السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
لا أعرف كيف أبدأ رسالتي هذه فأنا مترددة جدا ولكني خائفة أكثر فأنا والله إني خجلة من نفسي كيف أكتب لكم حتى اسمي محرجة أن أكتبه، لكن الله أعلم كم أنا بحاجة لكم، فإني بصراع داخلي مع نفسي أكثر من 4 سنوات فالمدة طويلة أرجوكم لا تستغربوا، بالرغم من أني أحفظ جزءا من القرآن وأحفظ مجموعة من الأحاديث الشريفة ودائما أشتري كتب الدين، فأنا أشعر بانفصام بالشخصية، ساعة أسمع أشرطة الدين والأحاديث وبشكل يومي وساعة أشعر أني لا أحسن لذلك بالرغم من أنني وأنا صغيرة جدا أحب أن أحفظ القرآن والصلاة بدأت فيها من 10 سنوات، لكن بدأت أقطع فيها والتزمت فيها من الصف الثامن، ولكن لولا أني محتاجة لكم لما شكوت ضعف قوتي وضعف حيلتي.
أنا لا أريد أن أمدح بنفسي ولكني صدقا أقول واقع مرير مررت به فأنا كنت أرى أحلام تتحقق باستمرار، أرجوكم أنقذوني وأعتذر لأنني أطلت عليكم ولكني أنا موظفة أعمل في بنك فأنا مثقفة صدقوني ومحجبة والآن أصبحت ملتزمة حتى تعاملي مع الجميع أرجوكم خذوا بعين الاعتبار أني أنا أكبر إخوتي شباب وبنات وحملت المسئولة من صغري حتى أنني أعمل وأنا عمري 19 سنة حتى الآن، المشكلة لقد قرأت أن فتاة أرسلت لكم بنفس المشكلة ولكن قلتم عليها أنها قصدها من ذلك أن تشوه موقعكم هذا ولكني أنا والله لم أقصد ذلك أبدا حاشى لله.
المشكلة: هي............................ هل الله سيغفر لي أم لا فأنا تعلمت من خطئي وما زلت أقام هذه الحياة الفاسقة، وأحيانا كنت أيأس هل الله سيقبل توبتي، حتى أنني هذه السنة مصرة إصرارا رهيبا على أهلي أن يأخذوني للعمرة عسى الله أن يرحمني، لأنني في فترة من الفترات كنت أحاول الانتحار، على فكرة هذا الشاب طلب الزواج مني وذهب لأهلي لكن المهور الغالية والحياة الاجتماعية الآن غير.
ماذا أفعل أرجوكم، حتى أنني صرت أخاف أن أستقبل أناس آخرين يطلبون الزواج مني
29/4/2005
رد المستشار
قرأت رسالتك عدة مرات، وحاولت أن أبحث بين السطور عن المشكلة الحقيقية!! أعتقد أن مشكلتك هي أن هناك هموما تشغلك في نفس الوقت، وتتكالب أن هناك تشغلك في نفس الوقت، وتتكالب عليك وتحيط بك... لذلك فإن أول خطوات الحل هو أن "تفكك" هذه الهموم، ونحسم كل منها على حدة:
1 – هل سيقبل الله التوبة:
يقول تعالى في حديث قدسي: "يا ابن آدم إنك إذا بلغت ذنوبك عنان السماء ثم دعوتني واستغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك إذا جئت بتراب الأرض خطايا ثم جئتني لا تشرك بي شيئا لجئتك بترابها مغفرة".
الله تعالى يقبل التوبة عن عباده، بل ويبدل سيئاتهم حسنات يوم القيامة طالما أنهم لا يملوا من الرجوع إليه رغم تكرار الذنب، ورغم نوبات الضعف.. وأدعوك للتوجه لصفحة استشارات دعوية لأنها مليئة بكنوز من النصائح التي تساعدك على الاستمرار في طريق التوبة.
2 – العادة السرية:
اختلف الفقهاء في حكم العادة السرية، فمنهم من رأى أنها حراما، ومنهم من رأى أنها تجوز عند توافر الشروط التالية:
أ – عدم الزواج.
ب – الفتنة الشديدة.
جـ- إذا مارسها الإنسان عندما تسيطر عليه الشهوة فلا يستطيع هربا منها...
وكل الأحاديث الواردة في العادة السرية موضوعة.. والآية الوحيدة التي تدعو لتحريمها هي: "إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم... فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون" وكلمة "العادون" اختلف الفقهاء في تفسيرها فقال بعضهم أن المقصود بها هو "الزنا" فقط.
لذلك فأنا شخصيا لا أرى أن ممارسة العادة السرية كبيرة من الكبائر أو إثما جليلا، ولكني أرى أنها سلوك يلجأ إليه المضطر "بدون إسراف – عند الضرورة القصوى".
أما إذا تمت ممارستها بإسراف وإدمان فإن هذا ما لا يرضاه الله كما أنه مضر نفسيا أيضا.
وأنا أدعوك لمطالعة مشكلات سابقة على الصفحة حول العادة السرية ووسائل "التخفيف" منها قدر المستطاع.
3 – الخوف من الزواج:
عليك أن تلقي بالماضي وراء ظهرك، فإن كنت قد تبت توبة نصوحا فعسى أن يقبل الله توبتك ويعفو عنك ويمحو هذه الصفحات السوداء.. هذا بالإضافة إلى أن سنك كان صغيرا جدا عندما وقعت في هذه الأخطاء.. أما الآن فأنت إنسانة طبيعية، وعليك أن تبدئي حياتك بكل أمل وتفاؤل، ولا تخرجي من الماضي إلا بالعبرة التي تجعلك أكثر صلابة...
4 – الفصام في الشخصية:
ما تعانينه منه ليس فصاما!!
ولكن هذا هو الضعف البشري..
أنت تحتاجين لبرامج مستمرة لرفع الإيمان، وتنمية الصلة بالله، وهذا لا يكون فقط بحفظ القرآن وزيارة القبور وسماع شرائط عذاب القبر فهذه الأمور قد تضر إذا بالغ الإنسان في تعاطيها، ولكن يجب أن يكون هناك برنامج "حب" و"معرفة" و"مناجاة" لله تعالى.. والقراءة في أحوال الصالحين، وتدبر آلاء الله ورحمته وفضله.
ابنتي الكريمة، أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك لكل خير...