السعودية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا لا أعلم حتى من أين أبدأ مشكلتي، أنا أعاني من وساوس كثيرة بدأت معي منذ ثلاث سنوات عندما كان عمري ثلاثة عشر سنة.
أول وسواس عانيت منه كانت أفكار كُفرية وكانت حقيقة أصعب ما مر علي، واستمرت تلك الأفكار تقريبًا لمدة تقارب الأربعة أشهر وبعدها انقطعت عني تماما، ولكنها عاودتني بعد سنة ونصف تقريبا، ولكنها كانت أبشع من السابق وتأتيني أكثر من السابق حتى أن أمي كانت تقلق علي وتسأل كثيرًا هل أعاني من شيء أم لا؟
أصبحت لا أضحك مثل السابق ولا أتكلم مثل السابق فكل تفكيري كان بتلك الأفكار التي تأتيني ومدى بشاعتها، ولم أكن أعلم وقتها أنه ربما يكون وسواس فقد كنت أظن أنني مذنبة وكنت أقلق كثيرًا.. مع مرور الوقت ولله الحمد استطعت التغلب على غالبية هذه الأفكار مع أنها ما زالت تأتي قليلًا، وقبل تقريبًا سنة بدأ معي وسواس جديد في الوضوء، أصبحت لا أقتنع بوضوئي وأكرره كثيرًا، ثم بعد ذلك أصبحت أوسوس في الصلاة ومخارج الحروف، ثم بدأ معي وسواس في الغسل والطهارة فأصبحت لا أستطيع أن أحدد متى أطهر من الحيض، رغم أن الأمر كان سهل علي في السابق.
وقبل كم شهر بدأ معي وسواس في خروج الريح فأصبحت عندما أتوضأ أشعر بخروج ريح ولا يتوقف حتى أنتهي من الصلاة، أنا لم أكن هكذا في السابق كنت أحيانًا أصلي الصلوات الخمس بوضوء واحد دون أن أشعر بهذه الأشياء، وهذا الوسواس أصبح يزداد كثيرًا فقلت لنفسي أنني لن أعيد الصلاة إلا إذا خرج مني نفس هذا الريح في غير وقت الصلاة، وارتحت على هذا الحل كثيرًا وأصبحت لا أعيد صلاة ولا وضوء حتى لو شعرت بخروج شيء، ولكن منذ أسبوع تقريبًا أصبحت تأتيني هذه الريح حتى خارج الصلاة ولا أعلم هل هو وسواس أيضا أم لا! فهي ليس لها لا صوت ولا رائحة ولا تأتي أبدًا إذا انشغلت عنها في المدرسة مع صديقاتي.
ومنذ فترة قليلة جدًا، تقريبا شهرين أصبح يأتيني وسواس في الاستنجاء، فصرت أمكث بالحمام وقتًا طويلًا!! وأهلي يتضايقون من هذا الأمر كثيرًا، وأنا أيضًا أصبح يزعجني هذ الموضوع وصرت لا أطيق الذهاب إلى الحمام لأنني إن دخلت لن أخرج إلا بعد ساعة على الأقل، بينما يستغرق هذا الأمر من أمي خمس دقائق على الأكثر.
والآن منذ دخول هذا الشهر الفضيل أصبحت أشعر بأن هناك مفطر على شفتاي، وأصبحتا جافتين جدًا فأنا أبصق كثيرًا وأمسح بالمنديل ولا أضع مرطب عليهما خوفًا من أن يدخل إلى فمي وأبتلعه، وأصبحت أوسوس في بلع النخامة أيضًا ولكنني قرأت استشارة لديكم بأن الموسوس له رخصة ولا يضره بلعها ولو عمدًا وأصبحت أبتلعها ولا أعلم هل ما أفعله هو الصواب؟ أم أنني أفطر بهذا؟ أنا أعاني من جميع الوساوس التي ذكرتها حاليًا، وأشعر بالقلق كثيرًا ونصف يومي يذهب وأنا أفكر بها أو أستجيب إليها.
وهناك شيء ضايقني مؤخرًا، أنا عندما يؤذن وأذهب لأتوضأ وأصلي أشعر بضيق وهم في صدري، وأشعر بالذنب كثيرًا عندما يأتيني هذا الشعور وأنا أحب الله ورسوله وأحب ديني وأحب الصلاة ولكنه يأتيني رغمًا عني.. أريد حلًا أنا تعبت كثيرًا.
4/4/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا "لولو"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك
شعرت بوجود وعي ووضوح في عرض مشكلتك، وبفهم لما تعانين منه، بارك الله بك
ولاحظت وعيًا واهتمامًا عند أمك أيضًا، إذ كانت تسألك ما بك؟ وقلقتْ عليك عندما وجدَتْكِ غير طبيعية؛ ولهذا فالحل الأول والأصح، أن تطلبي من أهلك الذهاب إلى الطبيب، وحاولي البحث عمن يجيد العلاج السلوكي المعرفي. أخبري أهلك أن الوسواس الذي يبدأ في سن مبكرة، مآله غير محمود إن تُرك دون علاج، وأنهم إن أخذوك إلى الطبيب فسينالون أجر إنقاذ نفس، وتفريج كربة.
