السلام عليكم
أما بعد فأنا آمنة من تونس عمري 22 سنة وأود أن أحكي لكم قصتي وأتمنى أن تردوا علي وتجبروا بخاطري من لما كان عمري 15 بدأت أكتشف الصراعات التي بين أمي وأبي الدائمة واللامتناهية لسبب أو لغير سبب وبعدها تفاقم الأمر وذهبوا للمحكمة، أين افتقدت ثقتي بهم ورعايتهم التي لا توجد من الأساس، فبدأ بأمي فهي عدوي اللدود في المنزل فهي دائمة الصراخ والدعاء والكلام الفاحش وغيرها من السلوكات الغير سوية والفتنة و... أما أبي فلا تفارق فمه كلمتين؛ "لا أملك المال" و"إخواتك سحرة" تفسيرا منه لسبب الخلافات المستمرة في المنزل كما أنه لا يمكنني أن أعانقه أو أقبله إلا في المناسبات وذللك لسببين؛ الرائحة الكريهة المستمرة وثانيا في بيتنا تعودنا على تقديره، فهي علاقة عمودية بالأساس يسَودها الجفاء واللامبالاة
أما بالنسبة لأختي فأنا أوشكت على التخرج وهي لازالت تدرس في الثانوية، بالرغم من أنها أكبر مني، فهي رسبت في العديد من الفصول الدراسية تقريبا في 7سنوات، أنا غايتي ليست الاستسلام وتذهب للعمل بالعكس فأريد لها الحياة ، فهي عندما ينتهي الموسم الدراسي تبقى على مكانها لا تخرج ولا تسهر ولا تتمتع ولا تلبس ولا تعمل ولاولاولا، حتى أنها لا تصلي الصلوات في وقتها أما أخي حدث ولا حرج، لقد كان من المتفوقين في الدراسة ولكن انقطع عنها في الجامعة وأصبح يبيع العطورات أمام المسجد وأما أنا فإني أصغرهم وأجتهد َوأحاول بكل نفس حتى أني أدرس تخصص ما أحبوا ولكن لكي لا أخذل والداي كما خذلوهم إخوتي
في الحقيقة أنا خفت أن أصبح مثلهم يوما ما لأنهم لا يفعلون شيئا طوال النهار وخاصة في الصيف، خفت كثيرا من كسلهم المرعب وللأسف أصبحت في حالة يرثى لها تمر 24 س ولا أفعل فيها شيء وعندما يأتي الليل أغسل فراشي بالدموع وأنام، فأنا حزينة جدا على وقتي الذي مر هباءا معهم ولم أعرف شيء لا التمتع ولا العاطفة ولا التعلم، أبسط الأماكن في بلدي لا أعرفها، بالنسبة للأصدقاء فهم كثيروا التنمر والكلام لأني لست مواكبة لهذا العصر فأنا أدور بدون إنترنت طوال الوقت في الجامعة لأني لا أملك حق الشحن أو حتي الأكل.... بالنسبة للعلاقات العاطفية فقد تعرفت على بعضهم وكانت علاقتي بهم سطحية جدا لأني لا أملك المال ولا التجربة لأكون علاقات، وأغلبهم فقراء ولا يمكن أن أشاركهم شيئا أصلا، حتى المسلسلات والأفلام لا أشاهدها، لكي أبين أني أفعل شيء
أنا أختنق كثيرا في هذا البيت المسموم لدرجة أن ضربات قلبي أصبحت تخفق في معدلات مرتفعة وأعاني ضيق التنفس كما أصبحت مدمنة على أشياء سيئة وأظن أنك فهمتني على ما اتحدث ...
أرجوكم أود حلا في أسرع وقت
7/8/2023
رد المستشار
شكرًا على استعمالك الموقع.
استشارتك تبدأ في نهاية الرسالة، وما تقدم قبل ذلك هو تحليلك لحالتك النفسانية في الوقت الحاضر. هناك إشارة إلى المعاناة من العزلة الاجتماعية وعدم التواصل مع بقية أفراد العائلة. هناك أعراض القلق والإشارة إلى الإدمان على سلوكيات أظن أنك تشعرين بالذنب بسببها. فوق كل ذلك هناك تدهور في أدائك التعليمي والمعرفي. الصراحة ما تعانين منه حالياً هو القلق والاكتئاب، ومع وجود شعور بالذنب وتدهور الأداء وهناك الحاجة الماسة لمراجعة طبيب نفساني للحصول على العلاج اللازم. هذه هي خطوتك الأولى والأهم.
الإنسان الذي يمر بمعاناة ما يحاول تحليلها، ولا شك أن ما تم ذكره في الاستشارة ظروف قاهرة تدفع الإنسان نحو موقع اكتئابي. في نفس الوقت الانسان الذي تدفعه ظروف قاهرة نحو موقع اكتئابي أو اعتزال الآخرين، يشعر بالتحفيز لمواجهة هذه التحديات وتجاوزها والتوجه نحو مستقبل أفضل. ليس هناك ما تستطعين عمله لمساعدة الوالدين، وتعلقك بهم هو دون المقبول وليس بالآمن ولكن في نفس الوقت لا يوجد في الرسالة ما يشير إلى تعرضك إلى صدمات نفسانية في داخل البيئة العائلية.
لا تبحثي عن تحليل لموقعك الاكتئابي وليس هناك ما تستطيعين عمله لتغيير هذه الظروف. مهمتك الآن الانتباه إلى تعليمك وتنظيم إيقاعك اليومي والتغلب على الاكتئاب، والموقع ينصحك بعلاج الاكتئاب تحت إشراف طبيب نفساني.
واقرئي أيضًا:
التعامل مع الاكتئاب (1-2)
خطة علاج الاكتئاب الأولية
وفقك الله.