بسم الله الرحمن الرحيم تحية طيبة وبعد..
لدي مشكلة تؤرقني وتسبب لي الحرج الاجتماعي كثيرا..
المشكلة الأولى هي التأتأة أو التلعثم بالكلام فهذه المشكلة معي منذ الصغر فكثير من الأحيان لا أستطيع لفظ بعض الأحرف إلا بصعوبة بالغة، ولا أتكلم مع أي شخص كان إلا بصعوبة بعد أن ينحبس نفسي ويحمر وجهي، وهذه المشكلة أثرت كثيرا على نفسيتي وعلاقاتي بالآخرين مما أدى إلى ضعف كبير بالعلاقات الاجتماعية، ومن ثم قلة عدد الأصدقاء إن لم نقل ندرتهم.
والدي لديه محل تجاري فكنت أساعده بالمحل التجاري فكانت خلطتي بالمحل وبالناس عاملا إيجابيا جدا، مما أدى إلى تقليل مشكلتي إلى حد متوسط أو كبير ولكن ما زالت معي.
أكملت دراستي الجامعية وتخرجت بمعدل يفوق غالبية زملائي، وأنا الآن أعمل في قطاع التعليم، التلعثم بالكلام ما زال موجودا ولكن بشكل خفيف جدا وأحيانا لا يظهر، ولكن منزلتي ومهنتي بوظيفة فيها التفاعل الكبير مع الطلاب تجعل أي خطأ بسيط مني يلقى بعض التعليقات من طلابي، مما يؤدي إلى حزني إذ يقول عني بعض الأشخاص إنني شخص حساس.
أرجو منكم مساعدتي على التخلص من هذه العادة وزيادة التفاعل الاجتماعي، إذ إنني لست اجتماعيا.
وبارك الله فيكم.
5/9/2024
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك على موقعنا مجانين، تصلني كثير من المشكلات تتعلق بصعوبة التعامل مع الآخرين، فأقرأ مشكلات تتعلق بالخجل أو الانطوائية أو الحساسية الزائدة أو اضطرابات النطق والكلام وغيرها، وربما تصلني هذه المشكلات ليس فقط لأن موقعنا يقدم الاستشارات النفسية والاجتماعية، بل إن هناك أسبابا أخرى من أهمها تزايد استخدام الإنترنت بين الذين لديهم صعوبات في التعامل مع الآخرين، فيجدون في التواصل عبر الإنترنت ملاذا للتخلص من هذه المشكلات ولو لفترة من اليوم.
إن ما تشكو منه يا سيدي يقع تحت نطاق اضطرابات النطق والكلام، وقد يرجع هذا الاضطراب إلى مشكلات في الصغر، منها التدليل الزائد حين يشجع الوالدان ابنهم وهو يتحدث ببعض اللجلجة ويفرحون به، أو تكون التربية فيها قدر من القسوة فيكون رد فعل الطفل هو الخوف ويظهر على هيئة مشكلات في النطق وضعف تقدير الذات، وقد تكون تربية تتسم بالتدخل والمتابعة المستمرة والتحكم الذي يجعل الطفل يشعر دوما أنه تحت المنظار، وفي كل الأحوال ينمو الطفل ويكبر ولكن يبقى بداخلنا بقايا من تلك الطفولة، وما يظهر في الرشد عادة ما يكون على شكل نقص الثقة بالنفس أو الحساسية الزائدة أو مراقبة الذات والتركيز عليها أكثر من التركيز على الآخرين.
والمشكلة الحالية هي أنك دخلت في دائرة مغلقة، فحين تجد نفسك غير قادر على النطق بشكل صحيح ينحبس نفسك، وحين ينحبس نفسك وتشعر بالحرج من الطبيعي أن تجد نفسك غير قادر على الكلام، وهكذا تستمر هذه الدائرة وتزداد المشكلة.
عليك أن تكسر هذه الدائرة من الآن، فلا حرج حين تجد نفسك غير قادر على نطق جملة أو أكثر بالطريقة المناسبة، أعد النطق من جديد فلا شيء حدث.. نعم فكر في أن المشكلة في الآخرين وليست بك، أي أن المشكلة فيهم، فعلى الناس أن تقبلك كما أنت باختلافك عن الغير، كما أن هذه المواقف ليست حكرا عليك وحدك ولكن كلنا أو لنقل معظم الناس تواجههم هذه المشكلة من وقت لآخر، ولا نتحرج بهذه الدرجة، بل يحاول البعض إعادة الكلمة أو الجملة مرة أخرى، أعرف أن الأمر أكثر تكرارا بالنسبة لك، ولكن الحل أمره ممكن.
لقد تحسنت حالتك حينما اختلطت بالناس وأصبح لك وضع اجتماعي زاد من ثقتك بنفسك، وطالما أن ما تبقى هو بعض الأخطاء البسيطة فلا تلتفت، فهذا أمر وارد الحدوث، فقد يعلق بعض الناس على المحاضر أو المدرب أو المغني فلا يلتفت أي منهم لأن الأغلبية تتقبلك أو لا تنتبه للخطأ.. إن كان الموضوع يقلقك بدرجة كبيرة فربما تحتاج فقط إلى من يساعدك في البداية، فالعلاج النفسي الجماعي مثلا يمكن أن يكون مفيدا، والعلاج المعرفي والسلوكي بشكل فردي أيضا مفيد.
بالنسبة للتدخل والعلاج الطبي فأحب أن أوضح لك أن هناك تخصصا كبيرا في المجال الطبي وهو تخصص التخاطب، ويهتم هذا الفرع بدراسة أسباب وطرق علاج اضطرابات الكلام، ويشارك الأخصائي النفسي أخصائي التخاطب في تقديم التدريبات على النطق المناسب وكيفية التقليل من هذه المشكلة، وما عليك سوى أن تتوجه إلى عيادة للتخاطب وتبدأ بحضور الجلسات، وستلاحظ تحسنا بإذن الله تعالى، وتابعني بأخبارك.
في أمان الله.
اقرأ على مجانين:
التلعثم من الطفولة!
تلعثم في الكلام والسبب نفساني!
من التلعثم إلى انعدام الشخصية
التلعثم والتأتأة وشيء من القلق!
التلعثم الثانوي لسن 20 سنة
التأتأة والأيزو! والسادة العلماء، إعادة نظر