أما الأفكار الكفرية، فلابد أنك علمت من خلال قراءتك في الموقع أن دواءها التجاهل وعدم الخوف، فهي لا تضر إلى درجة أن الموسوس لا يكفر حتى لو نطق بها.
وأما الوضوء، فليس من الضروري بحق الموسوس أن يقتنع بكمال وضوئه، وإنما يكفيه أن ينهي الوضوء وهو شاك هل أتى به صحيحًا أم لا؟ وهل قُبِل منه أم لا؟ لأنه لا يستطيع الشعور بالكمال، يكرر ويكرر، وكل مرة تكون صحيحة مقبولة، ولكنه لا يشعر بصحتها بأكثر من نسبة 50% !! والموسوس الذكي هو الذي يدرك ذلك، ويعرف كيف يتعامل مع وساوسه، توضئي مرة واحدة، وكل عضو اغسليه مرة واحدة، ثم صلي بهذا الوضوء سواء اقتنعت أنك توضأت أم لا.
وكذلك شكوكك المتعلقة بالصلاة، من قراءة وركوع وسجود وغير ذلك...، تابعي صلاتك كما يفعل غيرك، وانتقلي من ركن إلى ركن حتى لو كنت غير مقتنعة بصحة ما أتيت به.
سرني كثيرًا عدم اهتمامك بوسواس الريح، ومتابعتك الصلاة رغم شعورك بخروجها، وتفاءلت بقدرتك على تطبيق العلاج السلوكي وبشفائك.
أنت استطعت أن تتغلبي على وسواس الريح بمتابعتك للصلاة، ولكن الوسواس يجدك تربطين تجاهله بعدم مجيئه خارج الصلاة، فهجم عليك خارجها كي يستطيع التغلب عليك!... عندما تكونين مع صديقاتك، يكون ذهنك مشغولًا فلا تشعرين بالوسوسة... وحتى لا نفسح للوسواس مجالًا أن يلعب عليك مرة أخرى، تابعي صلاتك حتى لو جاءك الوسواس وأنت مع صديقاتك...، لا تعيدي وضوءك ولا صلاتك.
وسواس الاستنجاء كذلك، استنجي لمدة دقيقة أو دقيقتين...، واخرجي، فأقصى ما يمكن أن يحدث أن تبقى النجاسة، وهذا لا مشكلة فيه عند المالكية إذ إزالة النجاسة من أجل الصلاة مسنونة في أحد قولين صحيحين عندهم.
وبلع النخامة لا يُفطر في مذهب الحنفية فلا تهتمي لشيء.
أما المفطر على شفتيك، فأنا سأخاطب عقلك: هل من المعقول أن يلازم المفطر شفتيك ويفارق شفاه باقي الصائمين؟ هل من عادة الله تعالى أن يكلف الإنسان بشيء شاق، حيث لا يستطيع الصوم إلا مع البصق والتنشيف المستمر؟
مخالفتك لسائر الناس في هذا، والمشقة التي تشعرين بها دليل على أن هناك شيء غير طبيعي، وهو الوسواس بالطبع... وباعتبار شعورك هذا وسواس فالواجب في حقه التجاهل، وصيامك صحيح حتى لو ابتلعت ما تحسين به على شفتيك. لا يمكن أن يكون ما تشعرين به حقيقة، فالشفة قد يأتي عليها شيء مرة في اليوم مثلًا، أما طوال اليوم فهذا غير معقول!!!
الضيق الذي تشعرين به عند قيامك للوضوء والصلاة طبيعي جدًا! فكيف لا تشعرين بضيق وأنت تعلمين بأنك مقبلة على معركة؟ أنت في الحقيقة تشعرين بضيق من وساوس الوضوء والصلاة، من الوضوء الذي فرضه عليك الوسواس وليس من الوضوء الذي فرضه عليك الله تعالى...، من الصلاة التي فرضها عليك الوسواس، وليس من الصلاة التي فرضها عليك الله تعالى.
الله سبحانه رحيم، لم يكلف عباده ما يشق عليهم، والوسواس لا يشفق على أحد... فاستعيذي بالله واستعيني به، وتجاهليه، وطبعًا العبادة التي تطيعين بها الله تعالى هي المقبولة، لا العبادة الشاقة التي تطيعين بها الوسواس.
وكما اتفقنا... لا تنسي الذهاب إلى الطبيب.
وفقك الله وعافاك
ويتبع>>>: وسواس الكفرية: فالوضوء فالاستنجاء فالصلاة..إلخ م