء ولايعنونه أم يجب علي التوقف عن متابعتهم بالرغم من أنهم أناس محترمين ومسلمين ومن النادر الاستهزاء بالدين في مقاطعهم ولكني أبقى الليل كله أبحث عن فتاوى وأبحث عن هل أعتبر كافرة إن أنكرت في قلبي فقط؟ لم أضحك ولم أبتسم تجاهلت قولهم عن الاستهزاء وأكلمت الفيديو هل أنا كافرة أم ماذا؟ وأيضا أي أحد يتكلم عن الدين وأراه يضحك أوسوس بشأن هذا
هذا وسواس أم أنا أبالغ أم ماذا؟؟
لأن بعض المرات يكون الذي يقولونه استهزاء ولكن عندما أنصحهم يقولون أنه ليس بذلك أتمنى الرد علي وشكرا
28/2/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "أميرة"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين
فرحت كثيرًا أنك تتابعين عند طبيب، جعل الله الشفاء على يديه.
طبعًا أنت موسوسة وتبالغين! صحيح أن بعض العبارات التي يتداولها الناس تكون موهمة، والأفضل الابتعاد عنها، لكن لا أحد يقولها استهزاءً بل عن جهل، أو أصبحت العبارة تستخدم في غير معناها الظاهر، فهذا يجعل الكفر بعيدًا جدًا.
بدليل لو قلت لأحدهم مثلًا إنك تسب ملك الموت بقولك هذا لغضب وقال أنا لا أسبه! إذن هو لا يقصد سب ملك ولا الاستهزاء به، وإنما يقصد أنه لا يحب أن يراه كما أنه لا يحب الموت، فرؤيته لملك الموت تعني أنه سيموت... أو ربما لا يفهم ما يقول وهذا هو الغالب، وإنما قال ذلك لأنه انتشر كتعبير لكرهه الشديد للشخص، ولا يخطر في باله أصلًا ما معنى العبارة، وهل هي كفر أم لا؟ وهل هي حرام أم لا؟ ولا يخطر في باله أن يسأل عنها... فهنا لا حكم لفعله حتى يعلم المعنى ويقصده، صحيح أنه ما ينبغي أن يستخدم هذه العبارات وفيها حرمة، لكنه لا يعلم ذلك!
فقصة هل كفر فلان؟ وهل كفرت؟ أبعديها من ذهنك نهائيًا، فالمستهزئ الكاره للدين يعلم أنه يسب أو يسخر من شيء مقدس، أما من اعتاد أن يسمع غيره يقول عبارة ما للتعبير عن شيء، دون أن يعرف معناها الدقيق فهذا لا يكفر ولا نقول إنه آثم إلا أن يعلم أن العبارة فيها حرمة... ولهذا عندما تنصحين أحدًا يقول لك: هذا ليس استهزاء. لأنه لا يعلم ما وجه الاستهزاء في العبارة أصلًا، ولو جئت تشرحين له لماذا هي استهزاء لما فهم ذلك إلا بصعوبة! وطالما يمكن أن تفسر العبارة على وجه ليس فيه حرمة فلا يصح أن نفسرها على أنها حرام أو كفر.
مثال يوم الجمعة أو السبت الذي ذكرتِه في رسالتك لم أفهمه!
مشاهدتك للمقاطع التي فيها عبارات محرمة، أو تؤدي إلى الكفر في أحد معانيها، كمشاهدتك لسائر المقاطع التي فيها محرمات! مشاهدة المحرم أو سماعه محرم، لأنه يؤدي إلى استسهال ما ترينه وتسمعينه، واعتيادك عليه، وموت الحس بحرمته، ثم التدرج إلى عدم إنكاره ففعله... ولكن ينبغي أن تكوني متأكدة من كون الفعل محرم أو كفر باتفاق وليس فيه خلاف بين العلماء.
وما تسألين عنه بالذات، إن كان صانع المحتوى نادرًا جدًا ما يقول المحرم أو يفعله، وإن قاله كان بغير قصد الاستهزاء، فهنا يحل رؤية المقاطع، فإن مرّ شيء غير جائز أنكرت بقلبك... أما إن كان يكثر منه ذلك، فلا يحل لك أصلًا أن تفتحي تلك المقاطع، ولا يكفي أن تشاهدي وتنكري بالقلب، وفعلك مقتصر على الحرمة في أشد أحواله، ولن يصل بك إلى الكفر
وهناك ملاحظة بالنسبة للتحديات، هناك تحديات يحرمها الإسلام، مثل التحديات التي لا يغلب فيها السلامة، أو التي فيها ضرر على الصحة مثل تحدي أكل كميات أو أنواع معينة من الطعام، أو الأشياء التافهة... كل هذا لا يجوز فعله وبالتالي لا تجوز مشاهدته. وكما ترين، انتشار هذه المقاطع بين الأطفال والشباب، ومحاولة تقليدها، أدى إلى حالات عدة من الوفيات أو الأضرار الصحية البالغة، لهذا فالواجب الابتعاد عن مشاهدتها وعدم إضاعة الوقت والدين فيها.
إذا سمعت كلمات كفر مصادفة، وأنكرتها بقلبك، بالتأكيد لا تكفرين، ولا يوجد حرمة أيضًا لعدم التعمد. لكن لا يجوز لك أن تفتحي مقاطع فيها مثل هذا، ثم تقولين: أسمع وأنكر بقلبي! هذا الفعل حرام، لكن ليس كفرًا.
هذا من حيث الأحكام، أما من حيث الوسوسة، فينبغي أن تتدربي على ترك التركيز في مثل هذه الأمور، فكري بشيء آخر، اشغلي عقلك بأمور جميلة مهمة، فالكفر لا يحصل بعطسة، حتى لو سمعت من أحدهم عبارة كفر، أو استهزاء، فلا يعني هذا أنه كفر! يجب أن نستفهم منه لمَ قال ذلك؟ وهل يعلم المقصود؟ وهل هو مستحل لهذا أم تصدر منه الكلمات لاعتياده عليها ثم يندم؟
إذن الأمر ليس بهذه السهولة التي تتصورينها حتى تخافي من كل كلمة، وكل حركة، وتراقبي هل ابتسم هذا وهل عبس ذاك؟ وماذا كان يقول؟ وماذا كانت ردة فعلك؟!!
تجاهلي، وتابعي العلاج، أسأل الله لك الشفاء التام يا بنيتي